واثق الجابري حطت طائرة الرئيس الإيراني يوم الإثنين في العاصمة بغداد، في أول زيارة له منذ وصوله الى السلطة عام 2013م، وبدعوة من الرئيس العراقي برهم صالح، الذي أشار أنه لا يمكن تحقيق الإستقرار بالمنطقة دون أيران، رغم أن الشرق الأوسط منقسم بين مؤيدين لأمريكا أو إيران، ويريد العراق لعب دور التوازن بين بلدين متخاصمين. تستمر زيارة روحاني لبغداد ثلاثة أيام، لتعزيز العلاقات بين البلدين والتبادل التجاري، وتناول ملفات مهمة، تتعلق بأمن البلدين والأمن الأقليمي. جاءت زيارة الرئيس الإيراني، في ظل حراك عراقي إقليمي ودولي، يسعى من خلالها مد جسور التواصل، وإعادة العراق لموقعه الحقيقي في المنظومة الإقليمية والدولية، يوازيه وجود حراك دولي متسارع تجاه العراق، لأهميته الإستراتيجية لفتح آفاق التعاون التجاري والأمني والسياسي، ورغبة الدولة في المساهمة في مشاريع إعمار العراق، وتأتي أهمية العراق من محورية موقعه الجغرافي والتاريخي، بينما يسعى الجانب الإيراني لفك الخناق عن إقتصاده المحاصر، وضغوطات إقليمية ودولية. إيران وفي إشارة من رئيسها أنها وقفت مع العراق في الأيام الصعبة، وتريد العودة للمساهمة في أيام السلام، وتعزيز العلاقة بين البلدين، وعقد عدة إتفاقيات في الجوانب الأمنية والإقتصادية، والصحة وسكك الحديد والكهرباء وسمات الدخول، فيما لم يستبعد التأثيرات الأمريكية، معتبراً أيها تثير “الإيرانوفوبيا”، والبحث عن نقاط الخلافات وإثارة النزعات في المنطقة للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، في توجهات تعتقدها أيران على أنها وضعت كعدو أول من العرب والفلسطينين قبل النظر الى الإحتلال الاسرائيلي. إن زيارة الرئيس الإيراني مهمة في هذه الظروف، ومحط إهتمام من البلدين لتوطيد العلاقات الإقتصادية والسياسية، وأهمية العراق في لعب دور فعال، ويستطيع أن يكون جسراً، ووسيط مأتمن لربط المصالح المشتركة بين الدول الإقليمية، وخلال هذه المرحلة كان العراق من أكثر الدول صراحة تجاه الحصار الأمريكي لإيران، بل أقوى موقفاً حتى من الإتحاد الأوربي الذي كان متردداً، في تصريحات سابقة لرئيس الوزراء، بعدم إلزام العراق بقرار أمريكي أحادي، وتوجه سياسي برفض الحصار على أية دولة، وتجويع الشعوب، ورفض الدستور العراق بأن يكون العراق منطلقاً لأي عدوان على البلدان المجاورة. يبدو أن القرار السياسي العراق، لم يعد بذلك التأثر بالموقف الخارجية، ومهما إختلفت القوى السياسية، لكنها بدأت تتقارب في طبيعة السياسة الخارجية، التي تشير بعدم تبعية العراق لأي محور من المحاور الدولية المتصارعة. يسعى العراق لبناء علاقة متوازنة اقليمية ودولية، ومن مصلحة البلدين بناء علاقات رصينة، كما من مصلحة الدول الإقليمية بناء علاقات بنفس الوتيرة وبالذات الدول العربية، وبذا لا يمكن إستثناء العراق وأيران وبقية الدول الإقليمية، ويمكن أن يكون العراق فاعلاً لمد الجسور وتطمين الأطراف سيما في الخلاف الأمريكي الإيراني، والسعودي الإيراني، ولا بأس للعراق أن يبحث عن مصالحه، كما هو الحال بالنسبة للجمهورية الإيرانية، والواقع أن العراق بحاجة الى الإنفتاح التجاري والسياسي، كما لإيران مصلحة تجارية وإقتصادية وسياسية لفك خناق التحالف الأمريكي، والعراق حريص أن يكون محل إستقطاب دولي.