هوية بريس – متابعات استمر تفاعُل قادة الأحزاب مع قضية استقبال اسبانيا لإبراهيم غالي، إذ بعد كل من نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، أجرى إدريس لشكر، الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حوارا مع جريدة "أ بي سي" الاسبانية، ليجدد التأكيد على أن هذا الاستقبال خيانة ستكون لها تداعيات سلبية إذا لم تُراجع الجارة الشمالية موقفها. وصف لشكر استقبال زعيم الانفصاليين بأنه فضيحة تضر بالعلاقات التاريخية وحسن الجوار والثقة والشراكة الجامعة بين المغرب واسباني، مشددا على أن الذريعة الإنسانية التي تستخدمها حكومة بيدرو سانشيز غير مقبولة منذ اللحظة التي دخل فيها غالي بهوية مزيفة. وبحسبه فإن العلاقات بين البلدين تعيش واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت منها، وأبرز في إجاباته أن المغرب شعر بأن هناك خيانة من جاره، وأنه يتوقع موقفا واضحا من الحكومة الإسبانية تراعي الشراكة الاستراتيجية لاستعادة الثقة. وفي نظر الكاتب العام لحزب "الوردة" فإن الاستقبال يعكس وجود اتفاق مسبق بين الحكومتين الإسبانية والجزائرية لنقل المدعو إبراهيم غالي المتهم بارتكاب جرائم إرهابية وإبادة جماعية على متن طائرة خاصة، وتسهيل دخوله إلى إسبانيا بأوراق مزورة دون إبلاغ الحكومة المغربية. وبخصوص التذرع بوجود "اعتبارات إنسانية" محضة، قال لشكر إنها مجرد حيلة، والحال أنه يتوجب التوجه إلى مخيمات تندوف لرؤية حجم المأساة الانسانية هناك، قبل أن يشير إلى أن الحديث اليوم عن المسؤولية التاريخية أو الإدارية في الصحراء المغربية هو حنين لماضٍ استعماري مخجل. وأضاف في هذا الجانب أن "أي تلميح لمسؤولية أو وصاية إسبانيا على الأقاليم الصحراوية تعبير عن عداء واضح تجاه الشعب المغربي في قضية مركزية تشهد الآن منعطفا كبيرا لدى الرأي العام الدولي، بعد الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية". وكان نزار بركة وعزيز أخنوش أجريا لقاء افتراضيا مع زعيم الحزب الاشتراكي الاسباني، بابلو كاسادو، أكبر المنتقدين للحكومة الاسبانية بسبب استقبالها غالي. وقد أجمعا على أن اسبانيا لم تراع العلاقات التاريخية بين البلدين، وعليها مراجعة موقفها هذا. وفي ختام هذا اللقاء الافتراضي كشف الحزب الشعبي أنه طرح خمسة أسئلة برلمانية من أجل المطالبة بتوضيحات من حكومة بيدرو سانشيز حول "الدخول غير القانوني وبهوية مزورة لزعيم مليشيات البوليساريو" إلى إسبانيا. ودعا بابلو كاسادو بهذه المناسبة إلى دعم وتعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب، مؤكدا على أن هذه الروابط "هي أساسية ومحورية" وتشمل جميع المجالات، لاسيما التجارة والثقافة والسياحة والأمن والطاقة والصحة والفلاحة والصيد البحري. وكانت صحيفة "إلباييس" كشفت كواليس مثيرة عن سياقات استقبال زعيم الانفصاليين، إذ أكدت أن استقبال غالي تأسّس على قرار من أعلى سلطة في الجارة الشمالية، ولم يكن فيه أي تردد سوى تحفظٍ أبداه وزير الداخلية لكن سرعان ما انتهى. وبدأ الإعداد للاستقبال منذ 29 مارس الماضي، حين حلّ وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ضيفا على نظيرته الاسبانية أرانشا غونزاليس، إذ في تلك الزيارة الرسمية الأولى له إلى مدريد كان يحمل معه توسلا من السلطات الجزائرية لاستقبال غالي، على أمل إنقاذه من وضعه الصحي الذي زاده فيروس كورونا تدهورا. ورغم تحفظ وزير الداخلية الاسباني فيرناندو مارلاسكا، فقد تم في الأخير منحه الضوء الأخضر لاستقبال غالي، لأن اسبانيا استحضرت قبل كل شيء حاجياتها للغاز الجزائري، لاسيما أن ألمانيا رفضت استقباله، تؤكد الصحيفة. وبعد حصولها على الضوء الأخضر لم تتأخر الجزائر في حمل غالي نحو اسبانيا، ففي 18 أبريل الماضي وصل غالي إلى قاعدة سرقسطة الجوية، على متن طائرة طبية خاصة تابعة للرئاسة الجزائرية. بعدها تم نقله في سيارة إسعاف مُحاطة بالشرطة إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو، كما تسرد "إلباييس".