أفادت مصادر طبية "الصحراء المغربية"، أن أعمال اليقظة الوبائية حول انتشار فيروس كوفيد19 في المغرب، خلال الفترة المقبلة، ستأخذ شكل تكثيف عملية التوعية والتحسيس بانخراط الأشخاص غير الملقحين في الحملة الوطنية للتلقيح للرفع من نسبة التمنيع ضد الفيروس ومتحوراته الحالية. وذكرت المصادر ذاتها أن أعمال اليقظة الوبائية ترتكز على ضرورة استشارة المواعيد الخاصة بالتلقيح من خلال الاتصال بالرقم 1717 أو الاتصال بالسلطات المحلية القريبة من مقر السكنى لحجز موعد وتحديد مركز أو نقطة التلقيح المخصصة. ويهم الأمر الأشخاص، الذين لم يأخذوا حقناتهم من التلقيح، لأي سبب من الأسباب، مثل حملهم لأمراض أو لموانع حالت دون خضوعهم للتلقيح خلال تحديد مواعيد تلقيحهم الأولية، في مقدمتهم الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 40 سنة، والأشخاص المتقدمون في السن أو المصابون بأمراض مزمنة، التي تضعف المناعة الجسمية. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن عملية التلقيح تقلل من انتقال وتفشي فيروس كوفيد19، وخلافا لذلك يساهم الأشخاص غير الملقحين في نقل الفيروس بوتيرة 12 مرة أكثر من أولئك الذين أخذوا حقناتهم ضد الفيروس، كما هو مثبت في الدراسات العلمية الحديثة حول الموضوع. وأكد حمضي أن التلقيح يعد وسيلة ناجعة ومتاحة لضمان الوقاية الصحية من العدوى، سواء بالنسبة إلى الشخص نفسه وحماية حياته من التعرض للمضاعفات الخطيرة عند الإصابة بالفيروس، كما هي وقاية جماعية من كون الفرد الملقح، الذي يساهم في عدم نقله للعدوى بين أناس آخرين، خلال تبادل المعاملات سواء داخل الأسرة أو داخل الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية بشكل عام. وأكد حمضي نسبة النجاعة العالية اللقاح في الحماية الحالات الخطرة، التي تصل إلى 94 في المائة، كما تحمي بنسبة أكبر من ذلك من الوفيات جراء التعرض لمضاعفات المرض. وللبرهنة على ذلك، أشار حمضي إلى تصريح الدكتور "أنتوني فاوتشي"، المستشار الطبي للبيت الأبيض والأخصائي الأمريكي الرائد في الأمراض المعدية، الذي ربط أسباب 99.2 في المائة من الوفيات المسجلة، أخيرا، جراء كوفيد 19 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تتعلق بأشخاص غير ملقحين. وتبعا لذلك، شدد حمضي على أهمية الوعي بضرورة أخذ التلقيح ضد الفيروس، لا سيما في إطار سياق دولي يشهد توسع انتشار المتحور الهندي لفيروس كوفيد19 وتسببه في تسجيل حالات متوالية من الحالات الإيجابية، إلا أن نسبة الوفيات ظلت منخفضة تتراوح ما بين 8 إلى 10 وفيات يوميا، بفضل عملية التلقيح حيث تلقى أكثر من 66 في المائة من السكان لجرعة واحدة على الأقل من اللقاح وأكثر من 50 في المائة كلا الجرعتين. أما في روسيا، فتلقى 15 في المائة، فقط، من السكان جرعة من اللقاح، ما ساهم في تسجيل ما بين 600 إلى 700 حالة وفاة يوميا، يؤكد حمضي.