ينبغي أن ينتبه العلماء اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن العلمانيين غيروا استراتيجيتهم في التعامل مع القرآن والسنة والتراث، حيث انتقلوا من منهجية حرب الدين وعلومه إلى منهجية اختراق الدين وعلومه واستعمالهما في التمكين للمعتقدات والعقائد العلمانية. فسابقا كان أغلبهم يظهر العداء ويسفه الدين والعلماء، وينشر الرذائل والإلحاد والزندقة، ويجاهد في سبيل الترويج للمعتقادات والمبادئ العلمانية. واليوم انتقلوا إلى اختراق الدين والكلام بأسلوب العلماء لتحريف المعاني والأحكام ولبس الحق بالباطل. لقد قرأت مرارا وتكرارا في جرائدهم وسمعت مرات عديدة بعض كتاب العلمانية الحاقدين يدعون بعضهم بعضا للتكلم باسم الدين، وعدم تركه للإسلاميين. فوهبي ورفيقي ومن لف لفهما يستعملون الدين لتحريف الدين ويتكلمون كلام ربما انطلى بعضه على كثير من الناس. لذا، وجب على كل من أعطاه الله علما أن ينصدى للهجمة الشرسة على الدين، إذ هو واجب على كل من يحسن الكتابة والكلام وله قدرة على الفهم والتعبير. الدين ليس كلأ تسيمون فيه بهائمكم، وتشرعنون به شهواتكم، الدين هو الوقوف عن حدود الشرع، دون استجابة لهوى ولا اتباع شبهة.