هوية بريس – متابعات يصادف تاريخ 19 مارس الذكرى ال59 لانتهاء حرب الاستقلال في الجزائر بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. ولم تعترف فرنسا رسمياً بأن ما حدث في الجزائر كان "حرباً" حتى عام 1999. وقالت الصحفية والكاتبة الفرنسية الجزائرية نادية هني مولاي، في مقابلة مع قناة BBC: "نحن أمام دولة لم تعترف بالحرب طوال أربعين سنة، وفي نفس الوقت أعطت رتبة "محاربين قدامى " لمجندين أدوا الخدمة العسكرية في الجزائر، إنه أمر لا يصدق فعلاً، حالة من انفصام شخصية الجمهورية". وأضافت مولاي:" تاريخ الاستعمار وحرب الجزائر يعيد نفسه من خلال الأحفاد، في فرنسا هناك من 7 إلى 8 ملايين شخص تربطهم علاقة مباشرة بما حدث في الجزائر، سواء كانوا من أبناء المناضلين من أجل الاستقلال أو أبناء الحركة أو الأقدام السوداء أو حتى المجندين، لأنه من خلالنا نحن.. أنا أبي كان جزائرياً.. تعاد القضايا التي لم تتم تسويتها". وأكدت مولاي، وفق ما أورده موقع "تي أر تي عربي"، أنه لم تكن هناك أي خطوات ملموسة للاعتراف بمسؤولية فرنسا عن جرائم النظام الاستعماري. وأوضحت "يصعب على فرنسا الاعتراف بجانبها المظلم، وهناك ميول للتركيز على ثماني سنوات من الحرب 1954-1962 التي كانت فعلاً حرباً عنيفة جداً وصعبة، لكن ذلك يغطي نوعاً ما على ما لا يقل عن 132 سنة من الاستعمار كانت لا تقل عنفاً". وأجرت فرنسا التي استعمرت الجزائر منذ عام 1830 حتى عام 1962 ما مجموعه 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966، منها 11 تجربة أجريت تحت الأرض بعد توقيع اتفاقيات إيفيان في عام 1962، والتي حصلت بموجبها الجزائر على الاستقلال. إلا أن هذه الاتفاقيات تضمّنت بنداً يسمح لفرنسا باستخدام مواقع في الصحراء لغاية عام 1967. ومع قرب موعد الذكرى الستين لاستقلال الجزائر (5 يوليوز 1962) اتّخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة "خطوات رمزية" في إطار "مصالحة الذاكرة" بين البلدين، لكنه استبعد أي اعتذار عن جرائم الاستعمار الفرنسي.