ستة أشياء تعين كثيرا على صلاح الأبناء واستقامتهم، وعلى حسن تربيتهم، وتقيهم شر الوقوع في براثن الزيغ والضلال والانحراف: ✓ أولا.. مصاحبتهم وملازمة نصحهم ووعظهم منذ الصغر وإلى سن الرشد حتى تترسخ في أذهانهم العقيدة الصحيحة والمنهج السليم القويم المستقيم: قال الله تعالى ((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) ✓ ثانيا.. تحفيظهم لكتاب الله أو لما تيسر منه، ثم تربيتهم على وجوب العمل بآياته وأحكامه وأوامره ونواهيه: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم «يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظك..» ✓ ثالثا.. الدعاء لهم بالحفظ والهداية والصلاح.. وباستمرار ودون توقف: قال الله تعالى ((وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ)) — وقال تعالى ((وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ)) — وقال تعالى ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ )) — وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» — «وكان النبيصلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» ✓ رابعا.. مرافقتهم إلى المدرسة ذهابا وإيابا حتى وصولهم إلى سن الرشد، وإبعادهم قدر الاستطاعة عن رفقاء السوء ومجالس السوء: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة» ✓ خامسا.. الإكثار من رحمتهم وحضنهم والرأفة بهم: «عن أبى هُرَيرةَ رضي الله عنه: ((أنَّ الأقرعَ بنَ حابسٍ أبصَرَ النَّبىَّصلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الحَسَنَ. فقال: إنَّ لى عَشَرةً مِن الولَدِ ما قبَّلتُ واحِدًا منهم! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّه مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ» ✓ سادسا.. أن تكون لهم قدوة وأسوة حسنة حتى يكون تأثيرك عليهم قويا وبليغا وسديدا ومؤثرا، والتركيز على اجتناب الأخلاق الفاسدة التي قد تفسدهم هم أيضا.. قال الله تعالى ((وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)) — وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِه» ✓ وأختم هذا المنشور بكلام بليغ للإمام ابن القيم رحمه الله عندما قال: "أكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوهم كباراً".