هوية بريس – الأربعاء 02 أكتوبر 2013م كيف ظهرت الأكذوبة السافلة المنحطة المسماة فتوى جهاد المناكحة أو جهاد النكاح أو غيرها من المسميات السخيفة التي لا أساس لها لا من شرع ولا عقل ولا عرف؟.. كيف روجها إعلام الديكتاتوريات الساقط المنحل وطبل لها واعتبرها صيحة وموضة جديدة في الفتوى؟.. وكيف قام الأغبياء والمغفلون من بني جلدتنا بالترويج لها بعضهم عن قصد والبعض الآخر عن بلاهة وخفة عقل؟.. وكيف جعل منها العلمانيون على طول العالم العربي وعرضه فاكهتهم المفضلة التي يحلون بها خطابهم البغيض عن التدين والسلفية والصراع في سورية؟.. وكيف التقط اللا أخلاقيون ممن في أنفسهم مرض في عالمنا العربي هذا الخبر الأكذوبة الزائف لكي يجعلوا منه سلاحا لا أخلاقي في وجه التيارات الإسلامية عموما؟ وكيف جعلوا منه مادة كاريكاتورية لمسخرة التيار الإسلامي وشيطنته وإظهاره على أنه تيار غير أخلاقي؟.. وكيف جعل منها إعلام النظام السوري مادته المفضلة على قنواته وصحفه التشبيحية؟ قصة هذه الأكذوبة الافتراضية الحقيرة التي لا زال للأسف بعض الجهلة والمغفلين والمغرضين من الإعلاميين العرب يتداولها ويروج لها ويطبل لها خدمة لأجندات عدائية ضد التيار الإسلامي بدأت مع تغريدة غير حقيقة على حساب وهمي اختلقه أحدهم -من شبيحة نظام الطاغية في سورية طبعا- على موقع تويتر ونسبه للشيخ العريفي زورا وبهتانا -الفتاوى على تويتر- في سخافة وغباء وانحطاط لا ينطلي إلا على المغفلين والجهلة. ورغم النفي الفوري والسريع للشيخ العريفي لهذا الاختلاق السخيف فقد عملت قنوات النظام الإجرامي في سورية على تداوله وترويجه كما تلقفه الإعلام العلماني بتونس ووجدها فرصة سانحة لضرب التوجه الإسلامي والسلفي على الخصوص -تحت عنوان فتوى مجهولة المصدر- كان يكفي وضع مسمى الجهاديين أمامها لتصبح فرقعة إعلامية ذائعة الصيت فيا لها من مسخرة ويا له من هراء. كما وجدتها الحكومة التونسية في شخص وزير الداخلية الحالي لطفي بن جدو مناسبة جيدة لكي يشن هجوما لاذعا على التحاق عدد من التونسيين للجهاد في سورية بجانب الفصائل الثورية وهكذا تدحرجت الكذبة مثل كرة الثلج ليحتضنها أعداء التيار الإسلامي بكثير من الابتهاج خاصة على المواقع الافتراضية. لتصبح مادة للسخرية والفكاهة والتفاهة في زمن يقتل فيه السوريون ويسحقون ولا يجدون عونا من أحد سوى من الله عز وجل فلم تعد المسألة متعلقة فقط بمعارضة التحاق المقاتلين العرب بسورية بل بمحاولة نزع أي فضيلة عنهم وتصويرهم على أنهم مجرد همجيين وطالبي لذات وأصحاب نزوات بما يخالف كل الحقائق، وهذا ما عملت القنوات الإعلامية مرئية ومقروءة التشبيحية السورية وربيباتها الروسية والعلمانية بالترويج لها عبر فيديوهات وصور ملفقة وشهادات مسرحية كاذبة في مقاطع أشبه بالكوميديا السوداء الخيالية. من يصدق من عقلاء الناس عربا وعجما أن شخصا قد يقدم ابنته البكر ذات الستة عشر سنة لثلاثة أشخاص ليغتصبوها بالتناوب بينما هو ينتظرهم في الغرفة المجاورة ثم بعد أن يفرغوا منها يدخل عليها لكي يقول لها بأن ما تم إنما هو جهاد نكاح وأنها بهذا العمل ستنال الجنة.. هذه وغيرها من السفالات التي يعرضها إعلام النظام الفاشي السوري ويصورها على أنها شهادات حية على ممارسة جهاد النكاح.. يا للخزي والعار عندما نكتشف بأن الفتاة صاحبة هذه الشهادة قد اعتقلها النظام الفاشي الهمجي