قادت تحريات الشرطة الفرنسية بمنطقة "بربينيون"، أول أمس الأربعاء، إلى إيقاف فرنسيين يتزعمان شبكة تستغل أطفالا مغاربة في الدعارة وتصوير أفلام إباحية. واكتشفت المصالح الأمنية نفسها أن المشتبه فيهما من ذوي السوابق القضائية في استغلال القاصرين المغاربة جنسيا بإسبانيا، وتمكنا من الفرار من قبضة العدالة، طيلة ثلاث سنوات، بعد الإفراج عنهما في إسبانيا، تحت إشراف قضائي في 2019، إلا أنهما اختفيا عن الأنظار وواصلا أنشطتهما الإجرامية في استدراج القاصرين المغاربة إلى شبكات تصوير الأفلام الإباحية. وأوقفت الشرطة الفرنسية المشتبه فيه الأول لحظة سحبه أموالا من وكالة بنكية في "بربينيون"، فيما تم إلقاء القبض على الثاني في منزله الذي أدى تفتيشه إلى العثور على أكثر من 20 ألف أورو فيه، وأوراق مالية مزورة، وحاسوب وأقراص تتضمن أفلاما إباحية، يتم بيعها إلى شبكات أخرى في تايلاند ورومانيا. وفق "الصباح" فقد وصفت المصالح الأمنية الفرنسية تفكيك الشبكة ب"المهم"، خاصة أن نظيرتها الإسبانية عجزت عن وقف أنشطتها طيلة سنوات، رغم اعتقال بعض أعضائها، ففي 2016 أوقفت خمسة منهم، وصادرت ثلاثة ملايين ملف (فيديوهات، وصور) تهم حوالي 103 ضحايا، أغلبهم من القاصرين المغاربة، كما بينت التحريات أن القاصرين كانوا يحصلون على مبالغ تتراوح بين 10 أوروات و20، مقابل تصوير مشاهد جنسية، ووجهت للموقوفين اتهامات باختطاف بعض الضحايا. وكشفت تحريات الشرطة أن الأمر يتعلق بشبكة مختصة في استدراج القاصرات للدعارة وتصوير أفلام إباحية، ومازال البحث جاريا عن آخرين ووسطاء مكلفين بإغراء القاصرين للالتحاق بالشبكات الإباحية. كما تضمنت المعلومات نفسها طرق الاستقطاب، إذ غالبا ما يستدرجهم وسطاء عن طريق مشاهدة مواد إباحية لأطفال آخرين وتناول المخدرات، ليتم تسجيلهم يمارسون الجنس في ما بعد. وأضافت اليومية أن مصدرا كشف أن إسبانيا وجدت نفسها في ورطة أمام جمعيات أوربية، بعد عجزها عن تفكيك شبكات تستغل الأطفال جنسيا، ما دفعها إلى تشديد المراقبة الأمنية على أنشطة المشتبه فيهم، علما أنها تمكنت من اعتقال زعيم إحداها، سبق أن حكم عليه بثماني سنوات سجنا بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال، إضافة إلى معاونيه في عدد من المدن الإسبانية، مثل برشلونة وتورتوسا وفلنسيا، كما تمكنت الشرطة من ضبط ملفات تحتوي على شرائط وصور إباحية متنوعة.