هوية بريس – الإثنين 25 يناير 2016 تتبعت في دقائق معدودة بعض المنشورات الطويلة والقصيرة المتعلقة بزلزال الريف الأخير؛ فألفيتها مليئة بالسخرية والاستهزاء واللمز، بين معاند ملحد منكر لاعتبار الزلازل آية من آيات الله، وبين ساذج مفتون ببعض التفسيرات العلمية التي لا تربطها بآيات الله وقدرته، وبين مستهزئين ربطوها بعلان من الناس ومغمور من القوم إن عرف عند أهل الأرض فلا ندري ما خبره عند أهل السماء، وبين فئة تخوض وتلعب بآيات الله وتلقي اللائمة على مخلوقين ضعاف كأنهم صانعوها… فرأيت أنه لابد من كلمة ينجلي بها الغبار ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة: الزلازل آية من آيات الله يخوف الله بها عباده، ولا تقع إلا بمشيئة الله وإرادته، ولا ينافي ذلك ما تفسر به من تفسيرات علمية حقة، مسببها هو الله عز وجل، وتلك التفسيرات العلمية مبينة لآلاء الله وقدرته في مخلوقاته، وهي من تجليات عظمته سبحانه. ومما لا يليق بمسلم يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، أن تجده ينكت ساخرا على آية قرآنية أو حديث نبوي شريف فيهما الحديث عن الزلازل وأسبابها وآثارها، وقد كان حريا بهذه الفئة أن يكون هذا داعيا لهم للتوبة والإنابة والاستغفار حتى لا يكون مآلهم كمصير الذين قال الله عنهم ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾. ومنهج العابدين لربهم التذكر والاعتبار، وسؤال الله حسن الخاتمة، والتعوذ به من سوء المنقلب والمصير.