* التعريف بالإمام ابن الفرس رحمه الله: القرن السادس الهجري من القرون التي عاش فيها كبار العلماء خاصة في بلاد الأندلس, ويعتبر الإمام ابن الفرس الغرناطي من أعلام المذهب المالكي والمحققين فيه ومن أهم الشخصيات العلمية التي تركت موروثا هاما يستحق الدرس والاهتمام, ويعد كتابه "أحكام القرآن" من كنوز العالم الإسلامي المخطوطة فهو من أروع الكتب المؤلفة في التفسير عموما وفي أحكام القرآن خصوصا ففيه من البيان والتوضيح ما يدل على سعة العلم وحسن التفقه كما أنه حوى آراء وأقوالا مختلفة وضمن أحكاما وقواعد متنوعة, وهو موسوعة علمية زاخرة بشتى أنواع العلوم سواء في العقيدة أو الفقه أو الأصول أو اللغة أو الشعر زيادة على أنه تفسير في غاية الدقة والوضوح. * اسمه ونسبه ومولده ووفاته: عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد الخزرجي: من أهل غرناطة, ويعرف بابن الفرس يكنى أبا محمد[1]. وكناه البعض أيضا بأبي عبد الله[2]. اختلف العلماء الذين ترجموا لعبد المنعم بن الفرس في تحديد مولده وكذا زمن وفاته. مولده: سنة أربع وعشرين وخمس مئة, قاله أبو سليمان بن حوط الله وأبو القاسم بن فرقد. وقال ابنه أبو يحيى عبد الرحمن وأبو محمد ابن القرطبي عنه: إن مولده سنة خمس وعشرين, زاد أبو الربيع بن سالم : آخر السنة.[3] وهو المرجح عند أغلب المترجمين له المنقول عن ابنه وهو من الآخذين عن أبيه شأنه في ذلك شأن أبي محمد ابن القرطبي . إضافة لما في رواية أبي الربيع بن سالم من زيادة في الضبط والتدقيق في ولادته. وقد تكون ولادته في آخر سنة أربع وعشرين وبداية سنة خمس وعشرين فوقع الاشتباه لذلك والله أعلم.[4] وفاته: نقل ابن الأبار وغيره : أن عبد المنعم ابن الفرس توفي عند صلاة العصر من يوم الأحد الرابع من جمادى الأخرى سنة597ه,[5] ودفن خارج باب البيرة,[6] بينما قال جلال الدين السيوطي أنه توفي سنة 599ه ,[7] وقد شهد جنازته عالم لا يحصون كثرة , وكسر الناس نعشه وتقسموه تبركا به. * نشأته: ولد أبو محمد ابن الفرس في أسرة لها نصيب وافر من العلم, وعاش في بيئة أندلسية تميزت بتفوق كبير في الجانب العلمي حيث شهدت بروز أعلام من المحدثين والفقهاء والعلماء في مختلف العلوم والفنون خاصة العلم الشرعي. وكان لهذا تأثير كبير على تنشئة ابن الفرس, إذ أنه سمع جده أبا القاسم وأباه أبا عبد الله وتفقه به في الحديث وكتب الأصول في الفقه والدين,[8] فجده أبو القاسم عبد الرحيم كان من كبار الفقهاء والمقرئين المحققين في زمانه وكذا والده محمد أبو عبد الله كان من المقرئين المحققين ومن كبار الحفاظ بالأندلس.[9] ولهذا فقد حظي عبد المنعم بن الفرس باهتمام كبير من قِبل أبيه وجده واعتنيا به عناية تامةً فأسمعاه ممن أمكن إسماعه إياه من شيوخ زمانه , سعيا منهما بأن يكون طالباً متميزاً مدركاً لأنواع العلوم والمعارف عارفاً بأحكام دينه وتعاليمه, و له ولأبيه محمد ولجده عبد الرحيم رواية ودراية وجلالة, فقد كان كل واحد منهم فقيها ومشاورا وعالما متفننا.[10] وقد طلب ابن الفرس العلم بعد ذلك بنفسه وسعى له سعيه, فاتسعت بذلك روايته وعظمت درايته وكان ذكي القلب فصيح اللسان وبذلك تميز, و كان له تحقق بالعلوم على تفاريقها وأخذ في كل فن منها وتقدم في حفظ الفقه وبصر بالمسائل مع المشاركة في صناعة الحديث والعكوف عليها, وتميز في أبناء عصره بالقيام على الرأي والشفوف عليهم سمعت أبا الربيع بن سالم يقول: سمعت أبا بكر بن الجد وناهيك به من شاهد في هذا الباب يقول غير مرة: ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون.