على بعد حوالي 30 كيلومترا من الرشيدية في اتجاه كلميمة، وفي حدود الثانية والنصف من يوم الثلاثاء 25 غشت الجاري شهدت المنطقة سقوط جسم فضائي، يعتقد أنه نيزك. وذكرت مصادر أن سقوط النيزك رافقه صوت قوي صاحبه توهج شديد، وهو ما خلف رعبا في نفوس ساكنة المناطق القريبة من مكان سقوطه خصوصا لدى رحل المنطقة وساكنة تاردة بالجماعة الترابية الخنك. وأكد عدد من رحل المنطقة قدوم مئات من الأشخاص من مجموعة من المناطق المجاورة كالرشيديةوكلميمة وتنجداد وأرفود ومرزوكة والريصاني وبودنيب وزاكورة والنيف وتازارين والمحاميد الغزلان.. للبحث عن شظايا هذا الجسم الفضائي في عدد من المناطق بجانب الطريق الرابطة بين الرشيديةوكلميمة قصد جمعها وإعادة بيعها. هذا، وأكد الدكتور عبد الرحمان إبهي، رئيس المتحف الجامعي للنيازك صحة سقوط نيزك جديد في الجنوب الشرقي للمغرب قرب مدينة الرشيدية وبالضبط قرب جبل أفردو حوالي 30 كلم غرب الرشيدية، وذلك يوم الثلاثاء الماضي (25 غشت 2020)، حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. وصرح خبير النيازك المغربي، لجريدة "الصحراء المغربية"، أن شهود عيان من المنطقة رأوا كرة نارية تسقط من السماء لونها أزرق برتقالي قبل أن تتحول إلى اللون الأحمر، وتضيء المنطقة بأكملها وتتفتت إلى عدة قطع بعد انفجار كبير. وأضاف إبهي، أنه بعد سماع خبر سقوط النيزك بالمنطقة، عمل العديد من رحل المنطقة، ومئات من الأشخاص الذين قدموا من مجموعة من المناطق المجاورة مثل الرشيديةوكلميمة،وتنجداد،وارفود ومرزوكة والريصاني وبودنيب وزاكورة والنيف وتازارين في البحث عن شظايا هذا الجسم الفضائي في عدد من المناطق بجانب الطريق الرابطة بين الرشيديةوكلميمة قصد جمعها وإعادة بيعها. وقال رئيس المتحف الجامعي للنيازك، "صحيح أن الحادثة أرعبت السكان، لكن سقوط نيزك ليس خبرا جديدا على المنطقة، كما أنه ليس خبرا سيئا بالنسبة للباحثين عن الثروة السريعة". وأضاف الدكتور إبهي أنه تم العثور على عدد كبير من الشظايا صغيرة الحجم ، ذلك أن معظم الأجزاء يتراوح وزنها بين 1 و100 غرام، وتوضح الدراسة البتروغرافية الأولية ، أن النيزك عبارة عن "كوندريت كربوني (Chondrite carbonée) من النوع CM2، وأن قشرة الانصهار المحيطة بالنيزك لا تزال سليمة وسوداء، وهي تدل على أن سقوطه حديث جدا وعدم خضوعها لتغيير الأرض، مما يجعلها أفضل عينة للدراسات العلمية. واعتبر أبهي هذا النوع من النيازك الذي سقط قرب مدينة الرشيدية مهم جدا من الناحية العلمية، ذلك لأن تحليله يعطينا صورة واضحة عن تكوين وتطور المجموعة الشمسية، وكذلك أصل الحياة على الأرض، وهو كوندريت كربوني بدائي، ولهذا يضيف، يهتم العلماء في دراسته حيث عثر في هذا النوع من النيازك على مواد عضوية إذ يعتقد مجموعة كبيرة من العلماء أنها هي التي أعطت انطلاقة الحياة على كوكب الأرض. ويرى خبير النيازك أنه من المقرر أن تكمل الدراسة الاستكشافية وتتبع مجال توزيع أجزاء الشظايا من بعثة استكشافية مزودة بمعدات الملاحة الحديثة وأجهزة الكشف، التي شكلها أعضاء مختبر النيازك بجامعة ابن زهر، وتتبع مجال توزيع شظايا هذا النيزك في الفضاء، وبالتالي الكشف عن خريطة حقل النيزك المتناثر. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن المغرب يعتبر على مر السنين موطنا لهذه القطع الصلبة القادمة من الفضاء الخارجي إلى كوكبنا و تشتهر المملكة في جميع أنحاء العالم باعتبارها مستقطبا لجميع أنواع النيازك، ومن بين أهم النيازك التي تم العثور عليها نيزك تيسينت المريخي، الذي سقط على أرض المغرب في 18 يوليوز 2011. وذكر إبهي، أن البحث عن النيازك أصبح هواية للسكان المحليين ومنهم من يتخذها كمهنة، بفضل العدد الهائل من قطع النيازك التي سقطت في المغرب، بينما تعمل جمعية المتحف الجامعي للنيازك، وهي منظمة علمية تأسست سنة 2016 لا تهدف إلى الربح بل إلى تشجيع البحث والدراسة في علوم النيازك، وتحتفظ بسجل لأهم النيازك التي سقطت في المملكة.