أصدرت الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي اليوم السبت 30 ماي بيانا للتحذير من التطاول على المقدسات. وقال البيان "فلقد كثر التطاول في هذه الأيام على عقائد الإسلام ومقدساته، ولا سيما على جناب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمساس بركنه المتين من بعض الأقلام الشاذة، والألسنة السفيهة الحاقدة، والتي تتحرك لإثارة الفتن والقلاقل واستفزاز الشعوب الإسلامية وتعريض أمنهم العقدي إلى الاضطراب، وإلهائهم عن قضاياهم الكبرى". وأضاف "إن رابطة علماء المغرب العربي تعلن عن استنكارها الشديد وغضبها من هذا الاستهتار بقيم الأمة الإسلامية العظيمة، وتستغرب جرأة هؤلاء السفهاء على هذا التطاول، لا سيما في بلدان عربية وإسلامية يتجذر فيها تعظيم شعائر الله، وتعظيم قدر النبي الكريم الذي هو المثال الأعظم للبشرية جمعاء". وفي هذا الصدد شددت الرابطة العلمائية على ما يلي: 1- إن السكوت على مثل هذه الجرائم العظمى في حق ديننا وقيمنا وحضارتنا، مدعاة لغضب الله سبحانه وتعالى، الذي جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا سيما في مواجهة مثل هذا الانحراف الخطير، شعيرةً من أعظم شعائر الإسلام، ومنقبة بوَّأت هذه الأمة مقعدًا متقدِّماً في صفوف الخيرية بين الأمم، قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} آل عمران 110، وإن بقاء هذه الشعيرة حيّةً قائمة على أصولها هو من أعظم أسباب حماية المجتمعات المسلمة من عذابات الاستئصال، وجوائح الفناء، مصداقا لقول الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} الأنفال 25. 2- إن علماء الإسلام مجمعون أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كحرمته حال حياته، فيلزم توقيره وتعزيره ونصرته في كل الأحوال، والله تعالى قد حرم أذاه صلى الله عليه وسلم ومحادّته ومشاقّته ومعاداته في كتابه، وتوعد من فعل ذلك بالنار خالداً فيها، قال تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا} الأحزاب 57، ولذلك فإن المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبٍّ أو لمز أو تنقيص أو طعنٍ عدو لله ورسوله، ولا خلاف بين العلماء في مروقه من الدين، وقد حكى الإجماع كثير من أهل العلم منهم علماؤنا المالكية أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له زنديق مارق، والوعيد جار عليه بعذاب الله تعالى له، وقد استقى العلماء الكرام ذلك من نصوص الكتاب والسنة وفق ما قرروه في كتبهم وفتاواهم المتواترة في هذا المعنى. 3- إن نشوء مثل هذه الشذوذات في المجتمعات المسلمة التي اتفقت على احترام عقائد الإسلام وشعائره الظاهرة، من أعظم الأسباب المؤدية إلى اشتعال الفتن والاضطرابات، وردود الأفعال التي قد لا تحمد عقباها. 4- تطالب رابطة علماء المغرب العربي من ولاهم الله أمر المسلمين بالأخذ على أيدي هؤلاء المتطاولين، وتفعيل أو إصدار القوانين الرادعة لهم، دفاعًا عن المقدسات الإسلامية، وحفاظًا على تماسك المجتمعات المسلمة. 5- تدعو رابطة علماء المغرب العربي المسلمين عامة وأهل العلم وأصحاب الكلمة والقلم والتوجيه والتأثير خاصة، أن يقوموا بواجبهم تجاه مقدساتهم وأمتهم، ببيان الحق وتعرية الباطل، والوقوف في وجه هؤلاء الدخلاء على الأمة الإسلامية وحضارتها وتاريخها. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. رابطة علماء المغرب العربي السبت 7 شوال 1441 هجري الموافق ل30 /5 /2020″اه