[11] ونظرا لما يتميز به عبد المنعم ابن الفرس من ذكاء وحفظ وفطنة , فقد حظي بمكانة رفيعة بين العلماء وعند حاكم بلده, ما مكنه من تولي القضاء بمدينة شقر[12] ثم بمدينة واد آش[13] ثم بجيَّان[14] ثم بغرناطة[15] ثم عزل عنها ثم وليها الولاية التي كان من بعض ظهيره بها قول المنصور له: أقول لك ما قاله موسى عليه السلام لأخيه هارون : ﴿ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ ( الاعراف: (142 وجعل إليه النظر في الحسبة والشرطة وغير ذلك فكان له النظر في الدماء فما دونها, ولم يكن يقطع أمر دونه ببلده وما يرجع إلى نظره وقام في ذلك أحسن قيام وظهرت سيرته[16], وعرف بالطهارة والعدالة في أحكامه. * شيوخ ابن الفرس: بعد أن أخذ عبد المنعم بن الفرس العلم الكثر من أبيه محمد وجده عبد الرحيم اللذان يعدان من كبار علماء الأندلس, ذهب يجول في الأندلس باحثا عن علماء الرواية والدراية فاجتمع له من شيوخ العلم وكبار الحفاظ ما لم يجتمع لغيره ممن هم في مثل عمره, ونظرا لكثرتهم سأكتفي بالترجمة لبعضهم بإيجاز. – عبد الرحيم بن محمد بن الفرج بن خلف بن سعيد بن هشام الأنصاري الخزرجي, من ولد سعيد بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما, زاد ابن الصيرفي في نسبه بعد خلف أحمد والاول أثبت. يعرف بابن الفرس. ويكنى أبا القاسم (جد ابن الفرس): ولد بالمرية في شهر ربيع الأول سنة(472ه), من أهل غرناطة وكان جده الداخل إلى الاندلس لأول فتحها قد نزل سرقسطة ثم انتقل ولده إلى قرطبة. فلما حدثت الفتنة البربرية بها انتقل الباقون من فخذ أبي القاسم هذا إلى البيرة واستوطنوها إلى أن خرج أبوه محمد إلى المرية في جماعة من أهلها خائفين من باديس بن حبسون. فولد هو بالمرية ونشأ بها وقرأ القرآن على أبي عمران بن موسى بن سليمان وطبقته وأخذ الحديث والفقه والآداب عن علمائها, ثم رحل إلى دانية وبها أبو داود المقرئ فأخذ عنه القراءات وعن أبي الحسن العبسي وأبي بكر خازم بن محمد وأبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن بن كرز وأخذ النحو واللغة عن أبي الحسين بن سراج وأبي إسحاق بن أسود وأبي محمد بن الحناط وأبي محمد بن عتاب وأبي عبد الله بن عطاف وتفقه به وبعبد الله بن علي. وكان فقيها مقرئا حافظا, أخذ الناس عنه كثيرا وانتفعوا به وحدث عنه جلة منهم ابنه ابو عبد الله . ولما وقعت الفتنة بغرناطة عند انقراض الدولة اللمتونية في رمضان سنة 539ه خرج منها إلى مدينة المنكب فأقرأ بها إلى أن توفي هناك في الثاني والعشرين من شعبان سنة 542ه.[17] -عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأنصاري الخزرجي من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه ويعرف بابن الفرس(والد عبد المنعم): العالم الكثير الرواية المحدث البصير بالفتوى الفقيه المقرئ أحد حفاظ الأندلس سمع أباه وأخذ عنه القراءات ودرس عليه الفقه . وعدد شيوخه الذين حمل عنهم خمسة وثمانون. سمع منه الناس وأخذوا عنه منهم ابن عبد المنعم والتجيبي أطالوا الثناء عليه واطنبوا وكان أهلا لذلك, موله سنة (501ه) و توفي بإشبيلية سنة(564ه) .[18] -عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن عطية: الإمام الكبير قدوة المفسرين أبو محمد الغرناطي القاضي, حدث عن أبيه الحافظ الحجة أبي بكر, وعن أبي علي الغساني, ومحمد بن الفرج الطلاعى, وخلائق, وكان فقيها, عارفا, بالأحكام, والحديث , والتفسير , بارع الأدب, بصيرا بلسان العرب, واسع المعرفة, له يد في الإنشاء والنظم والنثر , وكان يتوقد ذكاء , ألف في التفسير كتاب عظيم جليل الفائدة , ولي القضاء المرية, روى عنه أبو جعفر بن مضاء, وعبد المنعم بن الفرس وآخرون , آخرهم بالإجازة أبو الحسن علي بن أحمد الشقورى المتوفى سنة ست عشرة وستمائة, مولده سنة ثمانين وأربعمائة , ومات في رمضان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.[19] – محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر بن العربي المعافري الأندلسي الحافظ: أحد الأعلام, ولد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة, ورحل مع أبيه إلى المشرق, ودخل الشام , فتفقه بأبي بكر الطرطوشي, ولقي بها جماعة من العلماء والمحدثين, ودخل بغداد فسمع بها من طراد الزيني, ونصر بن البطر وجماعة, وأخذ الأصلين عن أبي بكر الشاشي, والغزالي , والأدب عن أبي زكريا التبريزي, وحج ورجع إلى مصر والإسكندرية , فسمع بهما من جماعة, وعاد إلى بلده بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له الرحلة إلى المشرق, وكان من أهل التفنن في العلوم, والاستبحار فيها, والجمع لها, مقدما في المعارف كلها, أحد من بلغ رتبة الاجتهاد, وأحد من انفرد بالأندلس بعلو الإسناد, ثاقب الذهن, ملازما لنشر العلم, صارما في أحكامه هيوبا على الظلمة, صنف في التفسير وأحكام القرآن وشرح الموطأ وشرح الترمذي وغير ذلك , وولي القضاء في بلده, مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة, ومن جملة من روى عنه أبو زيد السهيلي, وأحمد بن خلف الكلاعي, وعبد الرحمن بن ربيع الاشعري, والقاضي أبو الحسن الخلعي وخلائق.[20] -علي بن محمد بن علي بن هذيل: من أهل بلنسية وأصله من أصيلا بالعدوة, وكثيرا ما يقول فيه ابن عياد: الأصيلي, يكنى أبا الحسن روى عن أبي داود سليمان بن نجاح المقرئ واختص به وتحقق ولازمه نحوا من عشرين سنة بدانية وبلنسية, ونشأ في حجره لأنه خلف على أمه بعد أبيه وأخذ عنه القراءات عرضا وسمع منه جل رواياته وهو أثبت الناس فيه وصارت إليه أصوله العتيقة في فنون العلم بخطه, وكان أبو داود قد كتب الكثير وسمع أيضا من أبي محمد الركلي صحيح البخاري وغيره ومن أبي عبد الله بن عيسى مختصر الطليطلي في الفقه وقد سمع أيضا من أبي الحسن طارق بن يغيش صحيح مسلم وسنن أبي داود ومن رواية اللؤلؤي والشهاب للقضاعي, وكان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد والصلاح مع الثقة والعدالة والتواضع والاعراض عن الدنيا والتقلل منها صواما قواما كثير المعروف والصدقة , وكان حسن الخط والضبط وانتهت إليه الرئاسة في صناعة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وصحتها وإمامته في التجويد والإتقان وشهرة عدالته وزهادته أخذ الناس عنه كثيرا وانتفعوا به طويلا وحدث عنه جلة لا يحصون كثرة من شيوخنا وشيوخهم واعتنوا بالرحلة إليه ليسمعوا منه وخصوصا كتب القراءات التي انفرد بحملها من طريق أبي داود عن أبي عمرو , مولده بعد السبعين والأربع مائة وقال أبو عبد الله الأندرشي شيخنا أخبرني أن مولده عام واحد وسبعين وأربعمائة أو بعدها بعام لم يتحقق ذلك, وتوفي عن سن عالية تنيف على التسعين بعد صلاة الظهر يوم الخميس السابع عشر لرجب سنة (564ه) ودفن بباب بيطالة في الجبانة المعروفة بالجنان وكانت جنازته مشهودة والجمع فيها عظيما حضرها السلطان يومئذ أبو الحجاج يوسف بن سعد.[21] -عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض ابن محمد بن عبد الله بن موسى بن عياض اليحصبي: القاضي الإمام المجتهد, يكنى أبا الفضل, سبتي الدار والميلاد, أندلسي الأصل, ولد في شعبان سنة(476ه), نشأ على عفة وصيانة, مرضي الخلال, محمود الأقوال والأفعال, موصوفا بالنبل والفهم والحذق, طالبا للعلم, حريصا عليه, وكان من حفاظ كتاب الله, مع القراءة الحسنة, والحظ الوافر من تفسيره وجميع علومه, وكان من أئمة الحديث في وقته, وأصوليا متكلما, فقيها حافظا للمسائل, بصيرا بالأحكام , نحويا , شاعرا, رحل إلى الأندلس سنة سبع وخمسمائة , فأخذ بقرطبة ومرسية وغيرهما, ثم عاد إلى سبتة, فأجلسه أهلها للمناظرة عليه في (المدونة), وهو ابن الثلاثين سنة أو ينيف عليها, ثم جلس للشورى, ثم ولى القضاء, إلى أن رحل إلى مراكش, وتوفي بها في جمادى الآخرة من عام(544ه) ,أخذ عن ابن بقي وابن مكحول وغيرهما وقد اجتمع له من الشيوخ بين من سمع منه وبين من اجاز له نحو مائة شيخ.[22] -عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي أبو محمد الرشاطي: الإمام الحافظ , من أهل اوريولة وسكن المرية نقل إليها ابن ستة أعوام فنشأ بها وطلب العلم فيها حتى عدّ من أهلها وله سماع كثير من أبي علي واختصاص به وبأبي علي الغساني وعليهما في الرواية اعتماده ومن طريقهما يعلو اسناده, وقد اجاز له أبو عبد الله الخولاني وأبو بكر بن العربي وسمع منه سباعياته , ولد باوريولة صبيحة يوم السبت ثامن جمادى الآخرة سنةق(466ه), وتوفي( رحمه الله) صبيحة يوم الجمعة 20جمادى الأولى سنة(542ه).