نشر المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور تعزية في وفاة الأستاذ الجامعي سيدي عبد الحفيظ العبدلاوي، إليكم نصها: "سيدي عبد الحفيظ العبدلاوي، عالم الحسيمة، وصالحها، والعارف بالحديث وعلومه. والأستاذ المبرز بالكلية المتعددة التخصصات بسلوان. شهر بالعبدلاوي، الفقيه العالم، الزاهد، الصالح، الورع. اهتم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والتزم ما استطاع بسنته الشريفة. شتهر علمه وصلاحه، تعرفنا على سمو أخلاقه ونصاعة أفكاره، وهو عضو بالمجلس العلمي المحلي لإقليم الحسيمة، قرينا لصاحبه وصديقنا الكبير سيدي عبد الخالق الرحموني حفظه الله الذي لازمه ردحا من الزمن ويقول عنه في تعزيته: "فجعنا اللحظة في عالم رباني ما رأت عيني عالما ربانيا أشد ورعا منه، صحبته دهرا، وعرفته عالما ربانيا كان يصدع بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وكان رحمه الله محبا محبوبا يألف ويولف". لقد كان من حفاظ أهل الريف للحديث ينتدب للمحاضرة فيه ويحكم في مسابقاته ويعتمد رأيه في مناقشات أطاريحه. ويعد مرجعا لا معا فيه لدى محبيه وتلامذته بالدراسات الإسلامية، وأنه فقيد هذه الشعبة التي تعزيه على لسان جماعة تلامذته بقولها: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة أستاذنا عبد الحفيظ العبدلاوي أستاذ علوم الحديث. نتقدم بأحر التعازي الى عائلته الكريمة والى جميع الأساتذة والطلبة". كان الرجل فصيحا في كتاباته وجيز العبارة له مشاركة في علوم الشريعة خاصة علوم القرآن وعلوم الحديث. وأن كل من لازمه يعترف بمعدنه الأصيل وتواضعه الكبير، توفي رحمه الله يوم السبت قبل العصر26 محرم 1443ه الموافق ل04 شتنبر2021م. والمجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور إذ يعزي في وفاته إنما يعزي في فقدان عضو نشيط، مشارك، كريم، سخي، ذي عطاء علمي، وهمة عالية رفعته عن الخوض فيما تخوض فيه العامة من سفاسف الأمور. وكفته عن الانخداع ببهرجة الدنيا الكاذبة، وقد عاش لا يهمه الاشتغال بما يجر عليه دنايا هذه الدنيا والانكباب على ملذاتها والتسابق مع أهلها عليها والسعي لنيل حظوظهم النفسية من حب الظهور والشهرة والتصدر في المجالس والا فتخار بالألقاب والنعوت والتحليات. وانما، ولا نزكي على الله. أحدا، كان ممن يسعى في العمل الذي يكسبه رضى الله تعالى مع القيام بمسؤلياته كاملة في التعليم والإرشاد والتبليغ وهداية الحيارى الى طريق الهداية والحق ولو ببذل التضحيات والصبر على المكاره والزهد في المناصب. ولم يكن رحمه الله يتواني في نشر العلم والدفاع عن حرمة الشريعة الغراء ينفي عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وكأننا أمام هذا الموقف المحزن، ونحن نودع أخانا ومحبنا وعالمنا وشيخنا، بالشاعر يرثيه ويقول: ونورك لما غاب أظلمت الدنيا بكتك رسوم الدين يا واحد العليا *** صدعت بأحكام الشريعة والفتيا لئن صدع الإسلام فيك فطالما *** وقد زهدوا في العيش بعدك والبقيا على نعشك انثالت نفوس أولي النهى *** مناجين رب العزة الواحد الحيا وقد بسطوا أيدي الدعاء بقولهم *** تعود على مثواه بالغيث والسقيا على العبدلاوي الرضا منك ورحمة *** فاللهم إنا نسألك رحمتك، ورضوانك، وعفوك، ومغفرتك تسقي بها لحده، وتمطر بها مرقده، وتوسع عليه قبره، وتفسح له فيه، وتنور رمسه، وتحشره مع الشهداء والصالحين والصديقين، آمين يارب العالمين".