بعد إعلان الحكومة المغربية عن إحداث "الجواز التلقيحي" الذي سيمكّن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد ل"كورونا"، بالتجوال عبر جميع أنحاء التراب الوطني دون قيود، وكذا السفر إلى الخارج. لوحظ تزايد في الإقبال على مراكز التلقيح خصوصا من طرف الأشخاص الذين فوتوا موعد التطعيم. قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، إن إحداث "الجواز التلقيحي"، سيعطي دافعا للأشخاص الذين فوتوا موعد التلقيح، إما بسبب الإهمال، أو التردد، أو الخوف، مضيفا أن جزء من أهداف إحداث هذا الجواز، هو تشجيع الأشخاص المترددين، الذين وصلهم موعد التلقيح ولم يأخذوه بعد. وأوضح حمضي، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن الأشخاص المترددين أو الممتنعين عن أخذ اللقاح، خصوصا "الفئات الهشة"، التي تشمل المسنين، والمصابين بأمراض مزمنة، يعرّضون المنظومة الصحية للخطر، في مواجهة الفيروس خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا بعد قرار المملكة فتح الحدود، لذلك يجب توعيتهم بالمخاطر التي يترتب عليها عدم أخذ اللقاح. وتابع حمضي، أنه على سبيل المثال، سمحت السلطات الصحية بالولايات المتحدةالأمريكية للأشخاص الملقحين، بارتياد الفضاءات العامة دون ارتداء الكمامة، رغم خطر السلالات المتحورة، قصد تشجيع المواطنين للإقبال على أخذ اللقاح. وعلى المستوى الوطني، تقوم مصالح وزارة الداخلية بتنسيق مع وزارة الصحة، بتنظيم حملات لتوعية المواطنين، خصوصا المسنين، والمصابين بأمراض مزمنة، بضرورة أخذ اللقاح ضد الفيروس، كما يتم إحصاء الأشخاص الذين فوتوا مواعيد التلقيح. ومن جانبه، أشار سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، إنه على الأشخاص الذين فوتوا موعد التلقيح لسبب ما، خصوصا الذين يفوق سنهم 60 سنة، والمصابين بأمراض مزمنة، الإسراع بتدارك الأمر والذهاب لأخذ اللقاح. وكشف عفيف، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن أغلب مرضى كورونا المتواجدين حاليا بأقسام الإنعاش، خصوصا المسنين، لم يحصلوا على التلقيح ضد الفيروس، مشيرا إلى أن التطعيم يحمي من الإصابة بنسبة تفوق 85 بالمائة من الحالات الخطيرة، وحتى في حالة إصابة شخص ملقح بالفيروس فإن الأعراض تكون خفيفة، مبرزا أن نجاح حملة التطعيم والوصول للمناعة الجماعية، "هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الصحية التي تضرب المملكة والعالم". وأوضحت وزارة الصحة، في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي ل"كوفيد-19″، يوم الاثنين 7 يونيو الجاري، أن عدد المستفيدات والمستفيدين من الجرعة الأولى من التلقيح بلغ تسعة ملايين و216 ألفا و223 شخصا، فيما بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الثانية من اللقاح ستة ملايين و163 ألفا و970 شخصا. وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت عن إحداث "الجواز التلقيحي" الذي سيمكّن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد ل"كورونا"، بالتجوال عبر جميع أنحاء التراب الوطني دون قيود، والتنقل بعد الحادية عشرة ليلا وكذا السفر إلى الخارج. وحسب بلاغ الحكومة، فإنه "يمكن تحميل الجواز التلقيحي، الذي يحتوي على رمز الاستجابة السريعة (code QR)، في شكل قابل للطباعة أو في صيغة إلكترونية يمكن عرضها على هاتف ذكي، كما يمكن أيضا سحبه، في شكل ورقي، لدى السلطات المحلية التي يقع ضمن اختصاصها مركز التلقيح الخاص بالشخص المعني".