تواصل القوات المسلحة الملكية المغربية توسيع الحزام الأمني في الصحراء المغربية، لإغلاق المنافذ على عناصر "البوليساريو" بشكل تام، ومنعها من الوصول إلى المناطق العازلة التي تسميها كذبا ب"الأراضي المحررة". ووفق "الأحداث" فبعد تمديد الجدار الأمني في منطقة الكركرات إلى الحدود الموريتانية، تم إغلاق نقطة تسلل أخرى لجبهة "البوليساريو"، عبر عملية توسيع الجدار الأمني شرقا في "تويزكي" باتجاه الحدود الجزائرية، وتحديدا من مواقع "الأبعاج" و"طارف بوهندة" و"كرارة العربي" الموجودة شرق الجدار. وانتهت القوات المسلحة الملكية من إنشاء حزام جديد يهدف إلى سد الثغرة الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية في جبال الواركزيز، بحسب ما أكده "العربي النص"، ظابط سابق في قوات البوليساريو، عاد إلى المغرب. وفي تصريح ل"يابلادي" أضاف العربي النص "لسنوات عدة، كانت قطعة الأرض هذه تعتبر"ملكية" للبوليساريو. لقد غير المغرب للتو هذا الوضع، وبالتالي نجح في تقليص تحركات عناصر الجبهة بشكل كبير في هذه المنطقة ". وحول الخطوات المقبلة، لتأمين الحدود الجنوبية للمملكة بشكل نهائي، يقترح الخبير العسكري توسيع الحزام باتجاه جنوب تيفارتي حتى أمغالا على طول الحدود مع موريتانيا. وأوضح قائلا "لسبب وجيه، فهي حدود يسهل اختراقها. هذا التمديد سيكون رسالة من الرباط موجهة إلى نواكشوط لوضعها أمام مسؤولياتها". وأضاف أن، العملية التي أطلقتها القوات المسلحة المغربية منذ 13 نونبر، قادرة على خفض التكلفة المالية لمراقبة الحدود، مشيرا إلى أن "تكلفة تأمين حزام يزيد طوله عن 2000 كلم مع وجود ثغرات فيه، باهظة، أما إذا تركز هذا الجهد على مائة كيلومتر فقط فستتراجع التكلفة، وفي نفس الوقت ستبقى مساحة صغيرة أمام البوليساريو إن لم تتحرك فوق التراب الموريتاني. هذا الخيار سيكون له ثمن سياسي، مع العلم أن الجار الجنوبي لا يزال يعترف ب "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". ويمثل توسيع الحزام الرملي نقطة تحول في الحرب بالصحراء المغربية. فإذا كانت البوليساريو قد نجحت في بداية النزاع المسلح، فذلك لأنها كانت مسؤولة عن اختيار مكان ووقت الهجمات. وقال العربي النص "بناء القسم الأول من الحزام في الثمانينيات حرم عناصر الجبهة من الورقة الرابحة للمكان. ما زال لديهم عامل الزمن، ولكن ليس لفترة طويلة، لا سيما مع هذ التمديد الجديد للجدار في الكركرات وفي جبال الواركزيز". وبحسبه فإن هذا التطور الجديد على الأرض، أجبر البوليساريو على إحياء الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" في صمت دون القيام بأي عملية ضد مواقع القوات المسلحة الملكية كما كان يتوقع سكان مخيمات تندوف.