[23] – تلاميذه : إن نبوغ ابن الفرس الغرناطي في مختلف ضروب العلم خاصة الفقه وأصوله جعله يتصدر التدريس والإفتاء, وأهم سبب جعله يصل إلى هذه المرحلة كثرة الشيوخ الذين سمع منهم وأجازوا له, فارتحل إليه طلبة العلم للأخذ عنه والسماع منه بعد أن شاع صيته , فحدث عنه عدد من التلاميذ من بينهم: -عبد الرحمن بن عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد: يعرف بان الفرس الوزير الحافظ اللغوي أبو يحيى بن القاضي النحوي أبي محمد الخزرجي الأندلسي؛ أحد الأعلام، قال ابن الزبير: أخذ من أبيه فأكثر ، وعن أبي الحسن بن كوثر وأبي عبيدة الله الحجري وجماعة، وأجاز له من المشرق الأرتاحي و البوصيري، وكان ذاكرا لما يقع في الإسناد من مشكل الأسماء، و حدّث كثيراً، و صنف كتاباً في غريب القرآن؛ وكانت فيه غفلة قصّرت به عن قضاء بلده و خطبته، حتى استحكمت به بأخرة، وأبوه وجدّه وجد أبيه أئمة أجلاء(كما ذكرنا سابقا) أجاز لأبي عمر بن حوط الله، وروى عنه ابن الابار وابن فرتون وابن أبي الأحوص والجمال بن مسدي، مولده سنة أربع وسبعين وخمسمائة، ومات سنة ثلاث وستين وستمائة.[24] -عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الانصاري القرطبي: قال ابن الزبير: كان محدثا حافلاً ضابطا، حافظاً إماماً في وقته، نحوياً لغوياّ، أديباً، كاتباً، شاعراً، عارفاً بالقراءات وطرقها، فقيهاً زاهداً، ورعاً عالماً عاملاً؛ روى عن أبيه والقاسم بن دحمان والسهيلي، وعن هؤلاء أخذ القراءات والعربية؛ وأخذها أيضاً عن ابن عروس وابن كوثر وابن الفخار، وأجاز له من المشرق الخشوعي وغيره، و قعد للإقراء بمالقَة؛ وله نحو عشرين سنة، ورحل إلى غرناطة وإشبيلية وغيرها، وعاد إلى بلده، ولزم الإقراء وخطب بجامعتها؛ ورحل إليه الناس واعتمدوه؛ و نافر أبا عامر ابن حسون أيام ولايته مالَقة، وأنكر كثيراً من أعماله؛ فكان سبباً لتأخره عن الخطابة، وسعى فيها ابن حسون ووليها، وجرى بينه وبين أبي علي الرُّندى منازعات؛ ألف فيها كل منهما، وله تصانيف في العروض والقراءات ؛ روى عنه أبو القاسم الطيلسان وغيره، ولد يوم الإثنين ثاني عشرين ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمسمائة، ومات يوم السبت سابع ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وستمائة.[25] -محمد بن عامر بن فرقد بن خلف بن محمد بن الحبيب بن عبيد الله بن عمرو بن فرقد القرشي الفهري: من أهل مورور وسكن إشبيلية يكنى أبا القاسم روى عن جماعة كثيرة جمعهم في فهرسة حافلة له من أعيانهم عمُّ أبيه أبو إسحاق إبراهيم بن خلف بن فرقد وأبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وأبو بكر بن صاف وأبو العباس بن مقدام وغيرهم، وأجاز له من أهل المشرق طائفة كبيرة وربما حدث بالإجازة العامة عن أبي مروان بن قزمان وله رحلة إلى العُدوة، دخل فيها قسطنطينة وسمع بها من قاضيها أبي الفضل قاسم بن علي بن عبدون بعض كتاب الترمذي ودخل سجلماسة ولقي بها سالم بن سلامة السوسي وكان عدلاً فاضلاً متواضعاً موصوفاً بالرجاحة راوية مكثراً حدث وأخِذ عنه وقد نقلت من فهرسته ما نسبته إليه ، مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة ، وتوفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوال سنة (627ه) ودفن ضحى يوم السبت بعده بكُدْية الخيل من خارج إشبيلية.