الجزائر و"الريف المغربي" .. عمل استفزازي إضافي أم تكتيك دفاعي؟    حقوقيون مغاربيون يحملون الجزائر مسؤولية الانتهاكات في مخيمات تندوف        لفتيت يستعرض التدابير الاستباقية لمواجهة الآثار السلبية لموجات البرد    الاتحاد الأوروبي يمنح المغرب 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز    تعزيز وتقوية التعاون الأمني يجمع الحموشي بالمديرة العامة لأمن الدولة البلجيكية    الرجاء والجيش يلتقيان تحت الضغط    في سابقة له.. طواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية يعبر صحراء الربع الخالي    الوالي التازي يترأس لجنة تتبع إنجاز مشروع مدينة محمد السادس "طنجة تيك"    السكوري يلتقي الفرق البرلمانية بخصوص تعديلات مشروع قانون الإضراب    الإنترنت.. معدل انتشار قياسي بلغ 112,7 في المائة عند متم شتنبر    المدعو ولد الشنوية يعجز عن إيجاد محامي يترافع عنه.. تفاصيل مثيرة عن أولى جلسات المحاكمة    ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بميناء الحسيمة    لاعبتان من الجيش في تشكيل العصبة    تكريم منظمة مغربية في مؤتمر دولي    ليبيا: مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي يجدد التأكيد على أهمية مسلسلي الصخيرات وبوزنيقة    "البيجيدي": الشرعي تجاوز الخطوط الحمراء بمقاله المتماهي مع الصهاينة وينبغي متابعته قانونيا    غرق مركب سياحي في مصر يحمل 45 شخصاً مع استمرار البحث عن المفقودين    حموشي يستقبل المديرة العامة لأمن الدولة البلجيكية بالرباط    المغرب يفقد 12 مركزاً في مؤشر السياحة.. هل يحتاج إلى خارطة طريق جديدة؟    ريال مدريد يعلن غياب فينسيوس بسبب الإصابة    «الأيام الرمادية» يفوز بالجائزة الكبرى للمسابقة الوطنية بالدورة 13 لمهرجان طنجة للفيلم    في لقاء عرف تفاعلا كبيرا .. «المجتمع» محور لقاء استضافت خلاله ثانوية بدر التأهيلية بأكادير الكاتب والروائي عبد القادر الشاوي    تكريم الكاتب والاعلامي عبد الرحيم عاشر بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بطنجة    بعد رفض المحامين الدفاع عنه.. تأجيل محاكمة "ولد الشينوية"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    استئنافية فاس تؤجل محاكمة حامي الدين إلى يناير المقبل    نقابة تنبه إلى تفشي العنف الاقتصادي ضد النساء العاملات وتطالب بسياسات عمومية تضمن الحماية لهن    العالم يخلد اليوم الأممي لمناهضة العنف ضد النساء 25 نونبر    بورصة البيضاء تفتتح تداولات بالأخضر    صنصال يمثل أمام النيابة العامة بالجزائر    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    "الكاف" يقرر معاقبة مولودية الجزائر باللعب بدون جمهور لأربع مباريات على خلفية أحداث مباراتها ضد الاتحاد المنستيري التونسي        إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع    تقرير: جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل عشر دقائق في العالم    مدرب مانشيستر يونايتد يشيد بأداء نصير مزراوي بعد التعادل أمام إيبسويتش تاون        استيراد الأبقار والأغنام في المغرب يتجاوز 1.5 مليون رأس خلال عامين    تقرير : على دول إفريقيا أن تعزز أمنها السيبراني لصد التحكم الخارجي    مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر    6 قتلى في هجوم مسلح على حانة في المكسيك    أونسا يوضح إجراءات استيراد الأبقار والأغنام    تحالف دول الساحل يقرر توحيد جواز السفر والهوية..    تصريحات حول حكيم زياش تضع محللة هولندية في مرمى الانتقادات والتهديدات    الإمارات تلقي القبض على 3 مشتبه بهم في مقتل "حاخام" إسرائيلي    جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(France24) العربية قناة غزو فكري وإفساد.. لا قناة أخبار برنامج: (في فلك الممنوع) نموذجا
نشر في هوية بريس يوم 31 - 12 - 2020

تُقدَّم قناة (فرانس24) الناطقة بالعربية على أنها قناة إخبارية ثقافية قريبة من شعوب العالم العربي عامة وشمال إفريقيا والمغرب العربي على وجه الخصوص؛ تعالج قضاياه ومشاكله وتجلي همومه وتبرز ثقافته وتلامس هويته… هذا ما يراد للقناة أن تظهر به ليتسع انتشارها وتتسع دائرة متابعيها…
والحقيقة أن هذه القناة ليست كما تُقَدَّم وإنما هي الواجهة العربية للحرب الاستعمارية الفرنسية على الإسلام وعقيدته وأحكامه وتشريعاته وسلوكياته.
