تعليقا على مقال الطاهر بن جلون الذي نشره على مجلة "لوبوان" الفرنسية ووصف فيه رجال المقاومة الفلسطينية بأنهم "بلا ضمير، بلا أخلاق، وبلا إنسانية"، وأن "ما فعلته حماس في هجومها ضد إسرائيل لم تكن لتفعله الحيوانات"، كتب د.إدريس الكنبوري بأن كثيرا من الوجوه فضحته المقاومة الفلسطينية. وأضاف المحلل السياسي المغربي بأن "أشباه المثقفين تفرقوا بين صامت وشامت؛ وظهرت حقيقة الكثيرين من حملة القلم الذين لا يتقنون به كتابة المدائح لأسيادهم". وأوضح الكنبوري بأن "المدعو طاهر بن جلون واحد من هؤلاء؛ بل أبرزهم بكل تأكيد. فقد كتب هذا الأسبوع مقالا في أسبوعية Le Point الفرنسية يبكي فيه على إسرائيل ويهاجم المقاومة الفلسطينية وينعتها بالوحشية؛ ووصف ما فعلته المقاومة ضد إسرائيل بأنه "جرح لكل الإنسانية"!! لا يمكن للحقارة والخسة أن تكون سوى طاهر بن جلون؛ هذا الكاتب الملوث الذي لا يعرف الطهر. إني أعرفه حق المعرفة منذ الثمانينات عندما سمعته على أمواج فرانس انتير يدافع عن كامب ديفيد وعن إسرائيل؛ منذ ذلك الوقت عرفت أنه شخص تحضره فرنسا فيمن تحضر ليكونوا طابورا صهيونيا فرنكوفونيا في المغرب والعالم العربي؛ لأن الفرنكوفونية لا تفترق عن الصهيونية؛ وها هي فرنسا تكشف بوضوح أن هذا الارتباط القوي لا ينفصم". وكشف الكنبوري أن مقال بن جلون نشر إلى بالمجلة المذكورة إلى ّجانب مقال الصهيوني المعروف برنار هنري ليفي والجزائري كمال داوود. هل تتذكرون كيف بدأ الإعلام الفرنسي يشيد بهذا الأخير ويستضيفه؟ ها هو اليوم يسفر عن وجهه عندما جاءت المناسبة. قال بن جلون في مقاله ان المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى قضت على قضية فلسطين ودفنتها. يريد أن يظهر لنا غيرته على فلسطين؛ لكنها غيرة الديوث الذي لا غيرة له. هذا كلام العملاء الذين يرون أن حل قضية فلسطين بيد أمريكا وإسرائيل؛ لكن المقاومة أغضبت أمريكا وإسرائيل لذلك حكمت على القضية الفلسطينية بالفناء. لكن القضية الفلسطينية بيد المقاومة وبأيدي المسلمين؛ وكلمتهم الأخيرة لم يقولوها بعد؛ ويوم يقولونها سيختفي هؤلاء العملاء كالذئاب المجروحة. منذ أن نال بن جلون جائزة الغونكور على روايته "ليلة القدر" وهو يسبح باسم فرنسا والصهيونية؛ عرف كيف يصبح المرء حقيرا فكتب رواية يسخر فيها من الإسلام ويدعو إلى الشذوذ منذ وقت مبكر؛ بل لقد سبق التبشير بنظرية الجندر في المغرب ببطل الرواية. هذا شخص يصفي حساباته مع الإسلام والمغاربة في الرواية وعندما يطلب منه أن يبتعد عن الخيال يتحول إلى بوق عميل. لكن ليس في الأمر غرابة. كل من تمنحهم فرنسا الجوائز الأدبية أو الثقافية عملاء بطريقة أو بأخرى؛ لا حزن يوجد استثناء؛ إذا لم يهاجم المقاومة ووقف في الوسط كما يصنع المثقفون الفرنسيون فهو يهاجم الإسلام؛ أما أن يكون مع المقاومة صفا واحدا ومع الإسلام ويحصل على الجوائز ويكتب في الصحافة الفرنسية فهذا هو المستحيل شخصيا". وختم الكاتب والروائي المغربي تعليقه بقوله "طاهر بن جلون من جنود فرنسا؛ ولا أعرف ما يربط أمثال هؤلاء بالعرب والمسلمين؛ فهم مع العلمانية الفرنسية ضد الإسلام ومع الصهيونية ضد المقاومة ومع الفرنسية ضد العربية؛ فلا أعرف ماذا يربطهم بنا سوى أسماؤهم ذات الملامح الشرق أوسطية".