اعتناء بالقرءان الكريم في صفوف الناشئة والمتعلمين، وتكريما لجهود فقهاء المدارس العتيقة باقليم اشتومة ايت باها، دأبت جمعيتا سيدي الحاج الحبيب للتربية والثقافة ببيوكرى و الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع اشتوكة أيت باها بتنسيق ودعم من المجلس العلمي المحلي والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالإقليم على تنظيم مهرجان قرآني سنوي بإقليم اشتوكة أيت باها شهر أبريل من كل سنة تتويجا لمختلف المسابقات التي يسهرون على تنظيمها طيلة السنة لفائدة تلاميذ وتلميذات مؤسسات التعليم الثانوي وطلبة التعليم العتيق بالاقليم. وفي هذا الاطار نظمت الجمعيتان خلال السنوات الست الماضية مسابقات و أمسيات قرآنية في الحفظ والتجويد وكرمت عددا من الوجوه والفقهاء المدارس العتيقة كما استضافت العديد من العلماء ومشاهير القراء بالمغرب من ابناء منطقة سوس العالمة ممن عملوا في خدمة كتاب الله عز وجل، ومنهم الفقيه سيدي الحاج عبد الله أيت واغوري الصوابي فقيه مدرسة إداومنو ، والفقيه سيدي الحاج محمد أيت سيدي علي فقيه مدرسة بنكمود القرآنية ، ثم شيخ قراء سوس الشيخ الجليل الدكتور محمد جميل مبارك. رئيس المجلس العلمي المحلي لاكادير ، والفقيه الجليل الحاج مبارك الدريوش فقيه المدرسة العتيقة تمزكيدا واسيف بايت مزال ، والفقيه الحاج سيدي ابراهيم داهوز فقيه المدرسة القرءانية اسرسيف بجماعة ايت ميلك، والفقيه الجليل سيدي محمد بن الحسن السعدي الأوصالي فقيه المدرسة العتيقة عكربان بجماعة بلفاع حفظهم الله جميعا وجزرهم عن القرءان والاسلام خيرا. ورغبة من ادارة المهرجان اضفاء الطابع التربوي والعلمي للمهرجان فقد دأب المنظمون على ادراج ندوات او محاضرات ،وفي هذا الصدد تم تنظيم ثلات ندوات ومحاضرات علمية منها : – القرآن الكريم في حياة المسلم؛ من تأطير الشيخ العلامة الفقيه الأصولي مولود السريري فقيه مدرسة تنكرت إفران الأطلس الصغير، – ارتباط الأمة بالقرآن الكريم قلبا وقالبا؛ من تقديم الشيخ الفقيه الغالي الدادسي عضو المجلس العلمي الأعلى وفقيه مدرسة تنالت العلمية العتيقة – القرآن الكريم وأسس بناء الحضارة الإنسانية: من تأطير: الدكتور عبد الله البخاري والدكتور حسن حميتو؛ الأستاذان المحاضران بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير. وتشكل هذه الندوات والمحاضرات موضوعات للملتقى تهدف الى تعزيز ثقافة الارتباط بالقرءان ومنهجه في بناء الامة والانسان وبيان حاجة المجتمع اليه لترسيخ قيم الامن والسلام . اضافة الى ذلك فقد ساهم المهرجان بشكل فعال في تنشيط الحركة الثقافية في بعدها الحضاري والقيمي وساهم في التعريف بالتراث الثقافي والديني الذي يزخر به الاقليم ، خاصة ما يتعلق بالموروث العلمي والحضاري الذي تمثله المدارس العلمية العتيقة .وتبعا لذلك تم التعريف بالعديد من رجالات العلم من علماء وخطباء وائمة ممن اشتغلوا بالقرءان الكريم وبتحفيظه وتدريسه،هذا فضلا عن تنشيط الحركية الاقتصادية التي تعرف رواجا ملحوظا طيلة ايام المهرجان . والمهرجان يسهم بلا شك في تنشيط المؤسسات التعليمية عبر اكتشاف وتاطير مئات من التلاميذ والتلميذات الذين يمثلون مختلف مناطق ومؤسسات الاقليم .و يتجلى ذلك في تنوع نتائج الفائزين في مختلف الدورات السابقة حسب الفئات والمناطق : 1- اسماعيل الشاكري الثانوية الإعدادية حمادي مبارك بيوكرى 2 التلميذ: الحسين مكاشي الثانوية التأهيلية الخوارزمي أيت عميرة 3-التلميذة مريم أنور: الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء ماسة 4 التلميذ: زكرياء اليمني الثانوية الإعدادية 11يناير أيت عميرة 5-التلميذة: لطيفة مين الثانوية التأهيلية الجولان بيوكرى 6 التلميذ: محمد كراش: الثانوية الإعدادية العربي الشتوكي بيوكرى امكانات محدودة: ورغم الانجازات الكثيرة التي يظفر بها بتنظيم هذه التظاهرة الا ان المنظمين لازالوا يشتكون من صعوبات جمة و عوائق متعددة ويكابدون من اجل تجازها ، وعلى رأسها : 1- ضعف الموارد المالية وقلة الداعمين خاصة ما يتعلق بالمنح العمومية القليلة التي يتوصل بها والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ،وعدم انخراط مختلف الجماعات الترابية والسلطات الاقليمية بالشكل المطلوب . 2- تجاهل الاعلام العمومي والاذاعات المحلية والجهوية والمواقع المحلية لهذه التظاهرة وعدم تفاعلها معها بالشكل اللائق كتفاعلها مع قضايا اقل منها اهمية ؟؟؟باستثناء تغطية القناة السادسة وقصاصات اخبارية متتفرقة هنا وهناك .وتطالب ادارة المهرجان جميع هذه القنوات والمنابر الاخبارية بالانفتاح على المهرجان والمشاركة في تغطية فقراته لان ذلك هو صلب اهتمامها، وعدم اللجوء الى الانتقائية والمحسوبية ولابتزاز التي تنهجها بعضها . وتتساءل الجهات المنظمة ومعها ساكنة اقليم اشتوكة ايت باها عن السبب في ذاك التجاهل خصوصا وأن العديد من المهرجانات الغنائية التي تنظم على مستوى الجهة والاقليم تغدق عليها أموال الدعم من كل جهة وتحظى بالتغطية الاعلامية المفرطة مقابل صم الآذان عن طلبات الدعم التي تقدمت بها الهيئات المنظمة للمهرجان القرآني . !!!!!!! 3- هناك اسباب اخرى يعود بعضها الى طريقة اشتغال الجهات المنظمة وقلة التجربة لدى المنظمين وعدم القدرة على توسيع دائرة المتدخلين والداعمين اضافة الى تهيب البعض من توسيع دائرة التشارك في التنطيم مع النسيج المدني المؤهل لذلك ، اضافة الى عدم الانفتاح على المهرجانات المماثلة للاستفادة من تجربتها … وتجدر الاشارة إلى أن برنامج دورة هذه السنة 2016 سيعرف تنظيم أمسية للقراءات القرآنية يشارك فيها عدد من مشاهير القراء من داخل وخارج الإقليم و مشاركة للمدارس العتيقة بالإقليم، وكذا محاضرة من تأطير العالم الجليل الدكتور اليزيد الراضي – رئيس المجلس العلمي لتارودانت -حفظه الله. وسيختتم بأمسية تتضمن المسابقة القرآنية الإقليمية الرابعة لحفظ وتجويد القرآن الكريم فيها يتم تقديم الجوائز للفائزين، وتكريم الفقيه الجليل سيدي الحاج المدني بن الحسن الظريفي فقيه ادرسة علال للتعليم العتيق.