هوية بريس – الإثنين 13 يوليوز 2015 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام: النفحات تتنزل فهل من متعرض، الليلة ليلة سبع وعشرين التي كان يقسم سيدنا أبي بن كعب أنها ليلة القدر، وليس من اليسير أن يقسم صحابي جليل على أمر إذا لم يكن واقفا على أرض صلبة من اليقين، هذا الصحابي الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما (إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة، فقال: أسماني لك؟ قال: نعم، فبكى أُبي رضي الله عنه). ومن اللطائف أن سورة البينة جاءت بعد سورة القدر، فكان أبي رضي الله عنه معه البينة، وأقوى من ذلك، أن رجلا جاء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله، إني شيخ كبير عليل، يشق علي القيام فدلني على ليلة يوفقني الله فيها لليلة القدر، قال صلى الله عليه وسلم: "عليك بالسابعة"، والحديث صحيح على شرط البخاري. ومما يذكر في الباب، أن كلمة هي في سورة القدر (سلام هي) هي الكلمة السابعة والعشرون، وهذا مما يستأنس به لشد العزم، ولا ينبني عليه حكم جزم، فأعدوا ما استطعتم من قوة، فإن النفس بالسوء أمارة، ويوم العطاء غدارة، ولكن أصحاب العزمات لهم شأن آخر. لا ينصرفون عن باب مولاهم في سائر الأوقات، فكيف بأشرف الأوقات، في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). أحبابي: إن جواهر الأشياء يظهر سبكها، وإن قلوب الموقنين قد زال شكها، يا حبيبي :زاحم التائبين، وادخل في محراب البكائين، وكل غريب للغريب نسيب، اصرخ في واد الرجاء، عسى أن تصادف ساعة العطاء، قد قرب رحيل شهر الصيام، ولح النصيح حتى لام، فاستدرك ما بقي من الأيام، إياك والتسويف فإنه غرور محض. حبيبي: هذه ليلة يسعد بها المواصل، ويتوفر فيها الحاصل، فيا سعد المعامل، ليلة تتلقى فيها الوفود، ويحصل لهم المقصود بالقبول والفوز والسعود، أحبابي: الدعاء الدعاء الدعاء، فإنه سلاح المؤمن وحصنه، وسلمه للارتقاء، ووسيلته لطرق باب رب الأرض والسماء، وعليكم بالانكسار بين يدي الغفار، فإنه سبحانه يرحم المنكسرة قلوبهم، أسأل الله العظيم أن يرحمنا جميعا بالفوز بليلة القدر، وأن يصلح لنا فيها الأمر، ويشرح الصدر، وأن يصلح ذرياتنا، ويحفظ بلدنا وملكنا، ويديم علينا نعمة الأمن، وإذا سألتم الله فأعظموا المسألة، فإن الله لا يتعاظمه شيء. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.