بدا على رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز كثير من التأثر، وهو يعبر عن تقديره لكلمات جلالة الملك محمد السادس في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة ثورة الملك والشعب، مساء أمس الجمعة 20 غشت. "أقدر كلامكم"، هكذا قال سانشيز، في تعليق على الخطاب الملكي، خلال زيارته لمخيم للاجئين الأفغان، اليوم السبت 21 غشت، بتوريخون في أردوث. وأضاف رئيس الحكومة الإسباني أنه اعتبر المغرب "دائما بأنه حليف استراتيجي"، مؤكدا "نحن جيران وأشقاء". وكان الملك قد أعلن في خطابه أمس أن "هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت"، ليؤكد أن "هذا غير صحيح" وأن "المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار"، ويؤكد "وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا". وأعلن جلالة الملك "صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها. غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين. وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات. ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات". وفي ختام إشارته إلى الجارة الشمالية للمملكة قال جلالة الملك "إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات".