كيف ظهرت الأكذوبة السافلة المنحطة المسماة فتوى جهاد المناكحة أو جهاد النكاح أو غيرها من المسميات السخيفة التي لا أساس لها لا من شرع ولا عقل ولا عرف ...كيف روجها إعلام الديكتاتوريات الساقط المنحل و طبل لها واعتبرها صيحة وموضة جديدة في الفتوى ...وكيف قام الأغبياء والمغفلون من بني جلدتنا بالترويج لها بعضهم عن قصد والبعض الأخر عن بلاهة وخفة عقل...و كيف جعل منها العلمانيون على طول العالم العربي وعرضه فاكهتهم المفضلة التي يحلون بها خطابهم البغيض عن التدين والسلفية والصراع في سورية...وكيف التقط اللا أخلاقيون ممن في أنفسهم مرض في عالمنا العربي هذا الخبر الأكذوبة الزائف لكي يجعلوا منه سلاحا لا أخلاقي في وجه التيارات الإسلامية عموما وكيف جعلوا منه مادة كاريكاتورية لمسخرة التيار الإسلامي وشيطنته و إظهاره على انه تيار غير أخلاقي ...وكيف جعل منها إعلام النظام السوري مادته المفضلة على قنواته و صحفه التشبيحية . قصة هذه الأكذوبة الافتراضية الحقيرة التي لا زال للأسف بعض الجهلة و المغفلين والمغرضين من الإعلاميين العرب يتداولها ويروج لها ويطبل لها خدمة لأجندات عدائية ضد التيار الإسلامي بدأت مع تغريدة غير حقيقة على حساب وهمي اختلقه احدهم – من شبيحة نظام الطاغية في سورية طبعا - على موقع تويتر ونسبه للشيخ العريفي زورا وبهتانا – الفتاوى على تويتر – في سخافة وغباء و انحطاط لا ينطلي إلا على المغفلين والجهلة . ورغم النفي الفوري والسريع للشيخ العريفي لهذا الاختلاق السخيف فقد عملت قنوات النظام الإجرامي في سورية على تداوله وترويجه كما تلقفه الإعلام العلماني بتونس ووجدها فرصة سانحة لضرب التوجه الإسلامي و السلفي على الخصوص – تحت عنوان فتوى مجهولة المصدر – كان يكفي وضع مسمى الجهاديين أمامها لتصبح فرقعة إعلامية ذائعة الصيت فيا لها من مسخرة ويا له من هراء . كما وجدتها الحكومة التونسية في شخص وزير الداخلية الحالي لطفي بن جدو مناسبة جيدة لكي يشن هجوما لاذعا على التحاق عدد من التونسيين للجهاد في سورية بجانب الفصائل الثورية و هكذا تدحرجت الكذبة مثل كرة الثلج ليحتضنها أعداء التيار الإسلامي بكثير من الابتهاج خاصة على المواقع الافتراضية . لتصبح مادة للسخرية والفكاهة والتفاهة في زمن يقتل فيه السوريون ويسحقون ولا يجدون عونا من احد سوى من الله عز وجل فلم تعد المسالة متعلقة فقط بمعارضة التحاق المقاتلين العرب بسورية بل بمحاولة نزع أي فضيلة عنهم وتصويرهم على أنهم مجرد همجيين وطالبي لذات و أصحاب نزوات بما يخالف كل الحقائق وهذا ما عملت القنوات الإعلامية مرئية ومقروءة التشبيحية السورية وربيباتها الروسية و العلمانية بالترويج لها عبر فيديوهات وصور ملفقة وشهادات مسرحية كاذبة في مقاطع أشبه بالكوميديا السوداء الخيالية . من يصدق من عقلاء الناس عربا وعجما أن شخصا قد يقدم ابنته البكر ذات الستة عشر سنة لثلاثة أشخاص ليغتصبوها بالتناوب بينما هو ينتظرهم في الغرفة المجاورة ثم بعد أن يفرغوا منها يدخل عليها لكي يقول لها بان ما تم إنما هو جهاد نكاح و أنها بهذا العمل ستنال الجنة ...هذه وغيرها من السفالات التي يعرضها إعلام النظام الفاشي السوري ويصورها على أنها شهادات حية على ممارسة جهاد النكاح ...