الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين. هذا بيان من علماء الإسلام بواجبات الأمة نحو نبي الرحمة للمبعوث لجميع الأنام.. بدعوة كريمة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اجتمع عدد من علماء الأمة ممثلي الاتحادات والروابط والجمعيات العُلمائية، اجتمعوا بمقر أوماد -ممثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تركيا- بتاريخ 19 ذو القعدة 1443ه الموافق 18 يونيو 2022م، وانطلقوا من أن التعريف بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأن الدعوة لاتباعه سنته وخُلقه العظيم والدفاع عنه ونصرته ومؤازرته عقيدة ودين. لذلك فإن واجب المسلمين نحو نبيهم بكل ما تعني هذه الكلمة فريضة شرعية وضرورة واقعية. ولكن واجب أولي الأمر من الأئمة والرؤساء والأمراء والمسؤولين ومن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء أكبر وأعظم، فقال سبحانه: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ…) التوبة 40. وقال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة 24. وقد أكدت هذه المعاني الأحاديث الصحيحة الثابتة منها قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه). وفي رواية أخرى: (أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين) رواهما البخاري وأحمد وأبو داوود وغيرهم. وبناء على ذلك فإن العلماء المجتمعين الممثلين لهذه الجمعيات والروابط والاتحادات العُلمائية قد ناقشوا الخطوات العملية التي يجب اتخاذها أداءً لما تفرضه عقيدة الإسلام نحو نبي الأنام الحبيب المصطفىصلى الله عليه وسلم، وهم يدينون هذه الإساءات التي وُجهت إلى مقام نبينا الكريمصلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين. وقد أثرت هذه الإساءات في قلوب المسلمين وفي مشاعرهم وفي مشاعر أكثر من ملياري مسلم ومسلمة وكذلك في الدول الإسلامية البالغ عددها 57 دولة. وبعد المناقشات توصلوا إلى ما يلي:- أولاً: دعوة الأمة الإسلامية بمسؤوليها وإعلاميها وجميع مكوناتها وطاقاتها لاتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته ومؤازرته وتوقيره والدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيل حماية مقامه الشريف من أن ينال منه ومن سيرته أي أحد من هؤلاء الحاقدين، فهذا واجب عام على الجميع كل في مقامه وكل حسب قدراته وطاقاته. ثانياً: اتفق المجتمعون على تشكيل وفد من كبار العلماء لمقابلة الرؤساء والملوك داخل الدول الإسلامية ولمقابلة الجهات المؤثرة في العالم، لبيان مقام الرسولصلى الله عليه وسلم وخطورة الاعتداءات المتكررة على هذا المقام. ثالثاً: اتفق الجميع على دعوة منظمة التعاون الإسلامي على أن تقوم بواجبها نحو نبيها العظيم من خلال مؤتمر قمة يُعقدُ لأجل ذلك، وكذلك دعوة المنظمة لترتيب قانون يقدم إلى الأممالمتحدة لمنع الازدراء بمقدسات الإسلام وكذلك بالشرائع السماوية الأخرى. رابعاً: المجتمعون يشيدون بمواقف الدول التي كان لها موقف إيجابي نحو نصرة الرسولصلى الله عليه وسلم، وكذلك يدعون بقية الدول الإسلامية للقيام بهذا الواجب الذي هو فرض على الجميع. * واتفق جميع المؤسسات العُلمائية المشاركة بدعوة الحقوقيين والمنظمات الحقوقية والقانونية في العالم الإسلامي وكذلك داخل الأقليات المسلمة في العالم، أن يتفقوا على الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بالرسائل المتاحة لهم من خلال الاستفادة من القوانين واللجوء إلى القضاء، ومن خلال الدعوة، واللقاء بالمسؤولين من جميع الأطياف حتى يبيّنوا ما للرسول صلى الله عليه وسلم، من فضل على الإنسانية جمعاء، وأن هذه الإساءة هي إساءة للإنسان نفسه. * كما اتفق المجتمعون على أن تكون هناك اجتماعات دائمة من خلال لجنة تنسيقية دائمة تناقش وتتشاور في كل ما يمكن تقديمه لخدمة هذه القضية. على هذه الأمور اتفقنا جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا جميعا، وأن نقول باسم هذه اللجنة وباسم هؤلاء المجتمعين؛ إن واجب الدفاع والتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم واجب الجميع وليس العلماء والأمراء فقط، فكل في مقامه. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ** (تلاوة البيان: أ. د. علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد ورئيس اللجنة التنسيقية)