يتعرض الأئمة بالغرب لضغط كبير من قبل حكومات بعض الدول الأوروبية ليس للاعتراف بالمثلية على أنها حق طبيعي، مثله مثل الفطرة التي فطر الله عليها الأشياء كلها، فخلق من كل شيء زوجين اثنين، وجعل الزواج والعشرة واستمرار النسل قائما على الزوجية بين ذكر وأنثى… قلت يتعرض الأئمة ليس للاعتراف بالمثلية فقط، بل لضغط مباركة "الزواج المثلي"، واستقبالهم في المؤسسات الدينية وإطلاق الافراح والزغاريد لهم، نيابة عن رب العالمين والنبي المرسل رحمة للعالمين عليه الصلاة والسلام. وسبقت فرنسا الجميع، وأعلن وزير الداخلية أن الأئمة سيوقعون على "ميثاق الإسلام الفرنسي"، وسيكون لزاما عليهم أن يحتفوا بالمثليين ويفتوا بجواز زواجهم ومعاشرتهم وتبني الأطفال داخل "أسرتهم"، والاستماع لمشاكلهم الزوجية والعائلية والبحث عن حلول لها، وتنظيم طلاقهم وتنظيم مسائل الإرث عندهم… سيضحك بعض القراء من هذا، وحق لهم أن يضحكوا، لكنه ضحك كالبكاء… ففي السابقين الأولين من المثليين من قوم لوط عليه السلام وقائع مثل هذه وأغرب. سيقول الأئمة مثل لوط عليه السلام "هذا يوم عصيب"، و"هذا زمن عصيب"، وسيقولون "لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد". ونعم الركن الشديد هو… فالحكم لله العلي الكبير… وفي السابقين الأولين من ممثلي الإباحية والفحشاء من نسوة يوسف ومن معهن عبرة وحكمة حين عزمت الطبقة المترفة الحاكمة على تخيير يوسف عليه السلام بين الخضوع للأوامر وتنفيذها والاستسلام للشهوة الطاغية، أو السجن والإذلال، اختار الثانية، وخلد الله تعالى موقفه الرائع بقوله (قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) يوسف 33. وكما نجاه الله تعالى من الشغف المجنون لامرأة العزيز، ببرهان ربه، نجاه من الشغف الجماعي السلطاني المجنون لنسوة المدينة وعلية القوم (فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم) يوسف 34. وكما أنجى الله تعالى لوطا عليه السلام من بطش المثلية بعد أن نصح واخلص في النصيحة إلى آخر لحظة، فسينجي الله الدعاة إليه الناصحين لخلقه دون كراهية لأحد، فقديما قال لوط عليه السلام لقومه (إني لعملكم من القالين) الشعراء 168. أي إني ليس بقلبي كراهية لكم ولا لغيركم، ولو كانت كراهيتكم في نفسي ما نصحتكم ولا جادلتكم، ولا أردت الخير لكم، لكني أكره العمل الذي تقومون به، وأنتم تتعمدون إلصاق ما تسمونه "هوموفوبيا المثلية"، ويساندكم في ذلك إعلام قريب منكم، مؤيد لكم، جزء من خطتكم. وإنكم لا تواجهوننا نحن، بل تواجهون خالقكم، ولا نملك لكم شيئا إلا الدعاء والضراعة…