الإثنين 25 يناير 2016 ما إن أرخى الليل سدوله حتى وصلت إلى المنزل بعد تعب مضني من أثر السفر والمسيرة النضالية بالرباط، ولجت على وقع زلزال عنيف يضرب منطقة الريف من جديد، استفاق الناس، لقد كان ذلك في الساعات المبكرة من صباح الإثنين الخامس والعشرين من يناير، بلغت شدته ست درجات ونصف الدرجة على مقياسِ ريشتر، في عرض البحر قبالة إقليمالحسيمة، على بعد حوالي 70 كلم من البر، الشيء الذي جنب المنطقة خسائر كبيرة على غرار سنة 2004. إحساس غريب ذاك الذي أحسست به، فما هي سوى دقائق لا يجد المرء من ركن يأوي إليه سوى الدعاءِ للهِ عسى أن ينجيه من موت محتم، إنها زلزلة ثوان تعمل الأفاعيل في النفوس من خوف وهلع وصراخ وبكاء، وأخرجت الناس من بيوتهم خوفا من أن يقبروا داخلها لا قدر الله؛ فكيف بزلزلة يوم يجعل الولدان شيبا، الموعود بها في كتاب الله؟! زلزلة هائلة تخفض وترفع وترج الأرض رجا وتبس الجبال بسا فتجعلها هباء منبثا، إنها زلزلة ضخمة تتحول الجبال معها إلى عهن منفوش. وتصير الأرض قاعاً صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، إنها زلزلة مرعبة تحمل فيها الأرض والجبال فتدكان دكة واحدة، إنها زلزلة مذهلة تنفض الأرض بسببها كل ما فيها نفضا وتخرج أثقالها، وإذا نجونا من زلازل الدنيا فليس أحد منا بناج من زلزلة يوم القيامة؛ فماذا أعددنا لها؟ { يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2]. نسأل الله أن يرزقنا الصبر عند المصائب و الاتعاظ بها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. * أستاذ متدرب.