منذ سنة وأجبرها على الإدلاء بهذا التخريف ضد والدها وأسرتها ولو كذب هذا الأمر ندعوه إن كان عنده أدنى درجة من احترام أن يسلم الفتاة لأي منظمة دولية لحقوق الإنسان ليتأكد العالم من تلك الادعاءات أو يسلمها لمنظمة الصليب الأحمر الدولي لكي نكتشف جميعا من يتصف حقا بالحقارة والوضاعة. فمهما كان اختلافنا الفكري مع من اختاروا الجهاد أو القتال في سوريا فلا يمكننا أن ننسب إليهم شيئا من التفاهات والسخافات المشينة التي يروجها النظام الفاشي السوري الذي لم يترك جريمة على وجه الأرض إلا واقترفها في حق الشعب السوري، ولم يترك حرمة إلا وانتهكها، ولم يدع صومعة أو مسجدا إلا قصفه ودمره؛ فلم يراع حرمة الوطن، ولم يراع حرمة الدماء، ولم يراع حرمة الدين ودور العبادة، ولم يراع أعراف الحرب وأخلاق المحاربين وقصف المدنيين بالقنابل الكيماوية، ودمر مدنا بكاملها فوق رؤوس الأبرياء، ونكل بالمعارضين عن طريق التعذيب الوحشي، ولم يسلم منه لا طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا رجل، وجعل الكل أهدافا لمدافع شبيحته وجنوده ثم استعان بمليشيات من طائفته النصيرية، وأدخل جحافل مقاتلي حزب الله وكتائب الحرس الثوري الإيراني ومرتزقة المليشيات الشيعية العراقية ليحول الصراع من شكله الأساسي بين نظام ومعارضة ثورية إلى حرب مذهبية طائفية بغيضة بمقاتلين أجانب أدت في النهاية إلى ظهور الفصائل السنية السلفية كرد طبيعي على هذا التحالف المقيت وكرد طبيعي على الحشد الإعلامي والدعاية الطائفية الكريهة التي عمل النظام الفاشي لبشار الأسد على إطلاقها والترويج لها منذ بداية الثورة السورية ضدا على الإسلاميين بحكم العداء المستحكم للدين الذي تأسس عليه النظام البعثي التافه منذ عقود وجرائمه المتعددة في حق التيار والحركة الإسلامية السورية. بعض الكتاب العلمانيين الليبراليين واليساريين والقومجيين ممن أصابتهم الثورة ضد النظام الفاشي في سوريا بلوثة دماغية وهستيريا مرضية حادة وأصابهم عداءهم للإسلاميين بأنفلونزا الخنازير المعدية؛ ما أن أطلقت كذبة جهاد المناكحة من جحرها حتى سارعوا إلى إلصاقها ليس بالسلفيين والإسلاميين فقط بل بالدين الإسلامي عموما واعتبروها فرصة لا تعوض للضرب بقسوة وتسفيه القيم الدينية والملتزمين بالدين عموما؛ فصدرت عدة مقالات أدنى ما يمكننا أن نقوله عنها أن الأوراق التي كتبت عليها تستحق أن تكون حفاظات لهم بعد أن فاحت رائحتهم وأزكمت الأنوف.. حيث صوروا الإسلاميين على أنهم دعاة الرذيلة وطلاب الشهوة بل وعلى أنهم زناة ومغتصبون وأن شيوخهم وعلماءهم محرضون على الفساد ومستغلون للحرب من أجل قضاء الملذات والاستمتاع بالنساء.. أما العلمانيون بالمقابل فهم آخر قلاع الشرف والأخلاق والمروءة وحفظ الأعراض على هذه الأرض المتعففون الزاهدون المعتكفون الصائمون القائمون، وبالطبع فبشار الأسد منهم بل هو إمامهم وسيدهم.. يا سلام كم هم أخلاقيون ومتعففون هؤلاء العلمانيون وكم هم ملذاتيون وطلاب شهوة هؤلاء الإسلاميون. هكذا أصبحت الصورة وهكذا أراد النظام السوري وأنصاره المتخلفون عقليا وأشباههم من المنافقين والمضللين خدام الرجعية والديكتاتورية من الناس البسطاء أن يروا الثوار والمعارضين والإسلاميين، وأن يشككوا في سلوكهم وأن يدينوا وقوفهم وصمودهم في وجه آلة القتل الهمجية التي يحصد بها أرواح الأبرياء ويدمر بها سورية. ومن