بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: تُشن اليومَ حرب ضروسٌ على ديننا.. يتولى كِبرها أناسٌ باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان.. قد ملأ البغض لدين الله قلوبهم.. فقاموا ينشرون الشبهَ مستعينين بسلاح التدليس والتلبيس.. فمنهم من يطعن في الثوابت والأصول.. ومنهم من تملكته ثقافة السُّفول والذُّبول.. ومنهم من يسكن في وسائل التواصل الاجتماعي.. قد ولى وجهه شطر المداخيل المادية.. لا يحمل همًّا ولا يتبنَّى قضية.. ومنهم من يَعِدُ ويُمنٍّي( وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) ومنهم من يُزَمجِرُ ويتَوعَّد .. وما هو إلا أضحوكةُ الزمان.. وسيٍّئةُ الأيام.. ومن أكبر المنن التي يحملها القرءان في ثناياه.. أنه أخبرنا بأحوال أهل العناد.. في الماضي والحاضر والمستقبل.. فأخبرنا أن حربهم مستمرة لا تعرف الانقطاع.. (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا). وما أحوجنا معاشر الكرام إلى أن نقف وقفة مع كلمة.. إن استطاعوا!!!.. نقف عندها لنستخرج أولا دوامَ حربهم.. واتصالَ مكرهم.. ووحدةَ هدفهم.. وهو الصَّدُّ عن دين الله.. اختلفوا في الوسائل.. واتحدوا في الهدف.. والواجب علينا نحن أن نحول بينهم وبين أن يستطيعوا.. (إن استطاعوا).. ومن نعم الله علينا ونحن في غمار هذه الحرب الموجهة.. أن الذين يشعلون أُوَارَها اليوم أناس بلداء.. يحملون في كلامهم وفي طروحاتهم.. بل وفي حركاتهم.. يحملون أدلة إفلاسهم وفشلهم.. وكذبهم.. ولا يخفى ذلك على من عنده أدنى لمحة من تَوَسُّمْ.. وشتان مابين النائحة الثكلى والمستعارة.. وليس الجدير كالأجير.. مخلوقات عجيبة افتراضية.. ليس لهم في واقع الناس حضور.. يتكلم الواحد منهم في كل شيء.. وهو لا يحسن أي شيء.. هبت ريحهم هوجاء تقتلع خيام ضعاف العقول والديانة.. يرمون بالشبه التي تلقوها سوداء بالية من أسيادهم.. قد قُتٍلت ردا وفضحا وبيانا من أئمة الإسلام الفحول.. أي شباب الإسلام: أفي شك أنتم من دينكم؟ هل أنتم في ريب مما جاءكم به نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ أما يكفيكم القرءان دليلا؟ ألا تسمعون قول ربكم: (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم.. إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يومنون) عيشوا مع القرءان.. وخذوا منه حظكم.. فإن المحروم من حُرِم العيش في ظلال القرءان.. واعلموا أن أعداء الأمة وبيادقهم ممن يعيشون بين ظهرانينا. قد أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون.. فأروا الله من أنفسكم خيرًا.. وكونوا بحق حملة أمانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. واصبروا حتى تلقوا حبيبكم صلى الله عليه وسلم عند حوضه الشريف.. حيث اللقيا والسقيا.. وسلوا الله الثبات.. فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. يامقلب القلوب ثبت قلوبنا قلوبنا دينك.. يامقلب القلوب ثبت ثبت على دينك.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.