يا للخزي والعار عندما نكتشف بان الفتاة صاحبة هذه الشهادة قد اعتقلها النظام الفاشي الهمجي منذ سنة واجبرها على الإدلاء بهذا التخريف ضد والدها و أسرتها ولو كذب هذا الأمر ندعوه إن كان عنده ادني درجة من احترام أن يسلم الفتاة لأي منظمة دولية لحقوق الإنسان ليتأكد العالم من تلك الادعاءات أو يسلمها لمنظمة الصليب الأحمر الدولي لكي نكتشف جميعا من يتصف حقا بالحقارة والوضاعة . فمهما كان اختلافنا الفكري مع من اختاروا الجهاد أو القتال في سوريا فلا يمكننا أن ننسب إليهم شيئا من التفاهات والسخافات المشينة التي يروجها النظام الفاشي السوري الذي لم يترك جريمة على وجه الأرض إلا واقترفها في حق الشعب السوري ولم يترك حرمة إلا وانتهكها ولم يدع صومعة أو مسجدا إلا قصفه ودمره فلم يراعي حرمة الوطن ولم يراعي حرمة الدماء ولم يراعي حرمة الدين ودور العبادة ولم يراعي أعراف الحرب وأخلاق المحاربين وقصف المدنيين بالقنابل الكيماوية ودمر مدنا بكاملها فوق رؤوس الأبرياء ونكل بالمعارضين عن طريق التعذيب الوحشي ولم يسلم منه لا طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا رجل وجعل الكل أهدافا لمدافع شبيحته وجنوده ثم استعان بمليشيات من طائفته النصيرية و ادخل جحافل مقاتلي حزب الله وكتائب الحرس الثوري الإيراني و مرتزقة المليشيات الشيعية العراقية ليحول الصراع من شكله الأساسي بين نظام ومعارضة ثورية إلى حرب مذهبية طائفية بغيضة بمقاتلين أجانب أدت في النهاية إلى ظهور الفصائل السنية السلفية كرد طبيعي على هذا التحالف المقيت و كرد طبيعي على الحشد الإعلامي و الدعاية الطائفية الكريهة التي عمل النظام الفاشي لبشار الأسد على إطلاقها والترويج لها منذ بداية الثورة السورية ضدا على الإسلاميين بحكم العداء المستحكم للدين الذي تأسس عليه النظام البعثي التافه منذ عقود وجرائمه المتعددة في حق التيار والحركة الإسلامية السوري . بعض الكتاب العلمانيين الليبراليين و اليساريين والقومجيين ممن أصابتهم الثورة ضد النظام الفاشي في سوريا بلوثة دماغية وهستيريا مرضية حادة وأصابهم عداءهم للإسلاميين بأنفلونزا الخنازير المعدية ما أن أطلقت كذبة جهاد المناكحة من جحرها حتى سارعوا إلى إلصاقها ليس بالسلفيين والإسلاميين فقط بل بالدين الإسلامي عموما واعتبروها فرصة لا تعوض للضرب بقسوة و تسفيه القيم الدينية والملتزمين بالدين عموما فصدرت عدة مقالات ادني ما يمكننا أن نقوله عنها أن الأوراق التي كتبت عليها تستحق أن تكون حفاظات لهم بعد أن فاحت رائحتهم و ازكمت الأنوف ...حيث صوروا الإسلاميين على أنهم دعاة الرذيلة وطلاب الشهوة بل وعلى أنهم زناة ومغتصبون و أن شيوخهم وعلمائهم محرضون على الفساد ومستغلون للحرب من اجل قضاء الملذات والاستمتاع بالنساء...أما العلمانيون بالمقابل فهم أخر قلاع الشرف والأخلاق والمروءة وحفظ الأعراض على هذه الأرض المتعففون الزاهدون المعتكفون الصائمون القائمون وبالطبع فبشار الأسد منهم بل هو إمامهم وسيدهم...