حذر وزير الصحة خالد آيت الطالب، من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، لاسيما الحالات الخطيرة أو الحرجة المتواجدة في أقسام الإنعاش، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يرقدون في هذه الأقسام يشكلون جزءا من فئة عمرية تفوق ال50 عاما فوتوا على أنفسهم تلقي اللقاح، لأسباب مختلفة. وفي هذا الإطار، قال المصطفى الناجي، الخبير في علوم الأوبئة ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الأشخاص الذين يتخلفون عن آخذ التطعيم ضد الفيروس، يعرضون حياتهم وحيات المحيطين بهم للخطر، كما أنهم يساهمون في عرقلة الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل الحد من تفشي الجائحة. وأوضح عضو الجنة العلمية للتلقيح، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن هذا السلوك الغير مسؤول، يعيق المخطط الذي وضعته المملكة، بالوصول إلى تحقيق المناعة الجماعية ضد الفيروس، داعيا المواطنين الذين فوتوا أخذ التطعيم، إلى الإسراء بأخذ موعد آخر ليساهموا في حماية أنفسهم وبلدهم من تبعات هذه الجائحة التي تزداد انتشارا. ومن جانبه أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المتخلفين عن أخذ التلقيح ضد الفيروس، يشكلون خطرا على حياتهم بالدرجة الأولى، موضحا أن الأمر لا يقتصر على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة فقط، بل إن أقسام الإنعاش بدأت تستقبل حالات من الشباب. وكشف حمضي لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أنه رغم كون اللقاح لا يحمي من الإصابة بالفيروس وإمكانية نقله للمحيطين بنسبة مائة بالمائة، لكنه يساهم بشكل كبير في الحد من انتشاره، مبرزا أن الشخص الغير الملقح يصبح ناقلا للفيروس ب12 مرة أكثر من الشخص الملقح، وبالتالي يعطي للفيروس إمكانية أكثر للانتشار في صفوف المحيطين به. وأضاف حمضي، أن هذا السلوك الغير المبرر، يساهم في إرهاق المنظومة الصحية الوطنية، من خلال زيادة الضغط على أقسام الإنعاش، مما يشكل خطرا على المصابين بالأمراض المزمنة، وضحايا حوادث السير، الذين سيواجهون مشاكل في الحصول على أسرة للإنعاش. وخلص المتحدث ذاته إلى أن ارتفاع نسبة ملئ أقسام الإنعاش، في ظل الزيادة المتسارعة التي تعرفها المملكة في عدد الإصابات اليومية بالفيروس، ستكون السلطات المختصة مضطرة إلى تشديد الإجراءات الاحترازية أكثر.