هوية بريس – الإثنين 04 يناير 2015 الثرثرة المسرفة في موضوع التعدد سمة من سمات الثقافة السلفية المعاصرة، وكثير منها ثرثرة غير مفيدة، وفيها كثير من فساد تحديث الناس بما لا يعقلون، وهي أيضًا خروج بهذا الموضوع عن وزنه النسبي الذي أعطاه الشرع له، وزيادة فيه هي سمة البطالين الذين لا يجدون شغلًا، وفيها أيضًا كثير من جرح النساء بلا موجب لذلك إلا شهوة الإغاظة، وهو نوع من قلة الذوق وسوء العشرة. لكن الأسوأ من كل ذلك هو تقويل الشرع ما لم يقل، كجعل التعدد سنة، وأن صاحبه يثاب على مجرد التعدد، وهذا غلط، والتعدد فقط شيء أباحه الله لمن يقدر عليه ويقوم بحقه، وقد يكون مستحبا أو واجبا أو مكروها أو محرما بحسب ما يُنظر إليه بعد ذلك من اعتبارات زائدة. ومن تقويل الشرع ما لم يقل في هذا: جعل كراهية المرأة للتعدد كراهية للشرع، والواقع أن ذلك لا يلزم، فكراهية المرأة للتعدد شيء معتاد ولا شيء فيه، ولا تؤاخذ المرأة عليه ما دامت لا تعترض على الشرع نفسه، ولا تمنع زوجها حقوقه الشرعية، فإذا كان اعتراضها هو على زوجها وفعله وأنها لا تحب لنفسها ذلك= لم يكن عليها شيء حتى ولو طلبت الطلاق لأجل ذلك، ما دامت تطلبه بالمعروف. (أحد مواقع الإفتاء السلفية جعل هذا حراما، وهو غلط، بل هو جائز كسائر أسباب الطلاق الراجعة لعدم إطاقة العشرة ولو بلا ذنب من الرجل). والله عز وجل إنما منع من أن يجمع الرجل بين المرأة وأختها وبين المرأة وعمتها وخالتها لأجل الغيرة والكراهية التي تحدث بين الزوجات وأن هذه الكراهية لا يحب الشرع أن تقع بين الأرحام. فالشرع راعى هذا بمنع الجمع بين الأرحام ولم يراعيه عن طريق منع المرأة من شيء قلبي لا تملك نفسها أمامه، وإنما أوجب الشرع على المرأة فقط ألا تعترض على نفس الشرع وألا يؤديها هذا البغض إلى أن تمنع زوجها حقه أو تمنع زوجته الجديدة حقها.