إذا كان التحرش في تعريفه القانوني يعبرون عنه بأنه: " أي صيغة من الكلمات غيرمرغوب بها و/أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد." فكل هذه الصفات تنطبق على #التحرش البصري فهو فعل غير مرغوب فيه، وهو ذو طابع جنسي وينتهك بصر الشخص المتحرش به حيث يراه في الأماكن العمومية التي يشتركها مع الجميع، وهي قطعا تجعله يشعر بعدم الارتياح وعدم الاحترام ويشعر بانتهاك مجاله البصري ويشعر كذلك بالتغرير والإغواء، ومما يترتب عليه بشكل مباشر: 1- تشتيت الذهن: حيث يتوجه الذهن مباشرة إلى التفكير في الغريزة دون قدرة من الشاب على السيطرة على ما يثار في ذهنه من أفكار. 2- الشعور بالهيجان الغريزي: مما يسبب استثارة غير مشروعة يترتب عليها الكثير من المعاناة لدى الشاب. 3- الشعور بألم مقاومة الشهوة: وهو ذلك القدر من الجهد النفسي الذي يحتاجه الشاب ليصرف بصره وليقاوم تلك الغرائز المستثارة بداخله مما يستنزف قدرته على التحمل يوما بعد يوم ويؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع الشاب في الزنا أو التحرش. 4- الشعور بالدونية: كونه لا يستطيع توفير هذه الحاجة الضرورية لنفسه أي الشعور بالقهر مما يزيد في حالة الاحتقان في المجتمع ويعزز مشاعر الكراهية ويوجد المبررات لدى الشاب للإقدام على الفساد. 5- التحريض على الفساد: حيث يعتبر التبرج النداء الفطري للمرأة لتقول هيت لك، ودائما كانت العاهرات تروج لبضاعتها عبر إبراز أجزاء من الجسد مثل الثديين والفخذين كإعلان على الفاحشة وتحريض للشباب على الفساد، وهذه كلها أفعال مجرمة شرعا وعقلا ويجب كذلك أن تجرم قانونا. 6- عدم القدرة على التحرز من هذا التحرش: فإذا كان التحرش السمعي يمكن التحرز منه لقلته واعتباره حدثا محدودا بلحظة التكلم، فإن التحرش البصري لا يمكن التحرز منه، فقد يكون صادرا من زميلة عمل تجلس أمامك طيلة النهار وقد يكون من جليسة مقابلة لك في رحلة قطار، مما يجعل هذا العدوان البصري ملازما لك. إن التحرش البصري أشد من التحرش السمعي، وكلاهما إلحاق أذى بشخص آخر، واعتداء على مجاله السمعي البصري. وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سمى المرأة التي تتعطر وتخرج ليجد الناس ريحها "زانية" فما بال من تخرج عارية إلا ربعها، وعارية إلا سدسها، وعارية إلا ثمنها... نتمنى أن يتحرك المجتمع لإدانة هذا الاعتداء اليومي الذي يطال الشباب العازب العاطل عن العمل، فيزيد من معاناته ومن شعوره باليأس في هذه البلاد، التي لا تعطيه الفرصة للزواج، وفي نفس الوقت تسلط عليه الصور الجنسية التي تقترب منه وتحرك غرائزه بعطرها الذي يجذب الحواس كلها، ثم بمفاتنها التي تدفعه إلى الفاحشة. أما إذا اعتبرنا أن التبرج الفاتن حق لها، فيمكننا أن نعتبر استجابته اللفظية والكلمات التي تصدر عنه تجاهها حرية تعبير، هذه بتلك والبادئ أظلم.