عجيب الصدف أن يعمد الانقلاب العسكري الهمجي بمصر وإعلامه الساقط إلى إطلاق نفس الكذبة على معتصمي رابعة العدوية والنهضة ويتهمهم بممارسة جهاد المناكحة، ولكي يدعم أطروحته الفاشلة القبيحة سيقوم باختلاق كذبة أخرى وهي أن من يقوم به لسن فقط مصريات بل سوريات وفلسطينيات جئن من سورية وغزة لممارسة جهاد المناكحة؛ وتم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بدموية وهمجية لم يشهد لها التاريخ المصري مثيل من قبل، وقام الانقلابيون بالقبض على كل القيادات الإخوانية والإسلامية ومع ذلك لم يقبض على سورية واحدة ولم يقبض على فلسطينية واحدة ممن ادعى أنهن كن هناك من أجل ممارسة جهاد المناكحة. بعض الإعلاميين المغفلين من خدام الرجعيات العربية لازال يصر على الترويج لمثل هذه المهازل السخيفة مستشهدا بحكايات خرافية اخترعتها مخابرات الأنظمة التي يعملون تحت أحذيتها عن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي من أجل تشويه تاريخ المقاومة العراقية، ثم من أجل نزع الشرعية عن الحركة الإسلامية حاليا وشيطنتها وإفراغ كل الدعوات التي تطلقها بشأن الإصلاح السياسي والمجتمعي ومقاومة الفساد الأخلاقي والسلوكي والاقتصادي من مضمونها وجوهرها وجعلها مجرد صرخات في الهواء لا يعتد بها ولا يهتم الناس بها مادام الإسلاميون جميعا بدون استثناء كما يريدون تصويرهم مجرد طالبي لذة وأصحاب نزوات وطامحين للسلطة وتجار دين وأخلاق في نهاية الأمر. وليس الأمر خاصا بالجماعات المتطرفة فقط كما يدعون – مع اعتراضنا المطلق على إطلاق هذا الوصف على الثوار السوريين- بل يهدفون إلى وصم كل الملتزمين دينيا بهذه الأوصاف المنحطة في إطار مشروعهم لعلمنة المجتمعات العربية وتحييد الدين من ممارسة أدواره الاجتماعية والسياسية والاقتصادية خدمة للأنظمة الرجعية التبعية ومصالح أسيادها ورعاتها الامبرياليين وخدمة لاستمرار الديكتاتوريات الطاغية في المنطقة. لست طائفيا لأرد على تلك التفاهة بالقول انظروا إلى زواج المتعة الذي يمارسه بشكل جماعي شبيحة وميليشيات النظام السوري ومرتزقة حزب الله وحلفائه الإيرانيين؛ لا لن أقول ذلك، بل سأقول بأن من يقوم بجهاد المناكحة حقيقة هم هؤلاء الإعلاميون والكتاب المأجورون.. من يقوم بجهاد المناكحة هم هؤلاء المدافعون عن الطغيان والاستبداد والهمجية والقتل.. من يقوم بجهاد المناكحة هو النظام السوري الفاشي الذي يحمي الكيان الصهيوني ويدافع عنه ويرفض أن يغادر السلطة قبل أن يجعل سوريا رميما تذروها رياح القوى الإمبريالية.. من يمارس جهاد المناكحة هو النظام السوري العميل الخائن والقوى الدولية والإقليمية التي تدعمه.. من يمارس جهاد المناكحة هو إعلام أنظمة البترودولار التي تقف وراءه والذي يطبل ليل نهار للديكتاتورية ولحكم العسكر.. من يمارس جهاد المناكحة هم أولئك الفاسدون الذين ما تركوا بلادا عربية إلا وسارعوا نحوها يحملون أموالهم ونزواتهم وشهواتهم وسلوكاتهم البغيضة لنشر الفساد وجر الفتيات الفقيرات إلى الرذيلة.. من يمارس جهاد المناكحة هي تلك الأنظمة التي تكيد ليلا ونهارا للثورة السورية ومع ذلك تتظاهر بأنها تدعم الثوار دوليا.. من يمارس جهاد المناكحة هم أولئك العلمانيون والقومجيون واليساريون العرب الداعمون للنظام الفاشي في سوريا لأنهم باعوا أنفسهم للشيطان بسبب عدائهم المرضي للإسلام وللحركة الإسلامية.