هوية بريس – الأربعاء 03 فبراير 2016 قالوا بأن مرسوم فصل التكوين عن التوظيف يهدف الى تحقيق الجودة، وتشجيع التنافسية وتكافؤ الفرص، والقضاء على الاتكالية والتكاسل عن التكوين الجيد الذي كان بسبب ربط التكوين مع التوظيف..! ولازم هذا الكلام هو إسقاط من رسب في المباراة، والحكم بعدم أهليته لأن يتولى الوظيفة أو مهنة التدريس سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص! أي عدم استحقاق الراسب في المباراة للوظيفة مطلقا لأنه غير مُكوَّن جيدا وغير كفؤ! ثم نقضوا دعواهم -عن الجودة والتنافسية- ولوازمها حين قالوا بأن من لم يتوظف في القطاع العمومي هذا العام، سيعمل في القطاع الخاص حتى يتوظف العام المقبل! -والقطاع الخاص ربما لن يقبل به لأنه راسب في المباراة وغير كفؤ.!- إذن ما فائدة المرسوم إذا كان من لم يستوف شروط التكوين الجيد سيتوظف في التعليم الخصوصي، أو في التعليم العمومي في السنة المقبلة؟ ثم إن القول بتحقيق الجودة وتكريس التنافسية وإبراز الكفاءة يقتضي أن لا يحدد عدد المناصب برقم معين (7000 مثلا)، فماذا لو كان عدد الذين حققوا التكوين الجيد وأظهروا الكفاءة بعد المباراة لا يتجاوز عددهم 2000 أو 3000؟ فهل ستُشغلون باقي المناصب بغير الأكفاء ممن لم يستوف التكوين الجيد؟! وبهذا يتبين أن التبريرات التي برروا بها مرسوم فصل التكوين عن التوظيف، مجرد دعاوى لا تؤيدها معطيات الواقع، وأنها مجرد مقولات مرتجلة غير متسقة ولا تدعمها قواعد المنطق. بالإضافة إلى أن الشروط الموضوعية، الموجودة في دول الغرب التي تفصل التكوين عن التوظيف، غائبة في المغرب، وأن التربة المناسبة لغرس المرسوم غير متوافرة. فأعيدوا النظر في مراسيمكم وقراراتكم، وارحموا الشعب يرحمكم الله.