الثلاثاء 19 أبريل 2016 مهرجان صاعد: اعتناء بالقرءان الكريم في صفوف الناشئة والمتعلمين، وتكريما لجهود فقهاء المدارس العتيقة بإقليم اشتوكة ايت باها، دأبت جمعيتا سيدي الحاج الحبيب للتربية والثقافة ببيوكرى والجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع اشتوكة أيت باها بتنسيق ودعم من المجلس العلمي المحلي والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالإقليم على تنظيم مهرجان قرآني سنوي بإقليم اشتوكة أيت باها شهر أبريل من كل سنة تتويجا لمختلف المسابقات التي يسهرون على تنظيمها طيلة السنة لفائدة تلاميذ وتلميذات مؤسسات التعليم الثانوي وطلبة التعليم العتيق بالإقليم. وفي هذا الإطار نظمت الجمعيتان خلال السنوات الست الماضية مسابقات وأمسيات قرآنية في الحفظ والتجويد وكرمت عددا من الوجوه والفقهاء المدارس العتيقة كما استضافت العديد من العلماء ومشاهير القراء بالمغرب من أبناء منطقة سوس العالمة ممن عملوا في خدمة كتاب الله عز وجل، ومنهم الفقيه سيدي الحاج عبد الله أيت واغوري الصوابي فقيه مدرسة إداومنو، والفقيه سيدي الحاج محمد أيت سيدي علي فقيه مدرسة بنكمود القرآنية، ثم شيخ قراء سوس الشيخ الجليل الدكتور محمد جميل مبارك. رئيس المجلس العلمي المحلي لأكادير، والفقيه الجليل الحاج مبارك الدريوش فقيه المدرسة العتيقة تمزكيدا واسيف بايت مزال، والفقيه الحاج سيدي ابراهيم داهوز فقيه المدرسة القرءانية اسرسيف بجماعة ايت ميلك، والفقيه الجليل سيدي محمد بن الحسن السعدي الأوصالي فقيه المدرسة العتيقة عكربان بجماعة بلفاع حفظهم الله جميعا وجزرهم عن القرءان والاسلام خيرا. ورغبة من إدارة المهرجان إضفاء الطابع التربوي والعلمي للمهرجان فقد دأب المنظمون على إدراج ندوات أو محاضرات، وفي هذا الصدد تم تنظيم ثلاث ندوات ومحاضرات علمية منها: – القرآن الكريم في حياة المسلم؛ من تأطير الشيخ العلامة الفقيه الأصولي مولود السريري فقيه مدرسة تنكرت إفران الأطلس الصغير، – ارتباط الأمة بالقرآن الكريم قلبا وقالبا؛ من تقديم الشيخ الفقيه الغالي الدادسي عضو المجلس العلمي الأعلى وفقيه مدرسة تنالت العلمية العتيقة، – القرآن الكريم وأسس بناء الحضارة الإنسانية: من تأطير: الدكتور عبد الله البخاري والدكتور حسن حميتو؛ الأستاذان المحاضران بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير. وتشكل هذه الندوات والمحاضرات موضوعات للملتقى تهدف إلى تعزيز ثقافة الارتباط بالقرءان ومنهجه في بناء الأمة والإنسان وبيان حاجة المجتمع إليه لترسيخ قيم الأمن والسلام. إضافة إلى ذلك فقد أسهم المهرجان بشكل فعال في تنشيط الحركة الثقافية في بعدها الحضاري والقيمي وأسهم في التعريف بالتراث الثقافي والديني الذي يزخر به الإقليم، خاصة ما يتعلق بالموروث العلمي والحضاري الذي تمثله المدارس العلمية العتيقة. وتبعا لذلك تم التعريف بالعديد من رجالات العلم من علماء وخطباء وأئمة ممن اشتغلوا بالقرءان الكريم وبتحفيظه وتدريسه، هذا فضلا عن تنشيط الحركية الاقتصادية التي تعرف