التربية الإسلامية إلى أين؟ فبعد استبعادها من الامتحان الوطني الموحد سابقا وتقليص معاملها مقارنة مع باقي المواد الأخرى، وعدد ساعاتها أسبوعياً، بالإضافة إلى الدعاوى المتكررة إلى اعتماد "الثقافة الدينية"، بدل "التربية الإسلامية"، تعلن الوزارة الوصية اليوم في قرارها المفاجئ عن استبعاد المادة من الامتحان المحلي الموحد للسنتين: السادسة ابتدائي والتاسعة إعدادي، المقرران في شهر يناير المقبل. إن تهميش مادة التربية الإسلامية يؤثر سلبا على المتعلم الناشئ، فينشأ جاهلاً بدينه الإسلامي ومبادئه السمحة، بعيدا عن ضوابط فهم الشريعة الإسلامية ومقاصدها الكبرى، وجاهلاً بالاختيارات الدينية والعقيدة والمذهبية والسلوكية، التي اختارها المغاربة منذ القدم، واستيعاب النموذج المغربي الفريد في علاقة السياسة بالدين، المتمثلة في إمارة المؤمنين، فتختلط عليه الأمور، فيتحول إلى مواطن سلبيِّ غير نافع لمجتمعه، وتربية الأجيال تربية متوازنة مسؤولية الجميع، وتهميش بعض المقررات الدراسية على حساب الأخرى تحكم واضح في دمقرطة التعليم، وهذه عين الفوضى والتملص من المسؤولية. أما مسؤولية الدفاع عن المادة فتقع على عاتق مدرسيها الشرفاء في الدرجة الأولى، بالإضافة إلى: "الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية"، ومفتشيها الأوفياء، تفعيلا لسلطة العلماء، والدفاع عن التربية الإسلامية ليس مجرد دفاع عن مادة دراسية، وإنما هو دفاع عن هوية الأمة المغربية وثوابتها الروحية، وعن الإطار الذي استقر عليه عمل المغاربة قديما وحديثا، القائم على الإيمان والعمل الصالح.