توفيت بالأمس الناشطة الاجتماعية عائشة الشنا المعروفة ب "ماما عائشة"، هذه المرأة التي يشكرها غالبية من تحدث عنها بسبب عملها الخيري الذي كانت تقدمه لفئة من النساء عشن أوضاعا غير مرضية وتعرضن للضياع في الشوارع مع رُضعِهن الأبرياء. من كلامها الصادق الذي سمعته في شريط ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي تنصح فتاة شابة قولها: إذا قال لك (أي الشاب أو الرجل): أحبك (تنبغيك). قولي له: وانا أيضا، لكن اقبض يدك ولا تلمسني. ثم قالت لها: فإنك إن حملت منه (سفاحا) حملت الهموم والمشاكل، وخسرت نفسك وأسرتك، وضيعت نفسك، وضيعت ذلك الطفل الذي ولدته في هذه الظروف السيئة… قلت: فعلا، نصيحة ثمينة غالية من أم رائعة تحب الخير للنساء ولا تزين لهن طريق الفحشاء والانحراف بدعوى الحقوق الكونية، وليست كنسوة أخريات حداثيات يزين الزنا للفتيات بقولهن: جسدي حريتي، أو أنا حرة حرة، أو نحن خارجات على القانون. من كلامها الذي أعحبني في حوار لها نقلته جريدة مغربية قولها: "لا يمكنني وأنا أعيش في دولة إسلامية أن أحلل ما حرمه الله، هناك آية صريحة تقول: (ادعوهم لآبائهم) الآية". قلت: تشير في هذا الكلام إلى النقاش المجتمعي الدائر حول نسبة أبناء الزنا لآبائهم البيولوجيين، وهي مسألة خلافية في الفقه الإسلامي، فجمهور العلماء ومنهم المالكية لا يلحقون ابن الزنا بأبيه لو أراد أن يستلحقه؛ لأن العلاقة البنوة لم تقم على أسس شرعية، وهناك قول فقهي آخر يقول بجواز الإلحاق إذا طلب الأب ذلك قياسا على مشروعية إلحاقه بأمه التي ولدته وإن كان من زنا وغيرها من الأدلة. هذه المرأة عائشة الشنا عرفت بنفعها للناس، وفي حديث حسن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الناس أنفعُهُمْ لِلناس". فأسال الله جز وجل ان يتقبل صالح أعمالها بقبول حسن وأن يتغمدها برحمته الواسعة ويغفر لها ذنوبها، فهو ولي ذلك والقادر عليه.