والمتابع للقناة يلمس حقيقة لا يمكن تغطيتها وهي أن خطها التحريري يجعل من أولى أولوياته حرب الإسلام وهذا أمر لا تخطئه عين المشاهد العادي فضلا عن المتشبع بالثقافة الإسلامية الصحيحة.
وطبعا من باب محاولة الظهور بمظهر الحياد والموضوعية ومحاولة الحفاظ على مظهر علمانية القناة ؛ قد نجد بعض الانتقادات القليلة جدا للنصرانية وللكنيسة ولرجال الدين لكن ذلك أنذر فيها من الكبريت الأحمر، أما اليهودية فلا يمكن أبدا أن تجد أي نقاش لها أو حوار حولها فضلا عن الحرب والهجوم الذي يوجه مثله للإسلام، لأنه مع اليهودية تُكسر الأقلام وتُخرص الأفواه وتُبلع الألسُن ويتجمد التفكير ويتوقف التعبير ويُعَلَّق النقد… وإلا فتهمة معاداة السامية قد تنتهي بالقناة وإدارتها وإعلامييها حيث لا يحبون ولا يتمنون ولا يطيقون..
وباختيارنا لبرنامج واحد من برامج القناة وهو برنامج: (في فلك الممنوع) الذي تقدمه الإعلامية اللبنانية النصرانية ميسلون نصار كنموذج ، وبتتبع حلقاته؛ يمكن أن نلاحظ السمات التالية:
1-الحرص على تكرار استضافة الملحدين العرب و إبرازهم وتضخيم وجودهم وفسح المجال لهم لنشر الإلحاد وبث التشكيك في وجود الله عز وجل. ومثال ذلك حلقة (قصص ملحدين عرب من المغرب إلى بيروت) وحلقة (تغيير المعتقد بين النصوص الدينية والمواثيق الدولية).
وهذا ليس محض صدفة وإنما يندرج في إطار مخطط غربي مقيت هدفه نشر الإلحاد بين أبناء المسلمين…. ولو تشبع المسلمون بالعقيدة الصحيحة والإيمان الصافي بعيدا عن الخرافات والبدع والحوادث والأفكار المنحرفة الدخيلة على الإسلام لما وجد الإلحاد إليهم سبيلا، فإن النصارى ما فشا فيهم الإلحاد إلا لانحراف دينهم وكتابهم وكثرة تسلط حكامهم ورجال الدين من الرهبان والباباوات وكثرة طغيانهم باسم الدين، مع محاربة الكنيسة للتقدم العلمي ومعارضتها للحقائق الثابتة وليس في الإسلام من ذلك شيء.
2-التشجيع على الطعن في الدين وسب الله عز وجل والذريعة الخبيثة أن الله ليس محتاجا إلى من يدافع عنه وكمثال على هذا حلقة (ازدراء الأديان:هل يحتاج الله إلى محام؟).
والمسلمون في تاريخهم لا يعرفون هذه الجرأة على الله عز فإن سب الله أعظم وأجرم من الإلحاد لأن الإلحاد هو إنكار وجود الله، أما هؤلاء السابين الفجرة؛ فكأنهم يقرون بوجوده ويتعرضون له بالسب والتنقص وصدق الله: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر:67].
وماذا يريد القوم باستهدافهم لأبنائنا بهذا التجرئ على الله أكثر بعدما وصلنا إليه من التطاول على الله في بلاد الإسلام حيث صار سب الله أول كلمة يتلفظ بها الشباب الفاسد المنحرف للتعبير عن غضبه وحنقه، مع تساهل كبير من قبل المؤسسات في أغلب دول الإسلام تجاه هذه الجريمة الشنعاء والذنب الذي لا ذنب فوقه.
