أثارت لافتة معلقة بشاطئ "حامة الشعابي" بجماعة دار الكبداني بنواحي الدريوش جدلا كبيرا بمواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى أنها "تمنع" الشاطئ على النساء يوم الجمعة، وتخصص أوقاتا محددة للرجال والنساء من أجل ارتياده. وحسب اللوحة الموضوعة بالشاطئ، فإن النساء خصصت لهن الفترة الصباحية من الثامنة صباحا إلى الثانية زوالا؛ أما الرجال فمن الثانية زوالا إلى الثامنة والنصف مساء، ما دفع الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب إلى التنديد بمضمونها. الجبهة سالفة الذكر وجهت شكاية إلى وزارة الداخلية من أجل تحريك مساطر البحث بخصوص ما اعتبرته عملا يدخل في "أجندة الإسلام السياسي"، ووصفته بأنه "إرهاب ينشر الكراهية والتمييز في الفضاء العام، ويعكس توجهات غريبة على المجتمع". وفي المقابل، أكدت شهادات محلية أن "الموضوع بعيد كل البعد عن المرجعية الدينية، لأن الأمر يتعلق بأعراف تقليدية للمنطقة"، مبرزة أن "الحامة تشبه الحمامات الشعبية الموجودة بالمدن، والتي لا تسمح للرجال والنساء بالولوج إليها في وقت واحد". وتابعت المصادر المدنية عينها بأنه "لا يمكن محاربة ما أسماه بيان الجبهة بمحاربة التطرف بالقضاء على أعراف القبائل، التي تساهم في غنى وتنوع الموروث الثقافي الشعبي الأصيل"، مشددة على أن "الحامة لم تعرف يوما احتجاجا على التوقيت، أو خصومة بين السكان، فهي تحتاج فقط إلى تهيئة طرقاتها وجمع أزبال الزوار". لكن الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب اعتبرت ذلك السلوك "حلا غريبا يدمر المجتمع محل الدولة في تنظيم حياة المواطنين أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية والأمنية"، مشيرة إلى ذلك يساهم في "التفريق بين أفراد الأسرة الواحدة". وذكرت أن "هذه الواقعة تستلزم إجراء بحث مع المسؤولين عن هذا الفعل الذي يهدف إلى نشر الإرهاب والكراهية والتمييز في الفضاء العام"، معتبرة أنه "شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب والتطرف، وترويج خطابات الكراهية، والتمييز والتشتيت بين أفراد الأسرة والعائلة". وفي هذا السياق، قال محمد الهيني، منسق الجبهة الوطنية لمحاربة التطرف والإرهاب، إن "هذا العمل يتنافى مع التزامات المغرب الحقوقية، وطنيا ودوليا، في محاربة كل أشكال التمييز بين الرجل والمرأة، ومناهضة كل أفعال الكراهية بين الجنسين". وأضاف الهيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ذلك الفعل يشجع على التحريض والانقسام داخل المجتمع"، مؤكدا ضرورة "حمايته من التطرف والإرهاب وصون اللحمة الوطنية التي تعتبر من روافدها المساواة في الحقوق، ونبذ التمييز، والتشجيع على التضامن والوئام والأمن والسلام".