يعدّ طنين الأذن أمرا شائعا عند بعض الأشخاص وقد تختلف شدته من الرنين إلى الصفير الحاد، وأحيانا يأتي بصورة متقطعة أو يستمر مدة طويلة، ويسبب إزعاجا يصل إلى حد الاكتئاب أحيانا عند المصابين به، فمتى يصبح خطيرا؟ وما أسبابه؟ وما الفئات العمرية الأكثر عرضة له؟ ما طنين الأذن؟ أوضح استشاري طب جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق الدكتور محمد أبو لبن أن طنين الأذن هو أن تشعر فيها برنين أو صوت ليس ناتجا عن مصدر خارجي. أسباب الطنين وقال الدكتور أبو لبن -في تصريح للجزيرة نت- إن لطنين الأذن أسبابا مختلفة، منها فقدان أو ضعف السمع المرتبط بالعمر، والتعرض لضوضاء صاخبة، وانسداد الأذن بالشمع، وارتفاع ضغط الدم، واستخدام بعض أنواع الأدوية. وقد يحدث طنين الأذن عند الحامل بسبب زيادة تدفق الدم أثناء الحمل، بالإضافة إلى اضطرابات المفصل الصدغي الفكي، وورم العصب السمعي. متى يكون الطنين طبيعيا؟ يؤكد الدكتور أبو لبن أن طنين الأذن يكون طبيعيا عندما يكون مع الحمل أو بسبب تجمع صمغ بالأذن، ويكون علاجه بعلاج الأسباب المؤدية إليه، مثل الطنين الناتج عن تجمع الصمغ، أو عن الأورام أو عن مفصل الحنك، أما الطنين المستمر فيكون التعامل معه عن طريق العلاج السلوكي أو أجهزة إخفاء الصوت أو سماعات الأذن، وقد يعد تجاهل الطنين كذلك من أهم العلاجات. ما أهم النصائح لتجنب الطنين؟ أشار الدكتور أبو لبن إلى أن معرفة الأمور التي تزيد من الطنين وتجنبها أمر مهم، ففي بعض الحالات يزداد الطنين عند تناول بعض الأطعمة أو الأشربة أو الأدوية، كما ينصح بتجنب الأصوات العالية مثل الموسيقى الصاخبة. وينصح أبو لبن المصابين بالاستماع إلى صوت خفيف في مكان الجلوس، مع ممارسة بعض الأنشطة للتقليل من التوتر والانزعاج المرتبط بالطنين، مثل اليوغا والتأمل والاسترخاء، والحصول على قدر كاف من النوم، فالتعب والإرهاق يزيد من الطنين في الرأس، كما نصح بتجنب التدخين. هل الضجيج له علاقة بطنين الأذن؟ اعتبرت اختصاصية أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة سبأ جرار -في تصريح للجزيرة نت- أن التعرض للعديد من أنواع الضوضاء الصاخبة يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الأجزاء الحساسة من الأذن المسؤولة عن السمع والتسبب في فقدانه المؤقت أو حتى الدائم، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضا إلى طنين الأذن. متى يكون الطنين خطيرا؟ ورأت الدكتورة جرار أن هناك بعض الحالات التي قد يكون الطنين فيها خطيرا، كأن يكون عرضا لمشكلة صحية خطيرة، أو أن يكون سببا لمشاكل نفسية مثل التوتر أو الاكتئاب أو الأرق. وتشمل هذه الحالات طنين الأذن النابض (يكون صوت الطنين مثل صوت نبضات القلب ومترافقا معها)، والطنين المرتبط بفقدان السمع غير المتماثل (طنين وفقدان سمع في أذن واحدة فقط)، والطنين المرتبط بدوار شديد، وأن يكون الطنين سببا لمشاكل نفسية مثل التوتر أو الاكتئاب أو الأرق، والطنين المرتبط بأعراض وعلامات عصبية، وطنين الأذن المفاجئ. هل تختلف أعراض الطنين من شخص إلى آخر؟ بيّنت الدكتورة جرار أن طبيعة الطنين تختلف بناء على المشكلة المسببة له، فيمكن الشعور بطنين الأذن على شكل ضوضاء أو نغمة واحدة أو أكثر (نغمات متعددة). وقد تكون الضوضاء أيضا مستمرة أو نابضة، وهو ما يُعرف باسم "الطنين النابض"، ويكون متزامنا مع ضربات القلب. ويمكن للطنين أن يتخذ أشكالا أخرى متنوعة مثل الصفير أو الهسهسة أو الأزيز. ما الفئات العمرية الأكثر عرضة للطنين؟ أكدت الدكتورة جرار أن ما يقارب من 15% من سكان العالم يعانون من الطنين، ومعظمهم تراوح أعمارهم بين 40 و80 عاما. أجهزة الضجيج الأبيض وتشير الدكتورة جرار إلى أن الطنين إذا استمر بعد العلاج، فإن هناك خيارات عديدة قد تساعد في تقليله، فأحيانا يزول دون أي تدخل على الإطلاق، ومع ذلك يجب أن نفهم أنه لا يمكن التخلص من جميع أنواع طنين الأذن أو تقليلها، بغض النظر عن السبب. ومن الخيارات المتاحة للتعامل مع مشكلة الطنين -حسب المتحدثة نفسها- أجهزة تصدر أصواتا تغطي على صوت الطنين مثل أجهزة الضجيج الأبيض التي تصدر أصواتا بيئية كصوت المطر أو الماء الجاري أو صوت البحر، وهناك أيضا أجهزة توضع في الأذن وتشبه المعينات السمعية تنتج "ضوضاء بيضاء" منخفضة المستوى ومستمرة تمنع أعراض الطنين. وأوضحت الدكتورة جرار أن هناك علاجات سلوكية للتعامل مع الطنين، وتهدف إلى مساعدة المريض على التعايش مع طنين الأذن من خلال مساعدته على تغيير طريقة تفكيره وشعوره حيال أعراضه، وبمرور الوقت قد تقل درجة انزعاجه من الطنين. المصدر: الجزيرة.