رواجا ملحوظا طيلة أيام المهرجان. والمهرجان يسهم بلا شك في تنشيط المؤسسات التعليمية عبر اكتشاف وتأطير مئات من التلاميذ والتلميذات الذين يمثلون مختلف مناطق ومؤسسات الإقليم، ويتجلى ذلك في تنوع نتائج الفائزين في مختلف الدورات السابقة حسب الفئات والمناطق: 1- اسماعيل الشاكري – الثانوية الإعدادية حمادي مبارك – بيوكرى 2- التلميذ: الحسين مكاشي – الثانوية التأهيلية الخوارزمي – أيت عميرة 3- التلميذة مريم أنور: الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء – ماسة 4- التلميذ: زكرياء اليمني – الثانوية الإعدادية 11يناير – أيت عميرة 5-التلميذة: لطيفة مين -الثانوية التأهيلية الجولان – بيوكرى 6- التلميذ: محمد كراش: الثانوية الإعدادية العربي الشتوكي – بيوكرى إمكانات محدودة: ورغم الإنجازات الكثيرة التي يظفر بها بتنظيم هذه التظاهرة إلا أن المنظمين لازالوا يشتكون من صعوبات جمة وعوائق متعددة ويكابدون من أجل تجاوزها، وعلى رأسها: 1- ضعف الموارد المالية وقلة الداعمين خاصة ما يتعلق بالمنح العمومية القليلة التي يتوصل بها والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، وعدم انخراط مختلف الجماعات الترابية والسلطات الإقليمية بالشكل المطلوب. 2- تجاهل الإعلام العمومي والإذاعات المحلية والجهوية والمواقع المحلية لهذه التظاهرة وعدم تفاعلها معها بالشكل اللائق كتفاعلها مع قضايا أقل منها أهمية!!! باستثناء تغطية القناة السادسة وقصاصات إخبارية متفرقة هنا وهناك. وتطالب إدارة المهرجان جميع هذه القنوات والمنابر الإخبارية بالانفتاح على المهرجان والمشاركة في تغطية فقراته لأن ذلك هو صلب اهتمامها، وعدم اللجوء إلى الانتقائية والمحسوبية والابتزاز التي تنهجها بعضها. وتتساءل الجهات المنظمة ومعها ساكنة إقليم اشتوكة ايت باها عن السبب في ذاك التجاهل خصوصا وأن العديد من المهرجانات الغنائية التي تنظم على مستوى الجهة والإقليم تغدق عليها أموال الدعم من كل جهة وتحظى بالتغطية الإعلامية المفرطة مقابل صم الآذان عن طلبات الدعم التي تقدمت بها الهيئات المنظمة للمهرجان القرآني!!!! 3- هناك أسباب أخرى يعود بعضها إلى طريقة اشتغال الجهات المنظمة وقلة التجربة لدى المنظمين وعدم القدرة على توسيع دائرة المتدخلين والداعمين إضافة إلى تهيب البعض من توسيع دائرة التشارك في التنظيم مع النسيج المدني المؤهل لذلك، إضافة إلى عدم الانفتاح على المهرجانات المماثلة للاستفادة من تجربتها… وتجدر الإشارة إلى أن برنامج دورة هذه السنة 2016 سيعرف تنظيم أمسية للقراءات القرآنية يشارك فيها عدد من مشاهير القراء من داخل وخارج الإقليم ومشاركة للمدارس العتيقة بالإقليم، وكذا محاضرة من تأطير العالم الجليل الدكتور اليزيد الراضي – رئيس المجلس العلمي لتارودانت -حفظه الله. وسيختتم بأمسية تتضمن المسابقة القرآنية الإقليمية الرابعة لحفظ وتجويد القرآن الكريم فيها يتم تقديم الجوائز للفائزين، وتكريم الفقيه الجليل سيدي الحاج المدني بن الحسن الظريفي فقيه مدرسة علال للتعليم العتيق.