بفضل نجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، أعلن المغرب عن إحداث الجواز التلقيحي ووضعه رهن إشارة الأشخاص الذين تلقوا الحقنتين الضروريتين ابتداء من يوم الاثنين 7 يونيو الجاري. ويعتبر هذا الجواز التلقيحي وثيقة رسمية آمنة ومعترفا بها من طرف السلطات، تسمح لحاملها، دون الحاجة إلى التوفر على وثيقة إضافية، بالتجوال عبر جميع أنحاء التراب الوطني دون قيود، والتنقل بعد الحادية عشرة ليلا وكذا السفر إلى الخارج. وتنم هذه الخطوة عن بدء خروج المغرب من أزمة فيروس كورونا المستجد في سياق مطبوع بسباق محموم على اللقاحات، ورهان احترام التدابير الاحترازية من طرف المواطنين للحد من انتشار وباء أثقل كاهل اقتصادات العالم. ويمكن تحميل الجواز التلقيحي من خلال موقع "liqahcorona.ma"، وهو يحتوي على رمز الاستجابة السريعة (code QR) يمكن التحقق من صحته عبر تطبيق مخصص لهذا الغرض، في شكل قابل للطباعة أو في صيغة إلكترونية يمكن عرضها على هاتف ذكي. وبات بإمكان حوالي 6 ملايين مغربي ومغربية تحميل هذا الجواز التلقيحي والتنقل بكل حرية داخل البلاد والسفر إلى الخارج، وهو أمر سيسهل مأمورية عدد من المواطنين الذين يفرض عملهم التنقل بشكل مستمر أو السفر إلى الخارج للعمل أو الدراسة. وبحسب إحصائيات وزارة الصحة إلى حدود أمس السبت، فقد تلقى أزيد من 9 ملايين مغربي ومغربية الحقنة الأولى من اللقاح. أما الذين تلقوا حقنتين وأصبحوا محصنين ضد الإصابة بالفيروس، وبات بإمكانهم بالتالي الحصول على الجواز التلقيحي، فيناهز عددهم 5,8 ملايين شخص. وأوضح الدكتور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن إصدار الجواز التلقيحي يعني أن البلاد بدأت تخرج من أزمة فيروس كورونا المستجد بفضل نجاح الحملة الوطنية للتلقيح، لكنه أكد ضرورة الاستمرار في التدابير الاحترازية. وقال عفيف، في تصريح لهسبريس، إن "كل هذا النجاح جاء نتيجة للمجهود الجبار الذي قام به الملك محمد السادس من خلال تعليماته منذ بداية الجائحة، وهو ما مكن تدبيرها بشكل جيد، إضافة إلى تدخله الشخصي الذي أتاح الحصول على اللقاح بكمية مهمة". وذكر عفيف أن كمية اللقاح التي حصل عليها المغرب مكنت من الوصول إلى المرحلة الحالية المتسمة بإطلاق الجواز التلقيحي، وزاد موضحا: "لقد تجاوزنا اليوم 30 في المائة من أصل 80 في المائة الضرورية لتحقيق المناعة، والأهم أننا لقحنا الفئات المستهدفة، أي كبار السن وذوي الأمراض المزمنة". وبحسب المعطيات التي قدمها عضو اللجنة العلمية، فإن عملية التلقيح الناجحة نتج عنها انخفاض عدد الحالات المتواجدة في أقسام الإنعاش إلى حوالي 200 حالة وطنيا حاليا. أما الحالات تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، فلا يتجاوز عددها سبع حالات. وأكد الدكتور عفيف أن الاحترام المستمر للتدابير الاحترازية هو الذي أتاح للمغرب التحكم في الحالة الوبائية، ودعا الأشخاص البالغين أكثر 60 عاما أو المصابين بأمراض مزمنة، والذين لم يلحقوا لسبب ما، أن يبادروا لتلقي الحقنتين بشكل عاجل. وأشار عفيف إلى أن الملك محمد السادس أمر بإعادة فتح المساجد عبر البلاد أمام المصلين، بعد أشهر من الإغلاق، بعدما تم تلقيح المواطنين من كبار السن، وهو أمر مهم لتفادي تدهور الحالة الوبائية. وموازاة مع حملة التلقيح الوطنية وتخفيف الإجراءات الاحترازية، ذكر عفيف أن اليقظة متواصلة لرصد تطور السلالات المتحورة في المغرب من طرف ائتلاف المختبرات المحدث من قبل طرف وزارة الصحة، كاشفا أنه يتم تحليل 10 في المائة من العينات الإيجابية.