يا سلام كم هم أخلاقيون ومتعففون هؤلاء العلمانيون وكم هم ملذاتيون وطلاب شهوة هؤلاء الإسلاميون . هكذا أصبحت الصورة وهكذا أراد النظام السوري وأنصاره المتخلفون عقليا وأشباههم من المنافقين والمظللين خدام الرجعية والديكتاتورية من الناس البسطاء أن يروا الثوار والمعارضين والإسلاميين و أن يشككوا في سلوكهم وان يدينوا وقوفهم وصمودهم في وجه آلة القتل الهمجية التي يحصد بها أرواح الأبرياء ويدمر بها سورية . ومن عجيب الصدف أن يعمد الانقلاب العسكري الهمجي بمصر وإعلامه الساقط إلى إطلاق نفس الكذبة على معتصمي رابعة العدوية والنهضة ويتهمهم بممارسة جهاد المناكحة ولكي يدعم أطروحته الفاشلة القبيحة سيقوم باختلاق كذبة أخرى وهي أن من يقوم به لسن فقط مصريات بل سوريات وفلسطينيات جئن من سورية و غزة لممارسة جهاد المناكحة وتم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بدموية وهمجية لم يشهد لها التاريخ المصري مثيل من قبل و قام الانقلابيون بالقبض على كل القيادات الاخوانية والإسلامية ومع ذلك لم يقبض على سورية واحدة ولم يقبض على فلسطينية واحدة ممن ادعى أنهن كن هناك من اجل ممارسة جهاد المناكحة . بعض الإعلاميين المغفلين من خدام الرجعيات العربية لازال يصر على الترويج لمثل هذه المهازل السخيفة مستشهدا بحكايات خرافية اخترعتها مخابرات الأنظمة التي يعملون تحت أحذيتها عن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي من اجل تشويه تاريخ المقاومة العراقية ثم من اجل نزع الشرعية عن الحركة الإسلامية حاليا وشيطنتها وإفراغ كل الدعوات التي تطلقها بشان الإصلاح السياسي والمجتمعي ومقاومة الفساد الأخلاقي والسلوكي والاقتصادي من مضمونها وجوهرها وجعلها مجرد صرخات في الهواء لا يعتد بها ولا يهتم الناس بها مادام الإسلاميون جميعا بدون استثناء كما يريدون تصويرهم مجرد طالبي لذة وأصحاب نزوات وطامحين للسلطة وتجار دين و أخلاق في نهاية الأمر. وليس الأمر خاصا بالجماعات المتطرفة فقط كما يدعون - مع اعتراضنا المطلق على إطلاق هذا الوصف على الثوار السوريين – بل يهدفون إلى وصم كل الملتزمين دينيا بهذه الأوصاف المنحطة في إطار مشروعهم لعلمنة المجتمعات العربية وتحييد الدين من ممارسة أدواره الاجتماعية والسياسية والاقتصادية خدمة للأنظمة الرجعية التبعية ومصالح أسيادها ورعاتها الامبرياليين و خدمة لاستمرار الديكتاتوريات الطاغية في المنطقة . لست طائفيا لأرد على تلك التفاهة بالقول انظروا إلى زواج المتعة الذي يمارسه بشكل جماعي شبيحة وميليشيات النظام السوري و مرتزقة حزب الله وحلفائه الإيرانيين لا لن أقول ذلك بل سأقول بان من يقوم بجهاد المناكحة حقيقة هم هؤلاء الإعلاميون والكتاب المأجورون...من يقوم بجهاد المناكحة هم هؤلاء المدافعون عن الطغيان و الاستبداد و الهمجية والقتل... من يقوم بجهاد المناكحة هو النظام السوري الفاشي الذي يحمي الكيان الصهيوني ويدافع عنه ويرفض أن يغادر السلطة قبل أن يجعل سوريا رميما تذروها رياح القوى الامبريالية ...من يمارس جهاد المناكحة هو هو النظام السوري العميل الخائن والقوى الدولية والإقليمية التي تدعمه ...من يمارس جهاد المناكحة هو إعلام أنظمة البترودولار التي تقف ورائه والذي يطبل ليل نهار للديكتاتورية ولحكم العسكر ...من يمارس جهاد المناكحة هم أولئك الفاسدون الذين ما تركوا بلادا عربية إلا وسارعوا نحوها يحملون أموالهم ونزواتهم وشهواتهم وسلوكاتهم البغيضة لنشر الفساد و جر الفتيات الفقيرات إلى الرذيلة ...من يمارس جهاد المناكحة هي تلك الأنظمة التي تكيد ليلا ونهارا للثورة السورية ومع ذلك تتظاهر بأنها تدعم الثوار دوليا ...من يمارس جهاد المناكحة هم أولئك العلمانيون والقومجيون واليساريون العرب الداعمون للنظام الفاشي في سوريا لأنهم باعوا أنفسهم للشيطان بسبب عدائهم المرضي للإسلام وللحركة الإسلامية.