لازال السجال قائما ، وترتفع حدته بين الفينة والأخرى بعد توصل بعض القضاة المنضوين تحت لواء "نادي قضاة المغرب " مؤخرا باستدعاءات من المجلس الأعلى للسلطة القضائية لإحالتهم على المجلس التأديبي في الثاني من شهر مارس المقبل ،بسبب تدوينات إعتبرها المجلس ماسة بهيبة القضاء . وتعود بعض المشاهد التاريخية المماثلة في إستدعاء القضاة بسبب تدويناتهم إلى سنة 2016 بعد أن ناقش قضاة من القنيطرة والرباط وتطوان حصيلة أشغال المجلس كان أبرزهم القاضي محمد الهيني الذي أقيل من منصبه جراء تدوينات قادته إلى محاكمات المجلس الأعلى للقضاء، حينها رد الهيني على الوزير مصطفى الرميد بتدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك" قال فيها: "سأترك جسم القضاء وأنا مرفوع الرأس. لقد طردت ليس بسبب الفساد أو مخالفة الأخلاق المهنية، لكن لاعتبارات سياسية محضة فيما يتعلق بنضالي لصالح الاستقلال الفعلي للسلطة القضائية". عبد اللطيف الشنتوف رئيس نادي قضاة المغرب وعبر حينها _ كما الآن _ نادي قضاة المغرب عن قلقه الكبير إزاء تطورات متابعات القضاة بسبب تدويناتهم ، حيث توصل الكاتب العام للنادي " عبد الرزاق الجباري "والقاضي عفيف البقالي رئيس المكتب الجهوي للنادي بمدينة العيون بإستدعاء للمثول أمام اللجنة التأديبية بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية ، الأسبوع المقبل ، وذلك تبعا لفحوى تدويناتهما ، فالقاضي البقالي يقول في تدوينته: " القضاء فقط فئة تقضي وأخرى يقضى عليها وثالثة يقضى بها، فيه طائفة تكتري شققا وأخرى تسكن الفيلات، الأولى مثقلة بالديون والثانية لها فائض من الأصول يغنيها طول العمر ويغني الأبناء والأحفاد مشيرا هنا فقط تجد من ينتظر آخر الشهر ويعد الأيام عدا، بينما في المقابل تجد من لا يبالي لأنه يملك ملايين عددا، ففي القضاء تجد الفرق الشاسع والمخيف بين الطبقات، وقد لا تعني لغة الأرقام والأقدمية والدرجة شيئا، فالأرقام كثيرا ما تكون كاذبة، وفي القضاء أيضا، قد لا تحاسب على أصولك وثرائك، لكن بالمقابل قد تحاسب على الكلمة والقلم، ولا أدري أهي رسالة لغلق الأفواه وملء الجيوب، أم أنها همسة في آذن من لا يفهم.." مؤكدا "لكن في القضاء من الأفضل أن لا تفهم ولا تسمع، لكي تعيش شريفا، فالشرف رأسمال القاضي".إنتهت التدوينة أما تدوينة الأستاذ الجباري الكاتب العام لنادي قضاة المغرب والتي تعود لسنة 2018 فيقول عن فحواها المحامي بالقنيطرة محمد حداش : " استطاع يا سادة أن يحوز على احترام المحكوم عليهم قبل المحكوم لهم"، مضيفا أن الرجل رضع من ثدي نظيف وقدر قبلة على الجبين من والد عالم ونظيف ومجتهد؛ الرجل يفخر به كل من عرفه، دخل إلى قلوبنا وقلوب كل المتعطشين للحرية بأدبه وتواضعه واحترامه الأطراف الخصومة. الرجل أنيق وحرفي ماهر في تعليلاته لمنطوق أحكامه"، مؤكدا "أعتبر أن متابعته في حد ذاتها استفزاز لمشاعري وإحباط لعزائمي". هذا وينتظر أن يتفاعل نادي قضاة المغرب مع الظاهرة ، على ضوء المعطيات التي ستسفر عنها نتائج المجلس التأديبي للملجس الأعلى للسلطة القضائية ، الذي تأسف من عدم وضع حد للملف ، كما طالب عبد اللطيف الشنتوف رئيس نادي قضاة المغرب بتأطير مثل هذه المواضيع بحلول بديلة ليس من بينها التأديب مؤكدا أن النادي سيواصل دوره المنوط به دستوريا وبمقتضى قانونه الأساسي والمتمثل في الدفاع عن القضاء والقضاة لممارسة حقوقهم المنصوص عليها في القوانين التنظيمية ،للسلطة القضائية وفي مقدمتها حرية التعبير ، وأن النادي سيقوم بالدفاع القانوني عن القضاة المحالين وفق ما ستقرره أجهزة نادي قضاة المغرب وما سبق التدارس بشأنه في إجتماع المكتب التنفيذي والمجلس الوطني المنعقد في دجنبر 2020.