السبت 23 أبريل 2016 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد وآله والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛ فقد قامت لجنة المسجد التابعة للمدرسة العليا لصناعات النسيج والألبسة بالدارالبيضاء الأسبوع الماضي بتنظيم ليلة إيمانية مباركة، كان أسها محاضرةً ألقاها الشيخ الدكتور المهندس البشير عصام المراكشي حفظه الله، ورافقتها فقرات عديدة، وفيما يلي؛ إيراد ما تضمنته الأمسية من فقرات: 1- افتُتحت الأمسية بتلاوة لآيات بينات من سورة الحجرات، تلاها على مسامع الحضور القارئ إبراهيم المرابط؛ 2- ثم تقدمت طالبة بالمؤسسة لإلقاء كلمة مقتضبة فيما يخص أنشطة المؤسسة وبخاصة أنشطة لجنة المسجد التابعة لها؛ 3- بعدها تقدم الشيخ الدكتور البشير عصام المراكشي حفظه الله ونفع به لإلقاء محاضرته التي كانت بعنوان: "إنما الأمم الأخلاق (تذكرة ببعض الأخلاق المفقودة)"، والتي جاءت مقسمة على ثلاثة محاور؛ * أولاها: ما يتعلق بالتعامل مع الله، و قد كان جل الحديث في هذا المحور عن أمرين اثنين هما الإخلاص واتباع الهوى، ثم ذكر أخلاقا تفرعت إيجابا عن الإخلاص من مثل: مراقبة الله، تقديم رضاه على رضا من دونه، إرجاع الفضل لأهله إنصافا وعدلا؛ وذكر أخرى تفرعت سلبا عن اتباع الهوى نحو: تقديم رضا الخلق على رضا الله، الاعتداد بالنفس واستبعاد وقوعها في الخطأ، محاولة استخراج فتاوى من العلماء تتماشى وهوى المستفتي إما بالإصرار على إعادة الاستفتاء، أو بالانتقال من مفتٍ إلى آخر قصد العثور على من يجاري هواه. * ثانيها: ما يتعلق بالتعامل مع النفس وشهواتها، وكان معظم الحديث في هذا المحور، دائرا حول الترفع عن النزعات الحيوانية البهيمية الكامنة في البشر، بالتخلق بأخلاق تكبحها وتنأى بالمسلم عن الوقوع في شَرَكِها، كغض البصر، واجتناب التبسط في الكلام بين الجنسين، وكذا الالتزام الحجاب (مع ذكر بعض النقائص التي تعتري الحجاب بخاصة في عصرنا هذا). * ثالثها: ما يتعلق بالتعامل مع الآخر، ومجمل موضوع هذا المحور كان تجنبَ تلك القوة الغضبية التي تصرف في غير محلها، وذكر تحت هذا المجمل مفصلاتٍ وأمثلةً؛ من نحو الشدة في الحوارات بين الإخوة فيما يخص اجتهادات فقهية وسع العلماءَ الخلافُ فيها، كذا ما يقع على نطاق أوسعَ بين الجماعات والطوائف والتيارات الفكرية من غمط لحق المخالف، و أيضا العنف مع الوالدين، و ذكر أيضا خلق العذر والإعذار الذي يكون حسنُ الظن سببا له، ثم أورد أيضا -حفظه الله- خطورة توسع المتدينين في التعامل بتعامل أهل الفجور والفسوق والإكثار من استعمال ما يستعملونه من ألفاظ وكلمات لا تمت للتدين بصلة. ثم ختم -حفظه الله- بخلاصة عامة لما سبق ذكره في كل محور، ناصحا سامعيه أن يراجعوا أوراقهم وأن يصدُقوا أنفسهم في محاسبتهم إياها. 4- بعد المحاضرة تقدم الأخ المنشد شعيب فضيل الحائز على الرتبة الأولى في مسابقة منشد الشارقة ليمتع الحاضرين بصوته الشجي متغنيا بشيء من قصائد المديح. 5- ثم اعتلى المنصة بعد المنشد شعيب، الأخ محمد رزقي (الشاب رزقي سابقا) تاليا لآيات بينات من سورة الزمر، ثم ملقيا كلمةً لطيفة عن السعادة الحقيقية ومظان تحصيلها. 6- ثم ألقى الأستاذ القارئ عصام بوافي -بارك الله فيه- كلمة مقتضبة عن فضل تعلم القرآن وحفظه ودراسة علومه، حاثا طلبة المؤسسة أن يغتنموا تلك الفرصة التي أكرمهم الله بها وقد حُرِمها غيرهم والتي إن فقدوها فقد لا يحصّلونها بعدُ. 7- ثم تقدم القارئ خالد رياض تاليا آيات بينات من أواخر سورة الزمر. 8- بعدها قام المنشد شعيب فضيل بوصلة إنشادية ثانية. 9- وختاما قام المنظمون بعد دعاء الختم بتوزيع شواهد وهدايا على المشاركين في إحياء هذه الأمسية المباركة والتُقطت في الأخير صور جماعية كانت بمثابة توثيق للأمسية الإيمانية تلك. والحمد لله ربّ العالمين.