وسط التهليل والتكبير، توافد حجاج بيت الله الحرام، الأحد، إلى مشعر "منى" أحد أبرز مناسك الحج، لقضاء يوم التروية. وفي هذا المنسك الشهير بالارتواء من الماء، على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، يقتدي الحجاج بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط إجراءات صحية للعام الثاني، خشية تداعيات فيروس كورونا. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، فإن الحجاج واصلوا الأحد التوافد على مشعر "منى" وسط إجراءات التباعد بين الحجاج بشكل آمن وصحي، بمرافقة مشرفين لضمان التقيد بالتعليمات. ومشعر منى أكبر المشاعر المقدسة، تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16.8 كيلومترا مربعا. ويقع مشعر منى بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة، داخل حدود الحرم، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. ومن المقرر أن يتدفق الحجاج صباح غد الإثنين التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد جبل عرفة على بعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة. وتعتبر مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج، تقع بين مشعري منى وعرفات ويقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى، ويبيت فيها الحجاج حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر (عيد الأضحى) لرمي جمرة العقبة والنحر، ثم الحلق أو التقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويبيت الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج. وللعام الثاني على التوالي، تقيم السعودية شعيرة الحج بعدد محدود من الحجاج يبلغ 60 ألفا فقط من داخل المملكة، في ظل ضوابط صحية مشددة خشية تداعيات كورونا. وشهد عام 1441 هجرية (2020 ميلادية) موسما استثنائيا للحج، جراء تفشي كورونا، إذ اقتصر عدد الحجاج آنذاك على نحو 10 آلاف من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج، في 2019، من كل أرجاء العالم، وفقا للأناضول.