[26] -أبو الربيع بن سالم: الإمام العلامة الحافظ المجرد الأديب البليغ شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي البلنسيُّ، ولد سنة خمس وستين وخمس مئة، وكان من كبار أئمة الحديث، وسمع ببلنسية من أبي العطاء بن النذير، وأبي الحجاج بن أيوب، وارتحل فسمع أبا بكر بن الجد، وأبا القاسم بن حبيش، وغيرهم وأجاز له أبو العباس بن مضاء، وأبو محمد عبد الحق الأزدي مؤلف «الأحكام» ، وعني كل العناية بالتقييد والرواية، وكان إماما في صناعة الحديث، بصيراً به، حافظاً حافلاً، عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك، وَلِي خطابة بلنسية في أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة؛ ألف كتاب «الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفا» وهو في أربع مجلدات، وله كتاب حافل في معرفة الصحابة و التابعين لم يكمله، وكتاب «مصباح الظلم» يشبه كتاب «الشهاب»، وكتاب «اخبار البخاري» وكتاب « الأربيعن» وغير ذلك، وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه، مات يوم الخميس 20 ذي الحجة سنة (634ه).[27] -دود بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن حوط أبو سليمان الأنصاري الحارثي الأندي: نزيل ماقة ولد سنة 552ه , أخذ عن أبيه وأخيه أبي محمد وبن بشكوال وعبد الحق بن بنونة وشيوخه يزيدون على مائتين, كان حافظا للقراءة محدثا متسع الرواية شديد العناية بها عدلا ضابطا عارفا بطرق الحديث, أطال الرحلة في بلاد الأندلس شرقها وغربها طالبا العلم بها, ولي القضاء بلنسية وغيرها, وتوفي سنة(621ه).[28] – آثاره ومصنفاته: بعد أن رسخت قدم ابن الفرس في ميدان العلم ترك عدّة تصانيف و آثار متنوعة تنمّ عن ومنزلته الكبيرة وتبحره في هذه العلوم الإسلامية, ومن أبرز مؤلفاته 'أحكام القرآن'. كما اختصر كتاب الأحكام السلطانية لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي( ت450ه), وكتاب النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام(224ه), وناسخ القرآن ومنسوخه لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد المعروف بابن شاهين البغدادي(385ه), وكتاب المحتسي لأبي الفتح عثمانين جني الموصلي (392ه), وألف "أدب القضاء" و "مسائل الخلاف في النحو" في المسائل التي اختلف فيها النحويون من أهل البصرة والكوفة, وكتاباً في صناعة الجدل, ورد على ابن الغرسية في رسالته في تفضيل العجم على العرب. وقال ابن الزبير: وكتب بخطه كثيراً من كتب العربية, واللغة والأدب, والطب, وغير ذلك وقيد كثراً, وكان متقن التقييد جيد الضبط, بارع الخط…إلخ.[29] وقد وصفه العديد بأنه كان شاعراً مطبوعاً, وانشد كثير من شعره. كما اعتنى بكتاب سيبويه ومصنفات الفارسي وابن جني, وله مصنفات كثيرة ومختصرات نبيلة ونظم ونثر, وكل ذلك شاهد على متانة علمه وصحة إدراكه وسعة اطلاعه.[30] غير أنه لم يصلنا من كتبه إلا كتاب "أحكام القرآن" الذي نحن بصدد دراسته, فقد حفظه الله ليكون دلالة على مكانة صاحبه العلمية الرفيعة وذلك لما احتوى عليه من علم غزير نافع. لقد روى عن ابن الفرس العديد من تلاميذه, فقد ذكر تلميذه محمد الغافقي (سبقت الإشارة إليه في محور تلاميذ الإمام ابن الفرس) أنه قد سمع منه أغلب كتب السنة الصحيحة وغيرها من الكتب الحديثية النفيسة ومن بين هذه المرويات: -كتاب الموطأ :قال: وحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الخزرجي رحمه الله سماعا عليه من أوله إلى كتاب الجهاد, ومناولة لجميعه من يده إلى يدي عن القاضي أبي الوليد هشام بن أحمد بن هشام الهلالي سماعا منه لأكثره, وإجازة لما فاته سماعه.[31] -كتاب البخاري: قال: وحدثني به أيضا الفقيه الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم قراءة مني عليه بلفظي بقصبة غرناطة للربع الأول منه, وسماعا مني عليه لأكثره, ومناولة منه لي لجميعه في أصله المسموع على أبي ذر الهروي.[32] -كتاب أبي الحسين مسلم بن الحجاج: قال: فحدثني به الفقيه القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي – رحمه الله- سماعا مني عليه غير مرة.[33] -كتاب أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ: قال: فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد سماعا مني عليه لأكثره, ومناولة منه لي لجميعه.