ورحم الله العلامة المالكي ابن حبيب الذي قال تعليقا على تعريض أحد أعيان الأندلس _يقال له: ابن أخي عَجَب- بالله عز وجل فقال ابن حبيب:"‌أيُشْتَم رَبّ عبدناه ثُمّ لَا ننتصر لَه؟ إنا إذَا لعبيد سُوء مَا نَحْن لَه بعابدين، وبَكَى" ولما بلغ ذلك أمير قرطبة عبد الرحمن بن عبد الحكم الأموي رحمه الله أمر بقتل الساب فقتل وصلب.. فكان عبرة لكل من تسول له نفسه الخبيثة الجرأة على أقدس المقدسات وهو رب العزة سبحانه وتعالى…
وبالطبع فإن هذا يكون من اختصاص الحاكم ولي الأمر ومؤسسات الدولة وليس لكل أحد وإلا فشت الفوضى والقتل بدعوى تغيير المنكر.
3-التشكيك في القرآن الكريم وبث الشبهات حوله كما في حلقة (من هم الشيعة؟) وغرضهم من ذلك فصل الأمة عن قرآنها لأنها إذا أسقطته سقطت، وإذا هجرته تاهت وضلت، وإذا تخلت عن الوثوق فيه واليقين بأنه كلام الله عز وجل فإنه يسهل سوقها واقتيادها إلى حيث يريد أعداؤها الذين علموا أنه لا سلطان لهم على الأمة إلا بفصلها عن القرآن الكريم… وقد صرح بهذا رئيس الوزراء البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر غيلادستون حين قال –فيما يذكر عنه-:"ما دام هذا القرآنُ موجودًا في أيدي المسلمين، فلن تستطيعَ أوربا السيطرةَ على الشرق، ولا أن تكونَ هي نفسُها في أمانٍ"
وقد كان هذا هدفَ أعداء الأمة من قرون فكم سعى المستشرقون والصليبيون وأمثالهم وأذنابهم من التغريبيين والعلمانيين لبث الشكوك حول القرآن الكريم ولكن يبوؤون بالفشل ويحصدون الخيبة لأن الله حافظ كتابه عاصم له وأنى لشرذمة الغرب أن تصل إليه.
4-الدفاع عن الحق في إخراج رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وجارحة لمشاعر المسلمين كما في حلقة (شارلي إيبدو: "كيف ترد على من يرسم النبي؟) التي استضيفت فيها المارقة زينب الغزوي التي تبجحت بانتمائها لجريدة خطها التحريري هو الإلحاد.
5-استضافة الكتاب والنشطاء من المذاهب المنحرفة المنتسبة زورا للإسلام للترويج لأفكارهم والدعاية لمناهجهم كما في حلقة (الخلفاء الراشدون أصل الخلاف) الذي استضيف فيه المغربي المتشيع إدريس هاني لنفث سمومه تجاه الإسلام وأصوله والطعن في الخلفاء الثلاثة وباقي الصحابة رضوان الله عليهم ولا ننسى أن تقرير (راند) لعام 2005 قد نص على ضرورة تشجيع الاتجاهات الإسلامية المنحرفة ومنها التشيع… لمواجهة الإسلام الصحيح الذي يوقنون أن انتشاره يعني نهايتهم واندحارهم.
6-إبراز الكتاب والنشطاء العلمانيين المعادين للإسلام لبث الشبهات حول الإسلام كالكاتبة التونسية هالة الوردي والمغربي اللاديني أحمد عصيد واللبنانية مية الرحبي…وبالمقابل يتم تغييب الرأي الآخر المدافع عن الإسلام وإن أحضروا فيحضرون شخصا ضعيفا لا يفي بالمقصود…
7-مخالفة الفطرة السليمة بالدفاع عن حقوق الشواذ من اللوطيين والسحاقيات، تحت مظلة الحرية الجنسية والحرية المثلية، والدعوة للإقرار الديني والشرعي لزواجهم كما في حلقة (زواج المثليين: زغاريد مستفزة) والدعوة للتطبيع مع التحول الجنسي كما في حلقة: (المتحولون جنسيا: جسد يبحث عن هوية)…. وقد روجوا لإمام شاذ زعموا أنه يبارك زواج الشواذ ليضفي عليه شرعية، وأنى له ولهم ذلك فإنه لا شرعية ولا قبول بالشذوذ عند البهائم والحيوانات فضلا عن أسوياء البشر.
8-الدفاع عن الحركات اللادينية الداعية للإفطار العلني في رمضان في بلاد المسلمين واحتضانها والترويج لها وإبرازها كما في (حلقة : شهر رمضان: هل يصلح لكل زمان ومكان؟)
9-الحرب على مظاهر العفة والفضيلة والدعوة للتفسخ والتبرج والسفور والرذيلة فالحرية عندهم هي التكشف والتعري والعلاقات غير الشرعية أما الحجاب فهو تزمت ورجعية وغسيل دماغ يستدعي انتهاك حرية المتحجبة !!! وقد خصصوا حلقة للهجوم على لباس السباحة (المعروف بالبوركيني) معتبرين أن التعري والتكشف شرط لولوج الشواطئ فأي حرية هذه التي تتهجم على مظاهر العفة والفطرة والستر، وتلزم طائفة من النساء بالتنازل عن حريتهن واتباع الإملاءات العلمانية…وكما في حلقة (الحجاب: هل المرأة عورة كي نغطيها؟).
