أثيرت مؤخرا زوبعة في فنجان، بسبب لافتة معلقة بشاطئ "حامة الشعابي" بجماعة دار الكبداني بنواحي الدريوش، بسبب تحديدها أوقاتا معينة للرجال وأخرى للنساء. وقد أثارت اللوحة المعادين للفصل بين الجنسين ومراعاة الحشمة والوقار، وخصوصية الذكر والأنثى، وأصدرت في هذا الصدد ما يسمى ب"الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب" بيانا نددت فيه بمضمون اللوحة، ودعت وزارة الداخلية للتدخل العاجل، بخصوص ما أسمته "أجندة الإسلام السياسي"، والإرهاب ونشر الكراهية والتمييز في الفضاء العام!! وفي هذا السياق، صرح منسق الجبهة، محمد الهيني، بأن "هذا العمل يتنافى مع التزامات المغرب الحقوقية، وطنيا ودوليا، في محاربة كل أشكال التمييز بين الرجل والمرأة، ومناهضة كل أفعال الكراهية بين الجنسين". وأضاف القاضي المعزول المثير للجدل، أن "ذلك الفعل يشجع على التحريض والانقسام داخل المجتمع". ويبدو أن الحملة التي حاول تيار الإقصاء والتطرف شنّها ضد من يراعي حدود هويته وضوابط دينه وقيمه في تصرفاته وأفعاله، لم ولن تؤتي أكلها، حيث أن موضوع الفصل بين الجنسية في الحامة الشعابي له متعلق بأعراف تقليدية بالمنطقة فقط، وأن "الحامة تشبه الحمامات الشعبية الموجودة بالمدن، والتي لا تسمح للرجال والنساء بالولوج إليها في وقت واحد". وقد نشر عدد من النشطاء مقاطع فيديو من الحامة المذكورة، التي يقصدها المصطافون من أجل الاستشفاء، حيث أن المياه التي تخرج قرب الشاطئ من بين الصخور تكون دافئة وتحتوي على معادن مفيدة للجسم. هذا وقد استغربت فعاليات مدنية بيان جبهة التطرف وشددت على أنه "لا يمكن محاربة ما أسماه بيان الجبهة بمحاربة التطرف بالقضاء على أعراف القبائل، التي تساهم في غنى وتنوع الموروث الثقافي الشعبي الأصيل"، كما أكدت على أن "الحامة لم تعرف يوما احتجاجا على التوقيت، أو خصومة بين السكان، فهي تحتاج فقط إلى تهيئة طرقاتها وجمع أزبال الزوار". قديما قالت العرب "كاد المريب يقول خذوني"، فكم من متظاهر بمحاربة التطرف اليوم يحمل جينات الغلو بين أحشائه، ويحاول في كل مرة أن يصرف حقده وكراهيته وعداءه للمجتمع بطرق مختلفة.