[34] -كتاب أبي داود سليمان بن الأشعث: قال: فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد رحمه الله سماعا مني عليه, وفاتني منه يسير دخل في مناولته لي لجميعه.[35] -كتاب ثواب القرآن لأبي بكر بن أبي شيبة: قال: فحدثني القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد رحمه الله مناولة من يديه إلى يدي, وسمعت عليه أكثر, فكمل لي والحمد لله بين سماع ومناولة.[36] -كتاب فضائل القرآن ومعالمه وأدبه؛ رواية على بن عبد العزيز, عن أبي عبيد : قال: فحدثني به القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي رحمه الله سماعا مني لبعضه ومناولة لجميعه. [37]
-كتاب الاستيعاب في أسماء الصحابة رضي الله عنهم تأليف الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر النمري: قال: وحدثني به القاضي الأجل أبو محمد عبد المنعم بن محمد قراءة مني عليه لبعضه ومناولة لجميعه عن غير واحد. [38]
-كتاب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام الطليطلي المعروف بابن شق الليل في ذكر براهين الصالحين وكراماتهم, وغير ذلك من تواليفهم: قال: فحدثني به الفقيه القاضي أبو محمد عبد المنعم.[39] تشهد هذه المرويات التي أشرنا إلى بعضها على رسوخ قدم الإمام في علوم الشريعة ، وتعد نزر يسير من مجموع مروياته التي شملت مختلف العلوم والفنون في عصره, مما بوأ الإمام ابن الفرس منزلة علمية عالية وجعله ملاذا لكل طالب علم يطمح في أن ينهل من علمه الواسع. – مكانة ابن الفرس العلمية وثناء العلماء عليه: لقد حظي ابن الفرس الغرناطي بحبه للعلم وأهله و سعة اطلاعه و تدينه و أدبه و ذكائه، وكثرة الشيوخ الذين سمع منهم و أجازوا له، إضافة إلى سعيه في تحصيل مختلف المعارف والعلوم من أعلام الفقهاء وجهابذة العلماء، مما بوأه مكانة علمية رفيعة في الأندلس بين قومه وخارجها، فذهب إليه طلبة العلم و رواده للأخذ عنه و السماع منه في مختلف الفنون التي تمكن منها؛ فقد كان مفسرا مجتهدا وفقيها بارعا و أصوليا متقنا و قاضيا عادلا، مما جعل علماء عصره يسعون إلى جمع أخباره ، و تقصيها، والتنويه بشأنه، والتعريف بمكانته العلمية. فقال فيه ابن الأبار: ألف كتاباً في أحكام القرآن جليل الفائدة من أحسن ما وضع في ذلك قد رأيته و رويته عن بعض أصحابه وله في الأبنية مجموع مفيد، حدث عنه جلة من شيوخنا وأكابر أصحابنا وغيرهم وسماه أبو عبد الله التجيبي في مشيخته وقال: لقيته بمرسية في سنة(665ه) وقت رحلتي إلى أبيه ورأيت من حفظه وذكائه وتفننه في العلوم ما عجبت منه، وكان يحضر معنا التدريس والإلقاء عند أبيه فإذا تكلم أنصت الحاضرون لجودة ما ينصه وإتقانه واستيفائه لجميع ما يجب أن يذكر في الوقت، وكان نحيف الجسم كثيف المعرفة عظيما شاعراً مطبوعاً و أنشدني كثيرا من شعره….[40] وقال أبو الربيع بن سالم: سمعت أبا بكر بن الجد وناهيك به يقول غير مرة: ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون[41]. وقال ابن الأبار: كان له تحقيق بالعلوم على تفارقها وأخذ في كل فن منها وله تقدم في حفظ الفقه وبصر بالمسائل مع المشاركة في صناعة الحديث والعكوف عليها…إلخ. [42] وقال أبو عبد الله المراكشي: كان من بيت علم وجلالة مستبحراً في فنون المعارف على تفاريقها, محققا بها نافذا فيها, ذكي القلب حافظا للفقه حاضر الذكر له, متقدما في علوم اللسان فصيح المنطق,…واستجاز له من لم يتأت له سماعه منهم, وطلب بنفسه فاتسعت بذلك روايته وعظمت درايته, وشارك الجلة من أعلام بقايا المئة السادسة كأبي جعفر بن مضاء وأبوي القاسم: ابن حبيش والسهيلي, وأبي محمد بن عبيد الله في الرواية بالسماع عن طائفة كبيرة من شيوخهم, وانفرد عنهم بكثرة المجيزين له حسب ما مر ذكره مفصلا, وكان آخر تلك الطبقة وخاتمة أكابرها.[43] وقال أبو القاسم: فشاهدت من أبي محمد عبد المنعم من الذكاء والإدراك مالم أعهد من غيره, ورأيت مناظرات أخر وكأني لم ألق قبله أحداً, في كلام غير هذا.