دعا زعماء ورؤساء وملوك الدول المشاركة في قمة بغداد للتعاون والشراكة، السبت، إلى دعم أمن واستقرار العراق وتحقيق السلام بين دول المنطقة. وتعقد قمة التعاون والشراكة، على مدى يوم واحد، في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا بالعاصمة بغداد، لمناقشة ملفات سياسية واقتصادية وأمنية تتعلق بالعراق والمنطقة. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "مؤتمر اليوم سيكون خاصًا ببناء إرادة التعاون والشراكة وإنهاء الخلافات وسوء الفهم لتحقيق السلام". وأوضح: "نحن هنا من أجل دعم أمن واستقرار العراق (..) فرنسا ستبقى على دعم بغداد في المهام القتالية للحرب ضد الإرهاب في إطار التحالف الدولي". وأضاف ماكرون: "من مصلحة الجميع مواكبة الإصلاحات الاقتصادية في العراق، وباريس ستدعم بغداد في المشروعات الصحية والطاقة والتعليم، بهدف تعزيز استقراره". بدوره، شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، على "أهمية تعزيز الحوار الإقليمي والدولي من خلال سياسة التوازن والانفتاح المبنية على القواسم المشتركة". ومضى قائلا: "دعم العراق هو أولويتنا جميعا (..) ندعم الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب ومساعيها لإعادة الإعمار وإرساء الاستقرار". وأضاف: "يجب إرساء الشراكة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وفتح الباب أمام التكامل الاقتصادي والتجاري والصناعي لتحقيق مصلحة الجميع". ومن جانبه قال أمير قطر تميم بن حمد، إن "المنطقة تمر بتحديات وأزمات تشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين (..) العراق مؤهل للقيام بدور فاعل لبناء السلم في المنطقة". وأضاف أن "أمن واستقرار العراق جزء من أمن واستقرار دول المنطقة"، معلنا دعم بلاده للمؤسسات الرسمية في العراق وحصر السلاح بيد الدولة. كما دعا أمير قطر، "المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للعراق لتحقيق الأمن والاستقرار والنهضة الشاملة". بدوره طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ب"تدشين مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي"، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعم ومساندة الحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار. واعتبر السيسي، في كلمته، أن العراق قادر بجدارة على إنجاز الاستحقاق الانتخابي في أكتوبر المقبل. ومن جهته، قال رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، إن "المنطقة لن تنعم بالاستقرار طالما العراق يفتقده، وباستقرار بغداد يستتب أمن المنطقة ويتم تعزيز فرص التكامل الاقتصادي". وشدد الصباح بالقول: "علينا ترسيخ سيادته (العراق) واستقلاله وعدم التدخل بشؤونه الداخلية". فيما أوضح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أن "تغيرات المنطقة تستوجب تنسيقا مشتركا بين الدول، وترسيخ الاستقرار الإقليمي يستلزم وجود عراق آمن". وأشاد الوزير السعودي، ب"جهود الحكومة العراقية في السيطرة على السلاح المنفلت"، معلنا دعم بلاده لتحقيق أمن واستقرار العراق. وعلى الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "أمن المنطقة لن يستتب إلا بالثقة المتبادلة بين دولها"، داعيا إلى الحوار بين دول المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية. وأشار الوزير الإيراني إلى ترحيب بلاده بدور العراق في إشاعة لغة الحوار بالمنطقة، مؤكدا أن بغداد تلعب دورا مهما في المنطقة.