هوية بريس – وكالات لم تكتف الحكومة الهندوسية المتطرفة في الهند برفض الاعتذار عن إساءة مسؤوليها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهاجمة المسلمين ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولكنهم سمحوا لقناة هندوسية ببث تهديدات بقصف المسجد النبوي بالصواريخ بالتعاون مع دولة الاحتلال الصهيوني. وبلغ الأمر مراحل عدائية أكثر حين عرض إعلامي مقرب من رئيس الوزراء الهندي مودي فيديو على التلفزيون الهندي يصور عملية قصف بالصواريخ للمسجد النبوي قائلاً: نتمنى أن نتعاون مع "إسرائيل" ونضرب قبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالصواريخ! فقد بثت قناة "سودارشان نيوز" (Sudarshan News) التي يديرها المذيع المتطرف سوريش شافانكه فيديو يتضمن رسومات مسيئة تبين قصف المسجد النبوي بالصواريخ. الإعلامي المقرب من #مودي يعرض في هذا الفيديوا على #التلفزيون_الهندي نتمني أن نتعاون مع الكيان الصهيونى ونضرب قبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالصواريخ #غضبة_المليار_لرسول_الله pic.twitter.com/EZAVmjvVDb — الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام (@SupportProphetM) June 7, 2022 ولم تعترض حكومة مودي الهندوسية المتطرفة على ما فعله، غير عابئة بانتقادات الدول العربية والإسلامية، بل سمحت لإعلامها بالهجوم على الدول الخليجية التي قادت حملات مقاطعة نصرة للنبي محمد تحت شعار #إلا_رسول_الله_يا_مودي، خاصة الكويت وقطر التي يقود التلفزيون الهندوسي حملات هجوم ضدهما. ودعا نشطاء في الخليج حكوماتهم لطرد سفراء الهند من بلادهم رداً على التطاول الهندوسي ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناشدوا خادم الحرمين طرد سفير الهند بعدما تعدى المذيع الهندوسي على مسجد رسول الله وبث فيديوهات ورسومات حاقدة عن قصف قبة المسجد النبوي بالمدينة المنورة. وقد دعت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ملياري مسلم للانتفاض والغضب والصد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن الغرب يتحد والمسلمين متفرقون، حيث دخل زعيم حزب الحرية الهولندي المتطرف على الخط وكرر الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصح الهند قائلاً: "لا تعتذروا.. المسلمون جبناء"! ورغم موجة الغضب والانتقادات الواسعة التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي في الدول العربية والإسلامية، وما رافقها من حملة مقاطعة للمنتجات الهندية كانت أشعلتها الكويت؛ ما زالت حكومة مودي المتطرفة في الهند ترفض حتى الآن تقديم اعتذار رسمي. ورفضت "الخارجية" الهندية الاعتذار، وانتقدت رد فعل المسلمين، وقالت: إنه "غير مبرر" لدفاعهم عن النبي محمد، كما انتقدت بيان منظمة المؤتمر الإسلامي ضدها الذي ينتقد قيام مسؤولين هنود بالتعدي بالإساءة إلي نبي الإسلام! وقالت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضمّ 57 دولة، في بيانها: "هذه الإهانات تأتي في سياق من زيادة حدة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمون هناك"، مؤكدة أن سياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي العنصرية ضد المسلمين هي التي أذكت تلك الحالة. واستنكر المتحدث باسم الخارجية الهندية أريندام باغشي، في تصريحات صحفية، بيان منظمة التعاون الإسلامي الرافض للتصريحات المسيئة للنبي محمد. وزعم باغشي بأن التغريدات صدرت عن أفراد معينين، وأن هؤلاء الأشخاص لا يعبرون بأي شكل عن وجهات نظر حكومة نيودلهي، وأنه اتُّخذت بالفعل إجراءات قوية ضدهم من قبل الهيئات ذات الصلة، واستطرد متهماً الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأن تعليقاتها حول الواقعة تحرّكها دوافع مضللة، وأن بيانها لا مبرر له وضيق الأفق. 90 مليار دولار تجارة الخليج مع الهند ورغم حملات المقاطعة الآخذة في التوسع والانتشار في دول عربية وإسلامية، فإن حكومة مودي المتطرفة ما زالت مصرَّة على تصعيد حملة الاضطهاد المتطرفة ضد المسلمين بالهند، حيث يُعَدّ استهداف الإسلام جزءاً متجذراً في أيديولوجيا الحزب الحاكم للبلاد منذ عام 2014، رغم حاجتها الاقتصادية الحساسة إلى الدول العربية الإسلامية، خصوصاً الخليجية. ويبلغ حجم التجارة الهندية مع دول مجلس التعاون الخليجي فقط بنحو 90 مليار دولار في الفترة ما بين عامَي 2020 و2021، بحسب "رويترز"؛ ما يعني أن المقاطعة ستؤثر على الحكومة الهندوسية وشعبها. كما يبلغ عدد الهنود المقيمين في الدول الخليجية نحو 8.5 ملايين شخص، يُعتبرون مصدراً ل 55% من تحويلات المغتربين المالية السنوية إلى الهند، وذلك وفقاً لتقرير نشره مركز كارنيجي الأمريكي في عام 2019. وأشعلت الكويت حملة مقاطعة للبضائع الهندية بدأت بإزالة جمعية العارضية التعاونية، جنوب غرب مدينة الكويت، مساء الأحد 5 يونيو 2022 البضائع الهندية عن رفوف العرض. وتشهد الهند حالة متصاعدة من "الإسلاموفوبيا" بعد قرارات بمنع الحجاب في المدارس والمؤسسات التعليمية وعمليات هدم لممتلكات مسلمين، إضافة إلى حالات عنف بارزة ضدهم، لاقت استنكاراً عالمياً. ومنذ مجيء حزب الشعب الهندي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى رأس السلطة في الهند العلمانية عام 2014، تحولت الهند بتسارُع كبير إلى مكان يُعَدّ من الأكثر خطورة في العالم لعيش الأقلية المسلمة التي يبلغ تعدادها 172 مليون نسمة، وتشكّل أكبر أقلية دينية في الهند، وأكبر الأقليات الإسلامية في العالم بلا منازع. واستدعت دولتا الكويت وقطر سفيري الهند لديهما وسلمتهما مذكرة احتجاج رسمية تطالب بالاعتذار العلني عن واقعة الإساءة للنبي محمد، فيما أعلنت "الخارجية" السعودية استنكارها التصريحات الهندية ورفضها المساس برموز الدين الإسلامي، وكذلك أدان الأزهر الشريف التصريحات الهندية، لكن الحكومة الهندوسية ردت بفيديو قصف المسجد النبوي! (مجلة المجتمع)