[44] وكان المنصور من بني عبد المؤمن كلما وقعت إليه مسألة غريبة وقدر شذوذها، ذِكراً أو فهْما، عن الحاضِرين بمجلسِه من أهل العلم_ وكان أبو محمد هذا من أجَلِّهم_ أجرى ذكرها بينهم، فوقعت المذاكرة فيها بينهم، حتى إذا استوفى كل منهم ذكر ما حضره فيها استشرف المنصور إلى الشفوف عليهم باستقصاء ما من الأجوبة فيها لديهم، فعند ذلك يتقدم أبو محمد فيقول : بقي فيها كذا وكذا، فيأتي على ما كان المنصور قد أعدّه للظهور بينهم، و كثر هذا من أبي محمد حتى استثقله المنصور، فكان من أكبر الدواعي إلى هجرته إياه. [45] وقال لسان الدين الخطيب: كان حافظا جليلا, فقيها عارفا بالنحو واللغة, كاتبا بارعا شاعرا مطبوعا, شهير الذكر عليّ الصيت. [46] وقال شمس الدين الذهبي: حدث عنه: إسماعيل بن يحيى العطار, وعبد الغني بن محمد, وأبو الحسين يحيى بن عبد الله الداني الكاتب, والشرف المرسي سمع منه "الموطأ".[47] وقال عنه أيضا: الشيخ الإمام, شيخ المالكية بغرناطة في زمانه… وبرع في الفقه والأصول, وشارك في الفضائل. وقال ابن الزبير: كان فقيهاً، حافظاً، جليلاً، عارفاً بالنحو والأدب واللغة، كتاباً بارعاً، شاعراً مطبوعاً، شهير الذكر، عليّ الصّيت، انفرد آخر عمره بالرواية عن جماعة ممن تقدم، ورحل إليه الناس في ذلك…إلخ.[48] وقيل عنه: الفقيه العالم بمذهب مالك المحدث المتفنن في كثير من العلوم البصير بالمسائل الإمام الشاعر كان آية في الذكاء[49]. تعتبر هذه الشهادات القيمة من أهل العلم بمثابة تزكية واعتراف بالمكانة العلمية البارزة لابن فرس كما تدل دلالة بينة على سعة اطلاعه وتميزه في شتى العلوم الشرعية. [1]– الحافظ أبي عبدالله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي(ت : 658ه), التكملة لكتاب الصلة, تحقيق: الدكتور عبد السلام الهراس,(لبنان: دار الفكر للطباعة 1415ه1995/), ج3, ص127. [2] – خير الدين الزركشي, الأعلام, (الطبعة15, دار العلم للملايين, مايو 2002م), ج3, ص168. [3]– أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكشي(703-634ه), الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة , تحقيق: الدكتور إحسان عباس والدكتور محمد بن شريفة والدكتور بشار عواد معروف, ( تونس: دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 2012م), ج3:, ص: 46. [4]– انظر: تحقيق الدكتور طه بن علي بوسريح, كتاب: أحكام القرآن للإمام ابن الفرس الأندلسي,(لبنان: دار ابن حزم الطبعة الأولى, 1427ه-2006م), ج1:, ص: 8. [5]– الحافظ أبي عبدالله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي(ت : 658ه), التكملة لكتاب الصلة, تحقيق: الدكتور عبد السلام الهراس,(لبنان: دار الفكر للطباعة 1415ه-1995م), ج3, ص :128. [6]– إلبيرة: وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي كورة قبرة, بين القبلة والشرق من قرطبة, وفيها عدّة مدن كغرناطة.(انظر: ياقوت الحموي, معجم البلدان, ج3, ص: 244). [7] – جلال الدين السيوطي, بغية الوعاة, ج2, ص: 116. [8] – انظر ابن الأبار, المصدر نفسه, ج3, ص127. [9]– انظر: محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف, شجرة النور الزكية في طبقات المالكية, تحقيق: عبد المجيد خيالي، ( دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى ،1424ه-2003م)،ج1, ص: 150. [10] – انظر :ابن الأبار, المصدر نفسه, ج3, ص127. [11] – انظر ابن الأبار, المصدر نفسه, ج3, ص128. [12]– شقر: جزيرة في شرق الأندلس , وهي أنزه بلاد الله حسنة البقعة كثيرة الأشجار والثمار والأنهار, بها مساجد وفنادق وأسواق. -[13] وادي آش: هي مدينة الأشات بالأندلس تعرف بوادي آش قريبة من غرناطة . [14]– جيان: مدينة واسعة بالأندلس لها زائد عن ثلاثة آلاف قرية في سفح جبل عالٍ جدا تتصل بكورة إلبيرة في شرقي قرطبة. [15] – غرناطة: