اطلعت مؤخرا على مقال في إحدى الجريدة الإكترونية حول موضوع فتوى المناكحة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها هذه الأيام، والتداعيات التي خلفتها على المستوى العربي، حيث يتساءل صاحب المقال عن رأي _ حسب قوله_ سدنة القيم والأخلاق ببلادنا الذين يتعقبون العلمانيين والحداثيين بانتقاداتهم في ما يتعلق بحريتهم في التعبير عن آرائهم التحررية ورغباتهم الجنسية، وأعطى مثال على ذلك بالهجوم الذي لحق الغزيوي ولطيفة أحرار وما تعرضا له من انتقادات حادة بل التهديد بالقتل والتكفير من طرف ما يسميهم بالمدفعين عن الدين والأخلاق. ويتابع صاحب المقال المذكور قذف واتهام بعض الكتاب الذين انتقدوا العلميانين، بعبارات ساقطة أفرغت محتوى المقال من موضوعيته، ناهيك عن اللغة الانتقامية والحقد الدفين والكره المقيت في نفسية صاحب المقال اتجاه القيم الإسلامية التي يعتقد أنها رجعية وظلامية، صاحبنا لا يتورع عن التعريض لبعض الشخصيات التي تعبر عن آرائها بكل تجرد وموضوعية في جملة من القضايا المطروحة للنقاش، بل الخوض في أعراضهم حيث يقول " وأين اختفى الفقيه النهاري المهووس بالتلصص على الفنانات والتحريض ضدهن ؟ ما الذي أمسكه عن هيسترياه الجنونية وهو يسمع ويرى أثر فتوى المناحكة والمصاحبة دون أن تأخذه "العزة" بالدين وبالعِرض فيرغد ويزبد كالذي يتلبسه الشيطان من المس ، مثلما هو دأبه كلما ذكر له حواريوه موضوعا فيه للعلمانيين مقال أو رأي ؟ أيجوز شرعا لمسلم أن يقدم زوجته ، طوعا أوكرها منها ومنه ، موضوعا للجنس يشبع به هوس "المجاهدين" ؟انتهى الاقتباس. فما دخل الشيخ النهاري في هذه القضية؟ أم هو حقد دفين ومحاولة الانتقام منه والنهش من عرضه لا لشيء إلا أنه عبر عن رأيه بكل حرية عن مسألة تهم الأخلاق والقيم والغيرة عن العرض في قضية الغزيوي ودعواه المتعلقة بحرية أمه وابنته في ممارسة الجنس بدون زواج التي تخالف عادات وتقاليد المجتمع المغربي ولا أقول القيم والأخلاق الإسلامية لأن صاحبنا لا يعجبه ذلك، أين هي حرية الرأي التي تتبجحون بها يا بني علمون أم حلال عليكم حرام عليهم والله مفارقة عجيبة؟ وأشفق لحال هؤلاء المساكين اتجاه حرية الرأي فعندما تكون في صالحهم يطبلون ويهللون، وعندما تكون ضددهم يزبدون ويرعدون،أفلا يخجلون من أنفسهم عندما تذكر الحرية ولا يكون الرأي المعبر عنه من قبل الآخر المخالف في صالحهم، فأنتم أحرار عبروا عن آرائكم، والآخرون أحرار اتركوهم يعبرون عن آرائهم. و بالعودة إلى موضوع المقال نقول إن الفتوى المذكورة فهي نكرة ويرفضها كل صاحب عقل منصف بله الشريعة الإسلامية التي جاءت للحفاظ على أعراض الناس وبناء مجتمع طاهر نقي، لا كما يريده بني علمون (نسبة للعلمانية) فهم يروجون لثقافة الشدود والميوعة والتحرر من القيم والأخلاق هدفهم أن يصبح الجنس مشاعا بين الناس بغية إرواء نزواتهم الضالة وشواتهم المنحرفة دون قيد أو شرط. إن فتوى المناكحة فتوى قديمة حديثة يراد بها النيل من الحراك الإيجابي الذي تعرفه بلدان الربيع العربي والتشويش على مسيرة الإصلاح التي باشرتها الحركة الإسلامية هناك بالتعاون مع شركائها المنصفين والغيورين على مصلحة الوطن، وهذا طبعا لا يرضي من هم على شاكلة سعيد لكحل والغزيوي فنقول لهم موتوا بغيضكم. كما أن هذه الفتوى لا تستحق الاهتمام لأنها تعتبر سخافة يترفع العلماء عن الخوض فيها، علما أن هذه القضية محسومة في ديننا الحنيف لأنها تخالف مقاصد الشريعة الإسلامية وروحها المبنية على تحقيق المصالح ودرء المفاسد، ولأنها نابعة من جاهل رافضي خبيث يريد خلق الفتنة وزرع البلبلة في المجتمع الإسلامي والتغطية على الانتصارات التي يحققها المجاهدون الأحرار بأرض الشام المباركة، ويستحيل أن يقول بها العلماء الراسخون في العلم الذين يخافون الله أكثر من غيرهم. كما أن هذه الفتوى قام بفبركتها الإعلام المتصهين والمعادي للإسلام والمسلمين ونسبها لعلماء تبين فيما بعد أنهم أبرياء منها، كما أن الصور التي ظهرت في الشريط المروج للفتوى هي لمجاهدات من الشيشان استشهدن في مواجهة العدوان الروسي، مدعيين أنها لفتيات تونسيات ذهبن لهذا الغرض موضوع الفتوى. هذا هو إعلام الحرية والتحرر الموغل في الكذب والبهتان والمحترف في تزوير الحقائق وقلبها. وختاما نقول لصاحب المقال ولمن على شاكلته إن المجتمع المغربي على علم بألاعيبكم وبتفاهة مواقفكم وبضعف حججكم وبأنكم تسبحون في الماء العكر ولأن أفكاركم لا تستطيع الصمود لأنها أوهن من بيت العنكبوت، فقط تحسنون السب والقذف والشتم وهذه هي أخلاقكم التي يعرفها العام والخاص، فرجاء كفوا عن الترويج للخزعبلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تعني مجتمعنا في شيء لأنه في حاجة اليوم إلى من يدفع بعجلة التنمية ويحارب الفساد الذي وطنه العلمانيون في بلادنا المتآمرون على هدم قيم وأخلاق المغاربة.