بعد إقحامها البرلمان الأوروبي في المسألة، وفشلها في حصد تأييد عدد كبير من أعضائه، تبحث الآن إسبانيا عن وساطات دولية لحل أزمتها مع المغرب، في وقت مازال الأخير متشبثا بموقفه الرافض لكل مناورات الجارة الشمالية. وزيرة الخارجية الإسبانية، غونزاليس لايا، استبقت اللقاء الأول الذي سيجمع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز والرئيس الأمريكي جو بايدن غدا الاثنين، إذ اتصلت بنظيرها الأمريكي لتبحث عن وساطة أمريكية تُنهي الأزمة القائمة بين المغرب وإسبانيا. عن هذا الاتصال كتبت صحيفة "Elconfidencial" أن لايا التمست من أنتوني بلينكن المساعدة في الحل وأنها ربطت كل ما حصل باعتراف أمريكا بالسيادة المغربية على الصحراء. وقالت إن لايا تُعول على لقاء الغد بين بايدن وسانشيز، والذي سيكون على هامش اجتماع لقادة دول حلف "الناتو" في العاصمة البلجيكية بروكسيل، لأن "حكومة إسبانيا اتخذت الخطوات الأولى لطلب المساعي الحميدة من أمريكا، لحل الأزمة المفتوحة مع المغرب منذ دجنبر 2021، والتي ساءت في أبريل 2020 مع دخول إبراهيم غالي إلى البلاد من أجل العلاج". أما صحيفة "Ceutatv" فأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكية اكتفى بالتأكيد على التزام بلاده في ما يتعلق بالهجرة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي، فيما لم يشر بيانا وزارتي الخارجية الأميركية والإسبانية الذي صدر عقب الاتصال لم يشر إلى الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا. ومهدت لهذه المحاولات الإسبانية التصريحات المهادنة لسانشيز، إذ قال "هناك أشياء كثيرة توحدنا أكثر من تلك التي تفرقنا ويجب علينا تعزيز أجندة بناءة تجعلنا نستأنف هذا الحوار، هذا التعاون الذي لطالما ميز إسبانيا والمغرب لسنوات عديدة"، على حد قوله، خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس كوستاريكا كارلوس ألفارادو الجمعة الماضي. كما أن سانشيز كلف نائبته الأولى، كارمن كالفو، بإدارة ملف الأزمة الدبلوماسية مع الرباط، تقول صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية التي ربطت الأمر بعلاقتها الجيدة مع المسؤولين المغاربة عكس سانشيز.