القاهرة «القدس العربي»: أثار الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، جدلا واسعا بعد تصريحاته بأن الإفطار على الخمر لا يبطل الصوم. وقال مفتي مصر الأسبق، خلال لقائه في برنامج «من مصر» المذاع على فضائية CBC، إن «الدين يحرم المعصية ولا يربطها بالعبادة، وإن الصائم الذي يفطر على خمر لا يبطل صيامه، بل يكون عليه إثم». وزاد أن «من أركان الصيام الامتناع عن شهوتي البطن والفرج مع النية، وكل الأئمة لم يقولوا بأن وضع الكحل في العين يبطل الصيام». وزاد:» قد يخرج لنا مثل خوارج عصرنا من يقول إن المكياج ينقض الصيام بمبرر أنها تضع ذلك المكياج لغير زوجها فتفتن به الناس وهذه طريقة عبيطة في التفكير». وزاد: «نحن نقاوم مثل تلك المقولات لأنها ضد ما جاء في التاريخ الاسلامي والإنسان نفسه». وأضاف أن الدين إذا حرّم التبرج سيحرمه في الصيام وغيره كذلك تحريم المعصية لا علاقة لها بالعبادات. وكان الصوم في زمن كورونا عنوانا أثار جدلا واسعا في مصر خلال الأيام الماضية، مع انتشار دعوات وفتاوى تتحدث عن إمكانية الإفطار في رمضان خوفا من تأثير الصوم على مناعة المصريين ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، قال إن «هناك آراء فقهية تبيح للمسلم الإفطار في شهر رمضان، إذا ما استبطن وشعر بالخوف على نفسه من الوباء المنتشر في البلاد». وأكد في تصريحات متلفزة أن «الخوف مبرر للإفطار في رمضان»، قائلًا «إن الله تعالى قال لا يكلف نفسًا إلا وسعها، والاستطاعة شرط لوجوب التكليف، ففي حالة الفوبيا والخوف يجب أن يترك الأمر للناس تسهيلًا عليهم، فمن لم يستطع الصيام خوفًا من المرض فله أن يفطر»، وقال «مجرد الخوف من المرض يُجيز الإفطار، فخوف الإنسان من المرض يدفع عنه الفرض وهذا في كل المذاهب ماعدا مذهب المالكية» . في المقابل، نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، منشورا توضح فيه عددا من الأحكام الشرعية بعنوان (أصوم أم أفطر؟… قضاء أم فدية). وقالت إن «مجرد الخوف من الإصابة بالفيروس ليس مسوغًا للإفطار، وإن صوم رمضان فرض شرعي على المكلف لا يسقطه إلا السفر أو العجز عليه بمرض ونحوه». وأضافت:» لا يزيد الصوم احتمالية العدوى بالوباء إذا التزم الصائم بوسائل الوقاية، وواظب على إجراءات التعقيم والحماية، فالصوم في حق عموم الناس واجب شرعي». الجدل حول صيام رمضان وصل إلى أروقة البرلمان، ورفض النائب شكري الجندي وكيل اللجنة الدينية في مجلس النواب المصري تصريحات الهلالي، مشددا على تقدمه بطلب إحاطة للمؤسسات الدينية بشأن وقف الفتاوى الشاذة. وأيضا أن هؤلاء ينطبق عليهم قول الرسول «إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة» .