في الوقت الذي يطالب فيه المغاربة بإعادة فتح المساجد بعد إغلاقها بسبب فيروس كورونا، هناك أشخاص ومنابر لهم اهتمامات أخرى مختلفة تماما. فلم يقتصر الأمر لدى هؤلاء عند الفرح بإغلاق المساجد، التي لطالما أعلنوا الحرب عليها وعلى من يعمِّرها، بل تجاوزوا هذا الأمر بمفاوز، وباتوا يدنسون المقدس بوجه مكشوف، ويزورون الحقائق بشكل واضح وجلي. وفي هذا الصدد كتب المنبر المثير للجدل "كود" في استفزاز خطير لشعور المغربة "كل بيرة كيشربها مواطن كيخلص عليها ضريبة وكيساهم في الإقتصاد الوطني بينما كل صلاة كيصليها المواطن في الجامع فراه مكتستافد منها الدولة أو المجتمع والو غير تضياع لما ديال الوضوء وصافي". هذا الكلام البليد الذي يصدر عن مرجعية مادية إلحادية، فضل كاتبه "المبلي"، وهذا ليس ادعاء طبعا فهو يتباهى بشرب الخمر وما يصاحبه مما تعلمون، وينشر صورا له وهو يقترف هذه الجريمة، (فضل) البيرة على الوضوء والصلاة، ونسي ما تكلفه البيرة والروج والويسكي للدولة على المستوى الاجتماعي والأمني والصحي وغير ذلك، وما يجلبه بالمقابل المسجد للدولة من أمن روحي وسكينة نفسية واستقامة سلوكية، هذا دون الحديث طبعا أنه يقام فيه ثاني ركن من أركان الإسلام وهو الصلاة. الخمر ما سماها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أم الخبائث وأم الفواحش وأكبر الكبائر عبثا، ونذكر عصابة الرفاق في "كود" أن دائرة المعارف البريطانية ذكرت بأن معظم حالات الاعتداء الجنسي على المحارم مثل الأخت أو الأم والبنت وقعت تحت تأثير الخمور. وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن جرائم العنف في 30 دولة أن 86% من جرائم القتل و 50% من جرائم الاغتصاب، تمت تحت تأثير الخمور. وفي المغرب أيضا الجريمة لها صلة وثيقة بالخمر والمخدرات، ووفق تقرير رسمي فقد بلغت هذه النسبة 65% من مجموع الجرائم. هذا دون الحديث عن التفكك الأسري بسبب الخمر، والأمراض النفسية والعضوية بسبب الخمر، وامتلاء السجون بسبب الخمر.. صراحة لم أكن أظن أن أحدا يمكنه أن يجادل في خطر الخمر وانعكاساته السلبية على الفرد والمجتمع والدولة، لكن يبدو أنه يعيش بيننا "قرسطويون" يفكرون بغرائزهم بدل عقولهم. نذكر القراء الكرام بأن منبر "كود" نصب نفسه، قبل أسابيع، مدافعا عن "مينة بوشكيوة" التي لعنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاد هجمة ضد رئيس المجلس العلمي بآسفي، ووصفه "التخلف والكلاخ" لمجرد ربطه بين الخمر والتدخين والسرطان. أضاف إلى هذا فالمنبر ذاته دافع عن فيلم "الزين لي فيك" واعتبرت هذا النوع من الفن الذي يسوق له المخرج المثير للجدل نبيل عيوش (أرقى من الله)، -تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا-، واستهزأ بالنبوة والرسل واعتبر ذلك مجرد "بيزنس وبريكول تاراسوليت" ممكن يزدهر في أي مكان..!!! هذا دون الحديث طبعا عن تشجيعه العلني على الإلحاد والدعارة والزنا والخيانة والخمر والمخدرات وعدد من الجنايات التي يقترفها هذا المنبر كل دقيقة بحق الشعب المغربي.