سلطت دراسة حديثة الضوء على الأضرار الخطيرة للتغير المناخي حول العالم، مع تسجيل دول عديدة لدرجات حرارة قياسية. وتعد الظواهر المناخية القاسية التي تعاني منها الكرة الأرضية، واحدة من العواقب الوخيمة لانبعاثات الغازات، التي تصعّد من الاحتباس الحراري. ووجدت الدراسة، التي نشرها موقع "أكسيوس"، أن موجة الحر التي شهدتها المملكة المتحدة مؤخرا، كان من الممكن أن تكون أقل حدّة بعشر مرات، لولا التغيرات المناخية الجسيمة. وبلغت الموجة الحارة التي تضرب المملكة المتحدة ذروتها يومي 18 و19 يوليو، مسجلة رقما قياسيا لأعلى درجة حرارة في تاريخ البلاد، عند 40.3 درجة مئوية. ولتحديد تأثير تغير المناخ على درجات الحرارة المرتفعة، استخدم 21 عالما من جميع أنحاء العالم بيانات الطقس التاريخية ومحاكاة نماذج الكمبيوتر لمقارنة تواتر وشدة مثل هذه الأحداث مع مناخ اليوم. وتمت مقارنة ذلك بنماذج الكمبيوتر لمثل هذا الحدث الحراري في مناخ يفتقر إلى تركيزات عالية لغازات الاحتباس الحراري. وأحد التعقيدات التي وجدها الباحثون عند النظر إلى حرارة المملكة المتحدة هو أن تواتر وشدة الحرارة في أوروبا الغربية تتزايد بالفعل بشكل أسرع مما توقعته نماذج الكمبيوتر. وأظهرت النماذج زيادة قدرها درجتين مئويتين في درجات الحرارة خلال الموجة التي ضربت المملكة المتحدة. وقالت فريدريك أوتو، الباحثة في "إمبريال كوليدج" لندن: "إنه في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، نشهد المزيد والمزيد من موجات الحر التي تحطم الرقم القياسي، لتصبح أسرع من معظم النماذج المناخية السابقة". وأضافت: "إنها نتيجة مقلقة تشير إلى أنه إذا لم يتم خفض انبعاثات الكربون بسرعة، فإن عواقب تغير المناخ على درجات الحرارة الشديدة في أوروبا، يمكن أن تكون أسوأ مما كنا نعتقد في السابق". وتضيف الدراسة دليلا جديدا إلى الأدلة المتزايدة على أن الاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان، من حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، يجعل الكوكب أكثر سخونة وتقلبا، مع مخاطر متتالية من أحداث طبيعية أكثر شدة.