قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إن 1687 مستوطنا، اقتحموا باحات المسجد الأقصى، منذ صباح الأحد، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية وأدوا صلوات تلمودية. وقالت "الأوقاف"، في بيان مقتضب، اطلعت عليه الأناضول، إن 1044 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا باحات الأقصى، خلال فترة الاقتحامات الصباحية، و643، في فترة ما بعد صلاة الظهر. لكنّ صحيفة "معاريف" العبرية، ذكرت رقما أعلى لعدد المقتحمين، حيث قالت إنه بلغ 2626. وأضافت معاريف أن أعلى رقم سابق للمستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد، سُجل قبل 4 سنوات لدى احتفال اليهود بذكرى احتلال المدينة، وفق التقويم العبري. ووقتها، بلغ عدد المقتحمين 2084 مستوطنا، بحسب المصدر ذاته. وشهدت اقتحامات الأحد، تطورا خطيرا، حيث أدى عشرات المستوطنين صلوات تلمودية، تمددوا خلالها على الأرض في باحات الأقصى، فيما يعرف ب "السجود الملحمي عند اليهود" ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية الشرطة، وذلك في خرق واضح للوضع الراهن. و"الوضع الراهن" (الستاتيكو) هو الوضع الذي ساد بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967. وتقول إسرائيل، بشكل مستمر، إنها ملتزمة بعدم المساس ب"الوضع الراهن". ودعت مجموعات إسرائيلية، لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية، وفق التقويم العبري. وكان من بين المقتحمين عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بمرافقة العشرات من أنصاره وسط حراسة مشددة من الشرطة. وهتف عشرات الفلسطينيين " الله أكبر"، للاحتجاج على هذا اقتحام بن غفير للمسجد. وكانت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت باحات الأقصى قبل اقتحام المستوطنين، وكسرت أقفال مئذنة باب المغاربة، واعتلت سطح المصلى القبلي المسقوف، ومنعت عشرات المصلين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، بحسب شهود عيان. ويقتحم المستوطنون المسجد، منذ عام 2003، تحت حراسة الشرطة، طوال أيام الأسبوع، عدا الجمعة والسبت. وجاء هذا الاقتحام، قبل ساعات من تنظيم المستوطنين، مساء الأحد، لمسيرة "الأعلام"، السنوية، احتفالا باحتلال الشق الشرقي من القدس، والتي من المقرر أن تمر من باب العامود والبلدة القديمة، وتنتهي بحائط البراق، الذي يسميه اليهود "حائط المبكى"، والملاصق للمسجد الأقصى. ويخشى مراقبون أن تتسبب المسيرة، باتساع رقعة التوتر في المدينة والأراضي الفلسطينية، حيث حذرت السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل في قطاع غزة، من تداعياتها. في وقت لاحق الأحد، قالت الشرطة الإسرائيلية: إنها "اعتقلت خلال الأحداث الأحد، 21 فلسطينيا من بينهم 18 في الحرم القدسي والبلدة القديمة و3 خلال مواجهات اندلعت لاحقا في منطقة باب العامود". وأضافت في بيان وصل الأناضول نسخة منه، أنه أصيب خلال المواجهات حارس نائبة بالكنيست (لم تسمها) وتم نقله للعلاج. وبحسب صحيفة "معاريف" فإن النائبة "ميري ريغيف" (ليكود)، كانت تقوم بجولة في باب العامود لدى رشقها بالحجارة من قبل شبان غاضبين ما أسفر عن إصابة حارسها بجروح طفيفة. من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن 15 مقدسيا، أُصيبوا الأحد، جراء "اعتداء الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين على الفلسطينيين، في البلدة القديمة من مدينة القدس ومحيطها". وذكرت الجمعية في بيان مقتضب اطلعت وكالة الأناضول عليه أنّ طواقمها تعاملت مع 15 إصابة، في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس. وأضاف البيان: "تم نقل 4 إصابات للمستشفى لتلقي العلاج، فيما تم علاج باقي الإصابات ميدانيا". وأشار البيان إلى أنّ الإصابات تنوعت ما بين الإصابة بالرصاص المطاطي والضرب والاختناق بغاز الفلفل. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن فتح "مستشفى ميداني في مركز الإسعاف بحي الصوانة، القريب من وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة". في سياق متصل، أكملت الشرطة استعداداتها الأمنية قبل انطلاق "مسيرة الأعلام"، ونشرت 3 آلاف من عناصرها في البلدة القديمة من القدس، خاصة على طول المسار المخطط للمسيرة، وفق قناة "كان" العبرية الرسمية. وقال القائد العام للشرطة الإسرائيلية "يعقوب شبتاي"، الأحد: "نحن اليوم في ذروة الاستعداد للأحداث، مع انتشار معظم قواتنا العملياتية في حالة تأهب قصوى". وأضاف: "نسيطر سيطرة كاملة على جميع القطاعات (..) ولن نسمح لأي عنصر محرض ومشاغب بتخريب أحداث اليوم". كما نشر الجيش الإسرائيلي منظومة "القبة الحديدية" في أنحاء البلاد، تحسبا لإطلاق صواريخ من قطاع غزة أو جنوبلبنان، بحسب المصدر ذاته، وفقا للأناضول.