أثار مفتي مصر السابق على جمعة، الجدل مجددا بحديثه عن أن الإفطار على خمر لا يبطل الصيام، وقال إن الدين يحرم المعصية ولا يربطها بالعبادة، وإن شرب الخمر إثم لكنه لا يبطل الصوم. وتابع جمعة خلال لقاء متلفز، "هل من المعقول أن نقول لأحد لا تصم لأنك تشرب الخمر، بل نقول له ما دمت صائمًا لا تشرب الخمر، لا نحكم عليه بشيء غير مذكور أو مستند على حكم شرعي". وأضاف أن "الخلط والتشدد هو ما يصعب كل شيء على الناس مع أن الدين يسر والله رحيم، ويجب علينا أن نطالب الناس باللين والمعروف ونطلعهم على أمور دينهم ببساطة". وردًا على ما أثاره مفتي مصر السابق، قال الشيخ محمد الصغير وكيل اللجنة الدينية بالبرلمان المصري سابقا، إن ما قاله علي جمعة ليس فتوى وإنما نصوص صحيحة تقال في غير موضعها. وانتقد الصغير ما قاله جمعة قائلًا "إن السكارى أنفسهم يتعففون عن النطق بما قاله المفتي السابق"، لافتًا إلى أن ما قاله جمعة صحيح من الناحية الفقهية لكنه بدلًا من أن يركز انتباه الناس على أن شرب الخمر كبيرة من الكبائر، نجده هنا يهون ويخفف من شأن الكبيرة ولفت أنظار الناس لفروع بعيدة عن الجذور الرئيسية. وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي يخرج علينا فيها المفتي السابق بمثل هذه الأشياء المثيرة للجدل، ربما لأنه يريد المزيد من الشهرة وأن يصبح حديث الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وتابع "فمن قبل قال جمعة إن خروج المرأة متبرجة في نهار رمضان لا يبطل الصيام وكأنه يجد لها الحجة لتفعل ذلك، بدلًا من أن ينصحها بأن تستغل فرصة الشهر الفضيل لمراجعة نفسها والعودة للصواب". وأضاف "من قبل أيضًا قال إن ملكة إنجلترا أصولها شريفة ترجع إلى آل البيت النبوي، وقال في حديث آخر عن أحد كبار المحدثين إنه كان يحدث وهو يشرب الحشيش"، متسائلًا "ماذا يريد مفتي مصر السابق من ترديد مثل هذه الأمور؟!". وأكد الصغير أن دور العالِم الحقيقي أن يأخذ بيد الناس إلى طريق الله والطريق المستقيم، وأن يذكرهم بما لهم وما عليهم تجاه الخالق والخلائق، وما فعله جمعة يتنافى مع هذا الدور. ووفق "الجزيرة" كان جمعة أثار ضجة، قبل أسبوعين، بترويجه لشائعات متداولة بشأن كورونا عن أن "إطلاق آلاف الأقمار الصناعية لبدء العمل في شبكات الجيل الخامس (5G) قد هيأ الأجواء لتفشي الوباء"، ونفت منظمة الصحة العالمية وخبراء، صحة تلك المزاعم أكثر من مرة.