10-تجريء كل التافهين من المنتمين بالوراثة للمجتمع الإسلامي والعربي على الكلام في الدين، تحليلا وتحريما ونقدا ونقضا وإقرارا ورفضا، بلا قواعد علمية ولا أسس منهجية، في انتهاك صارخ لمبدأ احترام التخصص، والذريعة الساقطة التي يسوغون بها هذه المهزلة العلمية هي أن (الإسلام ديننا جميعا وليس فيه كهنوت)، وبالمقابل السعي للتضييق على المتخصصين وتشويه سمعتهم ووصفهم بأبشع الصفات ودعوة الحكومات والمؤسسات الرسمية للحد من حريتهم والحجر على فتاويهم لأنهم بزعمهم يتاجرون بالأحكام الدينية كما في حلقة: (فوضى الإفتاء) التي كان من ضمن ضيوفها العلماني المغربي (عبد ياكوش) المسمى أحمد عصيد.
11-الإساءة لجناب النبي صلى الله عليه وسلم ولزوجاته أمهات المؤمنين والطعن في صدق نبوته، والزعم بأن النبوة ليست سوى صناعة بشرية بطلتها خديجة رضي الله عنها بتوجيه من الراهب بحيرا ودعمٍ من ورقة بن نوفل كما في حلقة (النساء في حياة النبي محمد) التي كانت ضيفتها الكاتبة هالة الوردي صاحبة كتاب (الخلفاء الملعونون).. وهكذا يتم تصيد كل حديث أو حادث وقع في زمن النبوة لتضخيمه وتعظيمه إمعانا في الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات صحابته الأخيار.
ناهيك عن الركوب على كل خبر يخدم أطروحتهم الفاسدة وإن كان موضوعا أو مكذوبا في تغييب تام لقواعد علم الحديث ومنهج النقد الحديثي المعروف عند أهل التخصص… والأمثلة على ذلك بالمئات.
12-الدعوة لإسقاط ما تبقى من العمل بالشريعة الإسلامية في بعض البلاد الإسلامية كأحكام الإرث اتكاءً على ما يعرف بتاريخانية النصوص ومعناه أن تلك الأحكام يجب أن تؤخذ في سياقها الزمني والتاريخي وأنها كانت صالحة لبيئة وظروف معينة، أما وقد تغير الزمان والظروف والبيئة والملابسات فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان ووجب تغيير أحاكم الشريعة..(إلى غير ذلك من الاستدلالات الواهية التي لا تقنع صغار المسلمين فضلا عن المتخصصين والدارسين والباحثين) ومحاولة إلزام علماء الإسلام حماة الشريعة بإلزام باطل وهو: لماذا تسكتون عن تغييب الحدود وإذا تعلق الأمر بإرث المرأة تنتفضون…) كما في حلقة (إرث المرأة: نقاش محرم) والتي استضافت فيها العلمانية السورية مية الرحبي صاحبة كتاب (الإسلام والمرأة)، وحلقة (إرث المسلمات: هل حان وقت الاجتهاد؟). وكأن العلماء والدعاة يقرون تغييب الحدود، التي ما غيبها إلا الاستعمار وحرص على استمرار تغييبها بعد الاستقلال وقد صرخ العلماء الناصحون وما يزالون، مطالبين بإحياء الفقه الإسلامي وإعماله في كل مناحي الحياة ومجالات القضاء وأن لا يبقى مقتصرا على الأحوال الشخصية ومن أبرز هؤلاء العلماء المطالبين بإعادة تطبيق الشريعة؛ العلامة الأستاذ علال الفاسي في كتابه المبارك (دفاع عن الشريعة)… وقد جلى رحمه الله حرص العلماء والملك محمد الخامس رحمه الله بعد الاستقلال على تقنين الشريعة الإسلامية وكيف حيل بينهم وبين ذلك.
وقبل ذلك القرآن الكريم الذي يلزم المسلمين بالتحاكم إليه وإلى أحكامه في عديد الآيات ومنها قوله: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:59-60].
أما الإرث فيكفي أن نعلم أن آية المواريث ختمها رب العزة سبحانه وتعالى بقوله:(‌فَرِيضَة ‌مِّنَ‌0للَّهِۗ إِنَّ 0للَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيما)[النساء:11]، وبعد ذكر أيات المواريث في سورة النساء قال:( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)[النساء: 13-14].
قال العلامة محمد المكي الناصري:"وهكذا نلمس إلى أي حد بلغت عناية الحق سبحانه وتعالى بالأسرة المسلمة، فهو يصدر أوامره ووصاياه من فوق سبع سماوات لتنظيم شؤونها في الحياة وبعد الممات، مما يعطي الدليل القاطع والبرهان الساطع على أن هذا المجال الحيوي قد تفرد فيه الحق سبحانه وتعالى وحده بالاختصاص دون غيره، بحيث لا يمكن أن يتدخل فيه الغير، فضلا عن أن يدخل عليه أي تبديل أو تغيير" [التيسير في أحاديث التفسير1/317].
13-الدعوة لتقنين شرعية الإجهاض والإجهاز على أرواح بريئة وأجنة لا ذنب لها ولا جريرة في تناقض صارخ فالدعوة لمنع العقوبة الإعدام في حق الجاني المستحق وبالمقابل الدعوة لإعدام نفس بريئة ليس لها من ذنب ولا جريرة، والغرض من هذا كله هو تشجيع الفاحشة وبث الزنا وأن لا يبقى لِخوفِ الحمل أدنى تأثير على المرأة في ممارسة الرذيلة طالما أن تمت إمكانية قانونية للإجهاض ومحو أثر الرذيلة كما في حلقتي (الإجهاض).
14-الدعوة لتقنين مخدر الحشيش والتهوين من خطره بل جاء في حلقة (استهلاك الحشيش: حرية شخصية أم جرم بحق الشعوب؟) على لسان المغربي سقراط أن الكتب الدينية أخطر من الحشيش).
إن ما يصدر من هذه القناة لا يمكن أن يصنف إلا ضمن الحرب الغربية على الإسلام وقد جند الغرب لهذا الغرض جحافل التبشير والاستشراق والتغريب ومكن لذلك عبر الاحتلال العسكري بالقوة لبلدان المسلمين، وهو الآن وبعد اضطراره للخروج من بلدانهم يسخر كل إمكانياته وطاقاته الإعلامية والثقافية للاحتلال الهادئ والناعم عن بعد… احتلال واستعمار فكري وثقافي أشد فتكا وأخطر أثرا، لأنه يؤدي وظيفة الاحتلال السابق وأكثر ومن دون أدنى مقاومة، ولهذا فقد عملت فرنسا على السعي للتمكين للثقافة الغربية عن طريق مؤسسات قوية وكبيرة وفاعلة ومن أبرزها هذه المؤسسات الإعلامية والثقافية والفكرية ومنها قناة (France24)، والدولة الفرنسية تنفق بسخاء على الكثير من هذه المؤسسات والكل يعلم السياسة الفرنسية العدائية تجاه الإسلام والتي قد أثارت موجة استنكار كبيرة في العالمين العربي والإسلامي بعد تبني الرئيس الفرنسي للرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن أساء للنبي صلى الله عليه وسلم صورةً فكيف سيعمل فكرا وثقافة ودينا…
وهذا ما يستوجب على المسلمين ومؤسساتهم الانتباه لحبائل القوم ومخططاتهم، فإن هذه القناة أصبحت تعمل على تأطير شعوب شمال إفريقيا والمغرب ليس دينيا فقط وإنما دينيا وسياسيا وثقافيا ولهذا نجد الشر والضلال يتسرب لبيوت المسلمين لإفساد الدين وتحريف الفطر، وتدمير العقول بل وبث الفرقة بين أبناء المسلمين واستهداف الوحدة الترابية للدول العربية والإسلامية لتمزيق الممزق وتفريق المتفرق وزيادة تشرذم الأمة فوق ما خلفته حدود معاهدة سايس بيكو وكل ذلك يتم تحت شعار قناة إخبارية أو ثقافية، وهي لعمر الله قناة إجرامية إلحادية علمانية، فلا ينبغي أن نحارب قنوات العري والغناء ثم نغض الطرف عن هذه فإنها أضل وأظلم ولنسمع للقرآن الكريم وهو يحذرنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [آل عمران:100-101] وإذا كان هذا تحذير القرآن من أهل الكتاب فكيف بمن هو شر منهم.
والله المستعان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.