أقدم مدن كورة إلبيرة من أعمال الأندلس وأعظمها , يشقها نهر حدارة بينها وبين قرطبة 33 فرسخا. [16] – المراكشي(703-634ه), الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة , السفر الخامس, ص:49. [17]– الحافظ أبي عبدالله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي(ت : 658ه), التكملة لكتاب الصلة, تحقيق: الدكتور عبد السلام الهراس,(لبنان: دار الفكر للطباعة 1415ه1995/), ج3, ص59-58. [18] – انظر : محمد بن محمد مخلوف, شجرة النور الزكية , ج1, ص: 150. [19]– عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي, طبقات المفسرين, تحقق:علي محمد عمر,)ط: 1 , مكتبة وهبة, 1396ه – 1976م ) ص: 60-.61. [20]– عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي, طبقات المفسرين, تحقق:علي محمد عمر,(ط: 1 , مكتبة وهبة, 1396ه – 1976ه ), ص:105-.106. [21] – انظر: ابن الأبار (ت : 658ه), التكملة لكتاب الصلة, ج3, ص201-203. [22]– محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الغرناطي الشهير بلسان الدين بن الخطيب ,الإحاطة في أخبار غرناطة, تحقيق:محمد عبد الله عنان(الطبعة الأولى,1977-1397 ), ج4, ص: 230-222. [23]– ابن الأبار : أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي ولد سنة 595, العلامة الحافظ الكاتب الأديب أحد أئمة الحديث , معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي, ( الطبعة الأولى , 2000-1420), ص218-217. [24]– الحافظ جلال الدين السيوطي, بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة, تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم, (الطبعة الثانية,1979-1399), ج2, ص: 83. [25] – السيوطي, بغية الوعاة, ج2, ص: 37. [26] – انظر: ابن الابار, التكملة, ج2, ص : 130. [27]– الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي, سير أعلام النبلاء, تحقيق هذا الجزء: الدكتور بشار عواد معروف و الدكنور محيي هلال السرحان,( الطبعة الحادية عشر, 1417-ه-1992م), ج23, ص: 138-134. [28]– انظر: الذهبي , تاريخ الإسلام, ج45,ص: 59-58.والذهبي, العبر, ج3, ص: 183. وابن الخطيب, الإحاطة في أخبار غرناطة, ج1,ص: 289-287. [29] – انظر: ابن الزبير, صلة الصلة, ق4, ص: 25. [30] – المراكشي, السفر الخامس, ص: 61. [31]– محمد بن عبد الواحد بن ابراهيم الغافقي, لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وروي الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن, تحقيق: الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب,(الطبعة الأولى, 1997-1418), ج1, ص: 1344. [32] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص: 1348. [33] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص: 1348. [34] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص: 1348. [35] – المصدر السابق, ص:1360. [36] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص:1365. [37] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص:1365. [38] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص:1365. [39] – أنظر: الغافقي, المصدر السابق, ص:1365. [40] – انظر :ابن الابار ،ج3، ص:128. [41] – نقله عنه ابن الأبار في «تكملته»، ص:128. [42] – انظر :ابن الابار ،ج3، ص:128. [43] – المراكشي, الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة , السفر الخامس, ص: 48 . [44] – نقله عنه المراكشي, الذيل والتكملة, السفر الخامس, ص: 49. [45] – انظر : المراكشي، الذيل والتكملة، السفر الخامس، ص:49_50. [46] – انظر: لسان الدين بن الخطيب, الإحاطة في أخبار غرناطة, ج3, ص: 415. [47] – الذهبي, سيرة أعلام النبلاء, ج21, ص: 365. [48] – انظر: ابن الزبير, صلة الصلة, ق4, ص: 19. [49]– انظر : محمد بن محمد مخلوف, شجرة النور الزكية , ج1, ص: 150.