هوية بريس – ذ.إدريس كرم برج "إيفل بتاوريرت" سرقة وإهانة.. أما السرقة فواضحة بينة، يعاقب عليها القانون، خاصة إذا كان المسروق مصنفا متحفيا عالميا، يجلب لفرنسا العدد العديد من السياح والأموال، فلا غرابة إن ظهر من يقاضي المغرب على سرقته، وتشويهه، بوضع نجمة في أعلاه، وإحاطته بالعلم المغربي. وهي إهانة بالغة للعلم المغربي الذي وضع لحماية أثر مسروق، من دولة تناصب العداء للمغرب، ومتى في عز استحكام التشهير بالمغرب وملكه وشعبه. وإهانة لوزارات السياحة والثقافة والتعليم، مجتمعة لأنها ستضطر لنشر المسروق، حتى ولو جير، بالنجمة والعلم. بل الأكثر من ذلك أن الذي هربه ووافق على نصبه لم يراع أن دولة المغرب أقدم من فرنسا، وأن بها من المآثر المتحفية ما لا يعد ولا يحصى، وأن المغاربة لا يقبلون اللصوصية، فأحرى أن يعيشوا على المسروقات. لست أدري كيف سمح المجلس البلدي بتاوريرت المجاهدة، التي تحيط بها العديد من مواقع المعارك المقاومة للاحتلال الفرنسي، منذ القرن التاسع عشر، بإقامة نصب يذكر بالحقبة الإستعمارية، مشعرا المغاربة بأنهم عالة على فرنسا، في مجال السياحة، ومعالمها السياحية، وكأن ما ينقص السياحة في بلادنا هي المعالم الحديدية، التي لا تحيل على علم، ولا تحدث عن حضارة وتاريخ، وابداع إنساني. نحن لسنا تبعا لفرنسا ولا غيرها، ونصب هذه المعلمة في هذا الوقت هو التفاف على رفض تلقي المساعات الفرنسية المهينة، وتبيان أن العلم المغربي يحتاج لفرنسا كي ترفعه، وتحتمي به، كما فعلت بآلاف الجنود المغاربة في الحربين العالميتن، الذين قتلوا دفاعا عن وحدة ترابها، فكافأهم، ببتر أطرافه الشرقية، لتساوم بها على مواصلة نهب ثرواته، وإرغامه على الدوران في فلكها. ترى أليس في المجلس البلدي، والعمالة، والجهة، والحكومة المغربية، رجل وطني رشيد، ليرفض هذا الاحتلال المغلف بالعلم الوطني، في ظل بحث فرنسا على إهانة المغرب، وانتهاك سيادته؟ نذكر فقط بأن المقيمين العامين للحماية، كانوا يقولون بأنهم خدام السلطان، ولما كشف السلطان كذبهم، ورفض التعاون معهم، نزعوه عن العرش، فأعاده الذين لم يكونوا يعرفون البرج الباريسي المهرب. فليحذر المغاربة خونة الدين، والوطن، ممن يلبس لكل حالة لبوسها، وصدق الله العظيم: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله".