بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام: قضى الله سبحانه وبحمده أن دينه غالب.. وأن مُغالب الغالب مغلوب.. ويكفي أيها الماجد أيتها الماجدة.. أن يلتفت الواحد منكم ويستنطق التاريخ ليسمع ويرى.. نهايات المعاندين.. وخواتيم الجاحدين.. ثُمّ يجِبُ على طالب الحق أن يقف الآن لينظر كيف أن الإسلام ينشر رواقه في الخافقين رغم الحرب الكونية المعلنة ضده.. فسبحان الله وبحمده.. وإنه ليضحكني.. والله.. أن أرى بعض الأقزام هنا وهناك.. يقفون اليوم مدججين بسلاح التشكيك.. ونشر الشبه.. هذا السلاح الذي هو أهون وأوهن من خيوط العنكبوت.. والذي يتلاشى أمام قذفة واحدة من قذائف الحق.. كم حورب النبي صلى الله عليه وسلم وشرعته المباركة.. كم حورب الصحابة.. كم حورب البخاري.. كم حورب أئمة الاسلام.. فذهب هؤلاء المحاربون.. وهم يُحملون على أكتاف الجربى إلى مزابل التاريخ.. ولا زالت هذه المزابل أعزكم الله.. إلى يوم الناس هذا.. تستقبل الوافدين الجدد.. بعد أن يفضحوا ويمسخوا.. ويمَلُّهُم الناس.. فسبحان من جعل اسم البخاري يُذكر على المنابر.. وأسماء المنتقصة تُدَوَّنُ في ديوان الأسافل والأصاغر.. واعلموا رعاكم الله أن الصحابة رفع الله قدرهم رغم أنف المُكابر.. وأن البخاري كُتِبَ له القبول رغم أنف المُتجاسر.. وأن أئمة الاسلام رفع الله ذكرهم رغم أنف الماكر.. أما السراج المنير.. والشمس الوضّاءة.. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فذلك مقام يتصاغر أمامه كل مقام.. فمن أدرك الحقيقة نجا.. ومن ركب نفسه هلك.. ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.. ومن اعْتدَّ بعلمه ضل.. ومن اعتد بقوته ذلّ.. ومن اعْتدَّ بماله قَلّ.. أما من انكسر لله.. وعظَّم شعائر الله.. فإن العزة مركبُه.. والتوفيق دثاره.. والنصر شعاره.. أيها الأحباب: ليس للصادق اليوم إلا أن يكون واضح الموقف.. صادق الانتماء.. إما الله ورسوله!.. وإما الدجاجلة وأضرابهم.. والموعد الله.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. هناك ديوانٌ خاص بالأذلين.. يلتحق فيه الآخر بالأول.. مكابرا عن مكابر.. سبب الانخراط فيه.. معاندة الله ورسوله.. قال الله عنه: (إن الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الأذلين.. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) الله أكبر.. بهذا جرى القلم في الأزل.. فرياح الدين تمطر فتنبت يقينا وعزا ونصرا.. وريحه تجتث المنافقين والمعاندين فكأنهم أعجاز نخل خاوية.. والله أكبر.. والدين يُنصر.. والشانئ مفضوح مكبوت أبتر.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.